كشف تحقيق أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية أن السعودية وحلفاءها نقلوا أسلحة أميركية الصنع إلى تنظيم "القاعدة" ومليشيات متشددة في اليمن.
كما بيّن التحقيق أن جزءا من هذه الأسلحة الأميركية وصل أيضاً إلى أيدي الحوثيين، ما من شأنه أن يكشف تفاصيل حساسة عن بعض التكنولوجيا العسكرية الأميركية لطهران، ويحتمل أن يعرض حياة القوات الأميركة في مناطق الصراع الأخرى للخطر، بحسب الشبكة.
ولفت التحقيق إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأميركية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية، للتأثير على المشهد السياسي المعقد، وفق ما نقلت "سي إن إن" عن قادة ميدانيين ومحللين.
وفي هذا السياق قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن التحالف الذي تقوده السعودية يخرق شروط مبيعات الأسلحة مع الولايات المتحدة، وإن هناك تحقيقاً يجري في هذا الشأن.
وسبق أن نشرت الشبكة الأميركية تحقيقات تفيد بأن أسلحة أميركية الصنع استخدمت في سلسلة من هجمات التحالف السعودي وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين، العديد منهم من الأطفال.
كما أنه سبق أن كشفت وكالة "أسوشييتد برس"، في أغسطس /آب الماضي أن التحالف الذي تقوده السعودية، أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، ودفع لهم أموالاً للخروج من مناطق رئيسية، كما أنه أبرم اتفاقات معهم للانضمام إلى التحالف.
وقالت الوكالة إنه "خلال العامين الماضيين لم يتوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة، عن ادعاء تحقيقه انتصارات مهمة أدت إلى طرد القاعدة من معاقله في اليمن، وقلصت قدرته على تنفيذ هجمات ضد الغرب"، لكن بحسب تحقيق أجرته الوكالة، فقد كشف أن "العديد من نجاحات هذا التحالف، جاءت من دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك لأنه أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي التنظيم، ودفع أموالاً لبعضهم لمغادرة مدن وبلدات رئيسية وسمح لبعضهم بالانسحاب مع سلاحهم وعتادهم وأموال طائلة منهوبة".
ومما كشفه تحقيق أسوشييتد برس أيضاً، أن "صفقة" التحالف السعودي الإماراتي مع "القاعدة"، تضمنت كذلك الاتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم على الانضمام إلى "التحالف" نفسه.
وبحسب الوكالة الأميركية، فإن هذه "التسويات والتحالفات" بين التحالف وتنظيم القاعدة سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم، وهي تهدد بتقوية أخطر فرع لـ"القاعدة"، وهو التنظيم الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
وتأتي هذه التطورات أيضاً في الوقت الذي ينظر فيه الكونغرس، فيما إذا كان سيضطر إلى إنهاء دعم إدارة دونالد ترامب للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.