"رويترز" تكشف تفاصيل حملة تضليل إيرانية يتولاها 70 موقعاً وتستهدف 15 دولة

30 نوفمبر 2018
تنشر المواقع الدعاية الإيرانية في 15 دولة(علي رضا فيروزي)
+ الخط -
يقطع موقع "نايل نت أونلاين" وعداً للمصريين بتزويدهم "بأخبار حقيقية"، من مكتبه في قلب ميدان التحرير في القاهرة، لتوسيع أفق حرية التعبير في العالم العربي. ولا تتفق آراء الموقع عن الولايات المتحدة الأميركية، مع الآراء التي ترددها أجهزة الإعلام الرسمية المصرية التي تحتفي بالعلاقات الدافئة بين الرئيس دونالد ترامب والقاهرة.

وفي مقالة نشرها أخيراً، سخر الموقع من الرئيس الأميركي ووصفه بأنه "ممثل مسرحي رديء حوّل أميركا إلى أضحوكة" بعدما هاجم إيران في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة.

وحتى عهد قريب، كان عدد متابعي صفحة موقع "نايل نت أونلاين" على "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" يتجاوز 115 ألفاً. غير أن أرقام هواتف الموقع لا تعمل، ومن بينها رقم 0123456789. وأظهرت خريطة على "فيسبوك" لموقع مكتبه أنه يقع في منتصف الشارع لا في أي مبنى.

ويقول أشخاص في منطقة ميدان التحرير، بمن فيهم صاحب كشك لبيع الصحف ورجل شرطة، إنهم لم يسمعوا بهذا الموقع من قبل. والسبب في ذلك أن موقع "نايل نت أونلاين" جزء من حملة للتأثير في الرأي العام المصري تدار من طهران.

والموقع واحد من أكثر من 70 موقعاً على الإنترنت توصلت إليها "رويترز" تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة، وذلك في عملية بدأ خبراء الأمن السيبراني وشركات التواصل الاجتماعي وصحافيون لتوّهم في كشف النقاب عنها.

والمواقع التي اكتشفتها "رويترز" يزورها أكثر من نصف مليون شخص شهرياً، ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون.

وتبرز المواقع الأساليب التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها، لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الإنترنت للتأثير في الرأي العام. وتأتي هذه الاكتشافات في أعقاب اتهامات بأن حملات إعلامية روسية مضللة، استطاعت التأثير في آراء الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا. ومن بين من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر موادّ دعائية ومهاجمة خصومهم مستشارو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والجيش في ميانمار.

وقد نفت موسكو الاتهامات الموجهة إليها، ولم تعلق الرياض أو يانغون على الأمر.

وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق، جون برينان، إن "دولاً في كل أنحاء العالم تستخدم في الوقت الحالي أساليب حرب المعلومات من هذا النوع". وأوضح برينان عن الحملة الإيرانية: "الإيرانيون خبراء محنكون في الإنترنت. ثمة عناصر في أجهزة المخابرات الإيرانية تتميز بالبراعة من حيث العمل"، في حديثه لـ "رويترز".

واكتشفت المواقع بالاستفادة من أبحاث أجرتها شركتا "فاير آي" و"كلير سكاي" للأمن السيبراني. ونشطت هذه المواقع في فترات مختلفة منذ عام 2012. وهي تبدو مثل أي مواقع إخبارية وإعلامية عادية، لكن لا يكشف سوى اثنين منها عن صلاتها بإيران.

ولم تستطع "رويترز" التأكد مما إذا كانت الحكومة الإيرانية وراء هذه المواقع، ولم يرد مسؤولون إيرانيون في طهران ولندن على استفساراتها. غير أن كل المواقع ترتبط بإيران بإحدى طريقتين: فبعضها ينشر أخباراً ومقاطع فيديو ورسوماً كرتونية تزوده بها مؤسسة اسمها "الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي" (آي.يو.في.إم) تقول على موقعها إن مقرها الرئيسي في طهران، وبعض المواقع يشترك في نفس تفاصيل التسجيل مع (آي.يو.في.إم) مثل العناوين وأرقام الهواتف.

ويشترك 21 موقعاً في العناوين وأرقام الهواتف معاً. وارتدت رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى مؤسسة (آي.يو.في.إم) بما يفيد عدم وصولها إلى العناوين المستهدفة، كما أن أرقام الهواتف التي ذكرتها على موقعها لم تكن تعمل.

