"ستار أكاديمي" ختم موسماً حافلاً بالمعارك

31 يناير 2016
من السهرة الختامية (lbci)
+ الخط -
يوم الجمعة الماضي، اختتم "ستاراك" موسمه الحادي عشر بفوز اللبناني مروان يوسف على منافسيه هايدي موسى، ومحمد سعد من مصر ونسيم رايسي من تونس. أربعة مواهب تحلقوا في سهرة ختامية رغبة في كسب الرهان واللقب، لتظهر النتيجة تقدم لبنان على مصر هذه المرة، بعد سنتين من الاتهامات المُبطنة في ذهاب اللقب للمصريين، مع "احتضان" شركة cbc المصرية ومشاركة "اندمول" في إنتاج البرنامج.


ورغم تساؤلات كثيرة، أظهرتها النتائج التي لم تكن مفاجئة بالنسبة للبنانيين، بعد دعم وانشغال وزارة الاتصالات اللبنانية بتأمين "التصويت" الواجب للمشترك اللبناني عبر إعلان تشجيعي من قبل الوزارة نفسها بتخفيض مالي على "رسالة" التصويت.. استطاع مروان يوسف أن يخطف اللقب رغم هدوئه المعتاد طوال فترة البرنامج، والنأي بنفسه عن المناكفات التي ظهرت بين الطلاب أنفسهم في المنافسة، فضلا عن صوته المطواع في تأدية الألوان الموسيقية، وحصوله على علامات جيدة في "مواد" الأكاديمية من تمثيل ومسرح وغيرها.

لكن المشاكل التي غلبت هذا الموسم أيضاً بين الطلاب أنفسهم خصوصاً بين مصر والجزائر، نشطت متابعة الجمهور لـ"ستاراك". فطغى الخلاف "التقليدي" بين مصر والجزائر، وخرجت أخبار تقول إن محاربة المصريين للطالبة الجزائرية سهيلة بن لشهب حقيقة تحولت إلى "ترويج" واضح لم تسع إليه إدارة الإعداد، لكنه حصل. وذلك ما تسبب بتراشق عنيف شهدته مواقع شبكات التواصل الاجتماعي بين الجمهور المصري والجزائري أسهم بإلغاء جلسات الـ "سوشيال ميديا" للبرنامج واضطرت الإدارة لتعليقها "للحد من حملات التحريض والعنصرية".

وأصدرت الأكاديمية بياناً في نوفمبر/تشرين الثاني حول "الحرب" الدائرة بين جمهوري مصر والجزائر إثر تشجيع كل منهما لمتسابقين من بلده، والتي تسببت في انتشار وسم "#مصر_ بتتشتم_ ياcbc"، والدعوة إلى مقاطعة القناة والشركات الراعية للبرنامج ومنع دخول مشتركة جزائريةٍ إلى البلاد، والتي قيل إنها أهانت شعب مصر. المصريون عبّروا عن استيائهم من المتسابقة الجزائرية سهيلة بن لشهب وجمهورها، متهمين إياها بـ "التطاول" على بعض المتسابقين المصريين، وذلك بعد خلاف نشب مع المتسابق المصري محمد سعد، وصل إلى حد السباب. ثم طغت أيضاً الحادثة التي تعرضت لها بن لشهب، من وقوعها وكسر في قدمها، أدى إلى عدم تمكنها من المتابعة والتأهل إلى المراحل النهائية فعادت إلى الجزائر، لكنها ظهرت يوم النتيجة لتغني أمام زملائها بصورة طبيعية، ولم يكن الحال بالنسبة لتونس أفضل. حيث تمكن التونسيون في الأسبوعين الأخيرين قبل الإعلان عن النتيجة في إبقاء مواطنهم نسيم رايسي، وبلوغه مرحلة النهائيات، ذلك ما دلّ على نتيجة "منصفة" وفق اعتقادهم في وقوف تونس ضمن المشاركين المتأهلين للفوز باللقب، خصوصاً بعد خروج المغرب من المنافسة وبالتالي سيطرة مصر بمشتركين هما محمد وهايدي إلى جانب اللبناني مروان يوسف الرابح.

