"شبابيك الفرح... مبادرة ترفيهية "عن بعد" لأطفال الحجر المنزلي في غزة

02 سبتمبر 2020
تهدف المبادرة لإدخال البهجة والسرور إلى الأطفال (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يحاول المهرج الفلسطيني علاء مقداد، من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، استغلال فترة حظر التجول المفروض على القطاع ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، عبر بث مقاطع ترفيهية مستهدفاً الأطفال عن طريق الإنترنت.

وتأتي مبادرة مقداد، وإلى جانبها عدد من المبادرات الترفيهية التي يتم تنفيذها بجهود شبابية فردية، تماشياً مع إجراءات حظر التجول المفروضة في غزة؛ بسبب فيروس كورونا مؤخرًا، بهدف رفع روحهم المعنوية، وتحسين حالتهم النفسية.

ويسعى القائمون على المبادرات الشبابية، إلى تحفيز الأطفال على الالتزام في منازلهم، حماية لهم من فيروس كورونا والذي تم الإعلان رسميًا عن اكتشاف إصابات به خارج مراكز الحجر الصحي في قطاع غزة، يوم الإثنين قبل الماضي.

مقداد اختار أن يوصل فكرة الالتزام بالحجر المنزلي للأطفال وطرق التعقيم والنظافة بطرق كوميدية وترفيهية، عبر بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ليتابعه الأطفال من بيوتهم.

مبادرات ترفيهية (عبد الحكيم أبو رياش)

 

ويوضح مقداد، لـ "العربي الجديد"، أن فكرة البث المباشر للأطفال جاءت بعد أن فرضت جائحة كورونا ظروفاً جديدة، باتت لا تمكن أصحاب المبادرات الترفيهية من الحركة والوصول للأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات، إلى جانب عدم القدرة على جمعهم في الأماكن العامة، بسبب منع التجمعات.

ويسعى عبر البث إلى نصيحة الأطفال حول أهمية التزام البيت، إلى جانب مساعدة الأهل بقبول الأطفال للحجر، علاوة على إيصال رسالة للأهل بضرورة اللعب مع أطفالهم حتى لا يصابوا بالملل والأرق.

مبادرات ترفيهية (عبد الحكيم أبو رياش)

 

وفي مشهد لافت، أطل عدد من الأطفال الفلسطينيين من قطاع غزة عبر نوافذ وشرفات منازلهم، لمتابعة عروض التهريج والألعاب الترفيهية، والتي يتم تنفيذها عبر نوافذ منفصلة، حرصا على مبدأ التباعد الاجتماعي.

وتهدف تلك المبادرات الشبابية، إلى رفع الروح المعنوية للأطفال، في ظل حالة الإغلاق الكامل التي فرضت بشكل مفاجئ مع الإعلان عن أولى الإصابات داخل المجتمع، ما أدى إلى شلل كامل في الحياة اليومية، في محاولة للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره.

وتزينت شرفات ونوافذ مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة بالأطفال، خلال متابعتهم لعروض التهريج والعروض الترفيهية التي ينفذها المنشط الفلسطيني فداء اللداوي، والذي تفاعل معه الأطفال بالتصفيق وترديد الأغاني والأناشيد الطفولية.

مبادرات ترفيهية (عبد الحكيم أبو رياش)

 

ويقول اللداوي، القائم على مبادرة "شبابيك الفرح"، وهي واحدة من المبادرات التي تأتي للترفيه عن الأطفال، إن الأنشطة جاءت نتيجة المتابعة اللحظية لمستجدات الوباء في قطاع غزة، والحاجة الماسة للترفيه عن الأطفال، في ظل حالة الكبت والإغلاق.

ويوضح اللداوي، لـ "العربي الجديد"، أن "مبادرة شبابيك الفرح والتي يتم فيها مراعاة التباعد الاجتماعي، جاءت بعد تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وانتشار فيروس كورونا في عدد من المناطق، دون القدرة على رسم خارطة واضحة لأماكن الانتشار، كذلك تعتبر بمثابة التكافل الاجتماعي، والذي يشارك فيه الجميع بدون تمييز، حيث تأتي في إطار عملية الدعم والتفريغ النفسي للأطفال المحجورين داخل منازلهم، وفي ظل استمرار حظر التجوال المتواصل منذ أيام منعاً لانتشار الفيروس".

مبادرات ترفيهية (عبد الحكيم أبو رياش)

 

وتأتي المبادرات التي يتم تنفيذها بجهود فردية، في ظل حاجة الأطفال الماسة إلى مثل هذه الأنشطة التي تدخل البهجة إلى قلوبهم، خاصة مع دخول جائحة كورونا إلى قطاع غزة، وتعطل الأنشطة اليومية، وانقطاع الأطفال عن المدارس ورياض الأطفال، وحاجة الأطفال في المراحل الأولى من أعمارهم إلى اللعب والمرح وتفريغ طاقاتهم الداخلية.

وأعلن مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة، عن بدء فترة حظر التجول التام على جميع محافظات قطاع غزة، منذ اللحظة الأولى لاكتشاف حالات كورونا خارج مراكز الحجر الصحي مع الإعلان الرسمي عن اكتشاف أول حالات مصابة بفيروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي.

يذكر أن سلسلة من الإجراءات تم اتخاذها في قطاع غزة مع بدء تفشي الفيروس وذلك لمحاصرة المرض، كان من أبرزها تعليق العمل، بما يشمل المؤسسات التعليمية، ومقرات العمل الرسمية والخاصة ومنع التجمعات وإغلاق الأسواق والمساجد والنوادي وصالات الأفراح.

المساهمون