وتفيد وثائق منشورة على الموقع الرئيسي للمؤسسة، أن من أهدافها "التصدي للغطرسة... والحكومات الغربية وأنشطة الواجهة للحركة الصهيونية". ولم يرد موقع "نايل نت أونلاين" على استفسارات أرسلت على عنوان البريد الإلكتروني المنشور على الموقع. ولم يتسن تحديد الشركات التي تدير الموقع أو المواقع الأخرى التي توصلت إليها "رويترز". ولم يتسن أيضاً الاتصال بأصحاب المواقع السابقين الذين تم التعرف إليهم من خلال سجلاتها التاريخية. ولم ترد الحكومة المصرية على طلبات للتعليق على الأمر.

"الحقيقة غير المعلنة"

افتضح أمر بعض المواقع في الحملة الإيرانية في شهر أغسطس/ آب، عندما كشفت عنها شركات منها "فيسبوك" و"تويتر" و"ألفابِت"، الشركة الأم لـ "غوغل"، بعدما توصلت إليها شركة "فاير آي". وقد أغلقت شركات التواصل الاجتماعي مئات الحسابات التي روجت لهذه المواقع أو نشرت رسائل إيرانية موجهة.

وقال "فيسبوك" الشهر الماضي، إنه أغلق 82 صفحة ومجموعة وحساباً ترتبط بالحملة الإيرانية. وكانت تلك الصفحات والحسابات قد اجتذبت أكثر من مليون متابع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. غير أن المواقع التي كشفتها "رويترز" لها مجال أوسع، إذ نشرت محتواها بـ 16 لغة مختلفة من الأذربيجانية إلى الأردية، مستهدفة مستخدمي الإنترنت في الدول الأقل تطوراً.


ووصولها إلى قراء في مجتمعات تخضع لرقابة محكمة، مثل مصر التي حجبت مئات المواقع الإخبارية منذ 2017، يسلط الضوء على نطاق هذه الحملة. ومن هذه المواقع الإيرانية: موقع إخباري اسمه (فجر غربي آخر) يقول إنه يركز على "الحقيقة غير المعلنة". 10 مواقع تستهدف القراء في اليمن. منفذ إعلامي يقدم أخباراً يومية ورسوماً كرتونية ساخرة في السودان. موقع اسمه "ريلني نوفوستي" أي "الأخبار الحقيقية" موجه للقراء الروس، ويتيح تطبيقاً يمكن تنزيله على الهواتف المحمولة.

وليست كل الأخبار على المواقع زائفة. فثمة أخبار حقيقية منشورة مع رسوم كرتونية، مسروقة جنباً إلى جنب مع خطب للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. وتأييد المواقع للحكومة الإيرانية أمر جليّ، وهي تضخم العداء للدول التي تعارض طهران وخاصة إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، وفق ما تقول "رويترز".

والمقالة التي قال فيها موقع "نايل نت أونلاين" إن ترامب جعل من الولايات المتحدة أضحوكة، منقولة من مقالة نشرت على شبكة التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق من ذلك اليوم. وبعض المواقع تتسم بالتسرع في النشر. إذ يخطئ موقع باسم وكالة الصحافة اليمنية في كتابة الاسم باللغة الإنكليزية، وينشر تحديثاً مستمراً تحت عنوان "الجرائم السعودية ضد اليمنيين في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة".

ولم تجد رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى الشخص الذي يمكن الاتصال به في الوكالة، واسمه عرفات شروح، طريقها إليه فارتدت. وقاد عنوان الوكالة ورقم هاتفها إلى فندق في العاصمة اليمنية صنعاء، قال العاملون فيه إنهم لم يسمعوا من قبل عن شخص اسمه شروح.

وتتضح هوية أصحاب بعض المواقع السابقين وعناوينهم في سجلات التسجيل التاريخية على الإنترنت. فقد سبق أن أوضح 17 من بين 71 موقعاً أن مقره إيران أو طهران، أو كشف عن رقم هاتف أو رقم فاكس إيراني. غير أن أصحاب المواقع الحاليين لا يظهرون ولم يتسن التوصل إلى الشركات التي تربطها صلات بإيران.

