"سورية تحت الانتداب الفرنسي".. معرض وثائقي

07 مارس 2019
(مظاهرات في دمشق ضد الانتداب الفرنسي على سورية)
+ الخط -

بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، بدأت حقبة الوصاية الفرنسية أو ما يعرف بالانتداب على سورية؛ وهو شكل من النفوذ الكولونيالي الذي هيمن على سورية ولبنان.

دخل الجيش الفرنسي إلى دمشق فعلياً عام 1919، بعد مقاومة ورفض كبيرين من قبل السوريين ودولة الملك فيصل آنذاك، كما اندلعت معركة ميسلون التي قادها يوسف العظمة وانتهى الأمر لصالح الفرنسيين.

وعرفت سورية على يد الجنرال كورو إعلان تقسيمها إلى ست دويلات على أسس طائفية؛ العلويون والدروز وحلب ودمشق ولبنان الكبير والإسكندرون. واستمر الانتداب حتى بداية الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت فرنسا محتلّة من قبل النازيين.

حول هذه الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ البلاد، تقيم "مكتبة قطر الوطنية" بالتعاون مع "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة، معرضاً تحت عنوان "سورية تحت الانتداب الفرنسي" يتواصل حتى الثلاثين من نيسان/ أبريل المقبل.

يركّز المعرض على سورية ما بين عام 1918 وحتى 1946، وهي الفترة التي خضعت فيها للانتداب الفرنسي وبزغت فيها فرنسا كقوة بارزة في المنطقة.

وكانت الأكاديمية سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لـ"مكتبة قطر الوطنية" قد صرحت سابقاً حول المعرض قائلة إنه "لا شك أن الانتداب الفرنسي على سوريا فترة مهمة للغاية في التاريخ العربي الحديث شهدت خلاله سورية تغييرات ثقافية واجتماعية عميقة"، مبينة أن المعرض يوفر فرصة "للتعرف على حقبة مهمة في تاريخ المنطقة العربية".

يتكوّن المعرض من قسمين: الأول يعرض الفعاليات السياسية بين عامي 1918 و1925 والمعاهدات والأحداث التاريخية التي تلت تلك الفترة.

أما القسم الثاني، فيركّز على استكشاف النفوذ الفرنسي على الإرث والتراث السوري، بما في ذلك دور "المتحف الوطني"، و"المعهد الفرنسي للآثار" وغيرها من المؤسسات.

يتضمّن "سورية تحت الانتداب" بالعموم أربعين مادة من "المكتبة التراثية"، ومن مؤسسات ثقافية فرنسية، تتألّف من وثائق وخرائط تاريخية، بالإضافة إلى كتب مطبوعة وصور فوتوغرافية.

يأتي المعرض ضمن تظاهرة أكبر تحمل عنوان "سوريا سلاماً" ينظّمها "متحف الفن الإسلامي"، والتي انطلقت العام الماضي بالتزامن مع مرور عقد على تأسيس المتحف وتتواصل حتى نهاية نيسان/ أبريل المقبل.

التظاهرة تضمّ معارض فنية، ومحاضرات تاريخية، وندوات حول مواقع أثرية مهمة، وتجسيداً لسوق الحميدية في حديقة المتحف، إلى جانب تظاهرة "السبت السوري" التي تقام كل سبت في المتحف وتضم فعاليات وأنشطة مختلفة.

كما يتضمّن "سوريا سلاماً" معرضاً يحتوي على مئة قطعة فنية من مجموعة "متحف الفن الإسلامي" ومجموعات متاحف قطر، إلى جانب قطع معارة من متاحف مختلفة في روسيا وباريس وبرلين ولندن وإسطنبول.

المساهمون