كل ذلك حمل البرنامج إلى حدود الأخذ والرد، دون عناء كبير تتقصده إدارة الاعداد، فالطلاب يجلسون أسابيع طويلة في مكان واحد وهم من جنسيات وبيئات مختلفة، ولا بد من خلافات تحاكي خلافات العرب فيما بينهم، ضمن مجتمع صغير هو "الاكاديمية" يظهر صورة مُصغرة عن الواقع اليومي في الوطن العربي.

إقرأ أيضاً: اللبناني مروان يوسف يفوز بلقب نجم ستار أكاديمي11

من جهة ثانية، أكد المخرج اللبناني طوني قهوجي لـ"العربي الجديد" أن شركة "اندمول" المالكة لبرنامج "ستاراك" بدأت فعلا التحضيرات لموسم جديد من البرنامج سينطلق في خريف هذا العام، وقال قهوجي إن نجاح "ستاراك" ما زال يحفزنا على تقديمه بعدما حصد الموسم الحادي عشر نجاحًا متوقعًا وفق النتائج التي ظهرت.

أسئلة كثيرة سيطرحها "ستاراك" في موسمه المقبل، وكيف يمكن لبرنامج منوعات يتعلق بالمواهب الغنائية الصمود كل هذه السنوات؟ وفق المعلومات، فإن رغبة شركة "اندمول" لا تتوقف على النقد الذي يواجهه البرنامج، و"الصمود" في مفهومه الإعلامي الضيق للكلمة ذلك يظهر للشركة المُنتجة أن "ستاراك" لا يزال من ضمن البرامج المُربحة على الصعيد التجاري، نظرا لوجود كمية من "الرعاة" التجاريين الذين يسهمون في التغلب على التكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا النوع من البرامج. إضافةً إلى تفرد "ستاراك" بيوميات الطلاب التي تُنقل بطريقة فريدة على الشاشة مباشرة، وطريقة حياة جيل تمتاز بالشفافية والصراحة، وكذلك في البحث عن آلية تقنية جديدة لمواكبة عصر التطور التقني والإنساني المفيد لمتابعي البرنامج من خلال اليوميات.

أما على الصعيد الفنّي، فهناك أيضا قبول لـ"ستاراك" في سوق الإنتاج المصري، وما يمثله ذلك من استثمار رابح لشعار محطة cbc المصرية "الأشهر". يكفي أن هدية الفائز هذا العام كانت "شيك" بقيمة مئة ألف دولار أميركي مقدمة من إحدى شركات السيارات العالمية من فرعها في مصر، في دليل واضح على رؤية وطريقة وتوجه cbc في إقناع شركات الإعلان بضرورة الاستثمار في البرنامج، وبالتالي نجاحه ومتابعته من قبل ملايين المصريين. ولا مانع في اعتقاد "اندمول" من مبارزة مع lbci اللبنانية في الشق التقني الإنتاجي للبرنامج، في فريق عمل كبير جداً، له خبرة كبيرة في البرنامج، إضافة إلى فريق التنسيق والاعداد المشترك بين lbci و"اندمول" وcbc. هؤلاء استطاعوا تجاوز الحدود وتقديم وجبة هامة بالنسبة للشباب على الشاشة الصغيرة، لا تقتصر على اللبنانيين، بل وصلت إلى دول المغرب العربي وأصبحت "علامة فارقة" لأحلام عدد كبير من المراهقين، كل ذلك وأكثر مع "دروس منوعة في الاكاديمية" في الصوت والأداء والتمثيل وطرق الحياة، يخضع لها كل من يحمله الحظ في البحث عن ضوء لإثبات حلم وموهبة تسكنه.


وفي السياق، سيحاول "ستاراك" في موسمه المقبل أن يُحدث قليلاً في "قوانينه" من خلال بعض التعديلات التي تدرسها إدارة الاكاديمية. وعُلم أن "الجولة" لاستقبال المواهب ستبدأ منتصف آذار/ مارس المقبل على أن تشمل المغرب وتونس والجزائر مرة أخرى، إضافة إلى مصر وسورية والأردن.

إقرأ أيضاً:إيهاب أمير وهايدي موسى الأكثر حظّاً في "ستاراك"
المساهمون