ويستخدم أكثر من 50 موقعاً شركتين أميركيتين لخدمات الإنترنت هما "كلاودفلير" و"أونلاين إن.آي. سي"، وهما من الشركات التي تزود أصحاب المواقع بأدوات لحماية أنفسهم من الرسائل غير المرغوبة والمتسللين. وفي كثير من الأحيان تخفي الخدمات التي تقدمها هذه الشركات فعلياً هوية من يملك المواقع أو الأماكن التي تستضيفها. وامتنعت الشركتان عن إخطار "رويترز" بمن يتولى إدارة المواقع.

وقال المدير المشارك في "معهد قوانين التكنولوجيا المتطورة" في "جامعة سانتا كلارا"، إيريك غولدمان، إن شركات استضافة المواقع أو خدمات الإنترنت لا تتحمل بمقتضى القانون الأميركي بصفة عامة، المسؤولية عن المحتوى الذي تنشره هذه المواقع. ومع ذلك فمنذ عام 2014 منعت العقوبات الأميركية المفروضة على إيران "تصدير أو إعادة تصدير، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، خدمات الاستضافة على الإنترنت المخصصة للأغراض التجارية أو خدمات تسجيل أسماء نطاقات الإنترنت".

وقال المستشار القانوني العام لشركة "كلاودفلير" دوغلاس كريمر، إن الخدمات التي تقدمها الشركة لا تشمل خدمات الاستضافة على الإنترنت. وأوضح لـ"رويترز": "لقد درسنا نظم العقوبات المختلفة ونحن واثقون أننا لا نخالفها".

وأكد متحدث باسم شركة "أونلاين إن.آي.سي"، إن أياً من المواقع لم يكشف عن صلة بإيران في تفاصيل التسجيل الخاصة به، وأن الشركة ملتزمة تمام الالتزام بالعقوبات الأميركية وقرارات الحظر التجاري.

وامتنع مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق على ما إذا كان يعتزم إجراء تحقيق.

فجر غربي آخر

يعتبر الكرملين على نطاق واسع القوة العظمى في الحرب الإعلامية الحديثة. ومما تكشف حتى الآن، يتضح أن حملة التأثير الروسية في الرأي العام التي تنفيها موسكو أكبر بكثير من الحملة الإيرانية.

وتقول شركة "تويتر"، إن ما يقرب من 4000 حساب لها صلة بالحملة الروسية نشرت أكثر من تسعة ملايين تغريدة بين عامي 2013 و2018، مقارنة بأكثر من مليون تغريدة من أقل من ألف حساب يعتقد أن أصلها في إيران.

ورغم أن الحملة الإيرانية أصغر حجماً، فإن لها تأثيراً في موضوعات ساخنة. فقد نشر موقع "إيه.دبليو.دي نيوز" الذي يركز على "الحقيقة غير المعلنة" خبراً كاذباً عام 2016، دفع وزير الدفاع الباكستاني إلى التأكيد على "تويتر" أن بلاده تملك الأسلحة التي تمكّنها من شن هجوم نووي على الاحتلال الإسرائيلي، ثم اكتشف أن الخبر الزائف ما هو إلا جزء من حملة إيرانية عندما اتصلت به "رويترز".


وقال الوزير المخدوع خواجة آصف (69 عاماً)، الذي خرج من الحكومة الباكستانية في وقت سابق من العام الحالي، إنها "كانت تجربة تعليمية". وأضاف، "لكن يمكن للمرء أن يفهم أن مثل هذه الأمور تحدث لأن الأخبار الزائفة أصبحت شيئاً مهولاً. وهو أمر بمقدور أي إنسان أن يفعله الآن وهذا في غاية الخطورة".

وينشر موقع "إيه.دبليو.دي نيوز" أخباره بالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية. وتفيد شركة "سيميلار ويب" لتحليلات الإنترنت، إن عدد زواره يبلغ 12 ألفاً تقريباً في الشهر. وممن ساهموا في مشاركة تقارير نشرها موقع "ايه.دبليو.دي نيوز" والمواقع الأخرى التي تعرفت إليها "رويترز"، سياسيون في بريطانيا والأردن والهند وهولندا وناشطون لحقوق الإنسان، ومؤلف موسيقي هندي ونجم ياباني لأغاني الراب.

وفي أغسطس/ آب عام 2015، أعاد حساب رسمي لأحد الأقسام الأوروبية في منظمة الصحة العالمية نشر تقرير للموقع عبر تغريدة. وقالت سكرتيرة مكتب الاستثمار للصحة والتنمية في أوروبا التابع لمنظمة الصحة العالمية، أناليزا بورو، إن الشخص الذي كان يدير حساب المكتب على "تويتر" في ذلك الوقت لم يكن يعلم أن الموقع جزء من الحملة الإيرانية.

وأضافت أن التغريدة نشرت فيما كان عدد متابعي الحساب منخفضاً نسبياً، الأمر الذي حد من الضرر، "لكني من ناحية أخرى أشعر بقلق شديد لأنّ علينا مسؤولية هائلة باعتبارنا من وكالات الأمم المتحدة".


وظائف للنساء

في البداية كشفت شركة الأمن السيبراني الأميركية "فاير آي" عن أسماء 6 مواقع، قالت إنها جزء من حملة التأثير الإيرانية. وفحصت "رويترز" تلك المواقع وقاد المحتوى الذي نشرته إلى "الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي" (آي.يو.في.إم) الذي يتخذ من طهران مقراً له.

وهذا الاتحاد عبارة عن مجموعة من 11 موقعاً تحمل أسماء مثل "آي.يو.في.إم. برس" و"آي.يو.في.إم. آب" و"آي.يو.في.إم. بيكسل". وتمثل هذه المواقع معاً مكتبة للموادّ الرقمية التي تشمل تطبيقات للهواتف المحمولة، وموادّ من وسائل الإعلام الإيرانية والصور ومقاطع الفيديو، وتقارير من مصادر أخرى على الإنترنت تدعم سياسات طهران.

وأدى تتبع استخدام محتوى مواقع الاتحاد عبر الإنترنت، إلى مواقع أخرى استخدمت هذه الموادّ أو تفاصيل تسجيل المواقع أو كليهما. فعلى سبيل المثال استخدم 22 موقعاً من المواقع التي اكتشفتها "رويترز" رقم هاتف واحداً لا يعمل وكانت مذكورة أيضاً في قوائم "آي.يو.في.إم". واستخدمت 7 مواقع على الأقل عنواناً واحداً يخص نزلاً للشباب في برلين. ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين عن تشغيل المواقع أو تفسير صلاتها بـ "الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي".

واثنان من المواقع نشرا إعلانات عن وظائف خالية في الاتحاد، وطلبا أن تتقدم لها نساء لديهن "قدرة على العمل بكفاءة ودراية بالتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت".


بيت مهدم

من أكثر زبائن الاتحاد شعبية موقع اسمه "السودان اليوم". وتوضح بيانات شركة "سيميلار ويب" أن نحو 150 ألف زائر يترددون عليه كل شهر. ويقول الموقع لمتابعيه على "فيسبوك"، وعددهم 57 ألفاً، إنه يعمل بلا تحيز سياسي. ومن متابعيه على "تويتر"، البالغ عددهم 18 ألفاً، السفارة الإيطالية في السودان. وقد ورد ذكر لمحتواه في تقرير لوزارة الكهرباء المصرية.

وتبين تفاصيل تسجيل الموقع المحفوظة التي قدمتها شركتا "هو إز إيه.بي.آي. إنك" و"دومين تولز إل.إل.سي"، أن عنوان مكتب موقع السودان اليوم المسجل في 2016 يغطي حياً كاملاً شمال الخرطوم. كما أن رقم الهاتف المسجل في تلك السجلات لا يعمل. ولم تستطع "رويترز" تتبع أعضاء فريق العاملين الواردة أسماؤهم على صفحة "السودان اليوم" على "فيسبوك".

وقال فندق "كورينثيا" ذو الخمس نجوم وسط الخرطوم، إذ يزعم الموقع أنه استضاف حفلاً لإحياء ذكرى تأسيسه، إنه لم يتم تنظيم مثل هذا الحفل في الفندق. كما أن أحد العناوين المذكورة على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن بيت مهدم.

ومن العناوين المنشورة على الصفحة الرئيسية لموقع "السودان اليوم"، جولة يومية في تقارير الصحف المحلية ونتائج مباريات كرة القدم في أوغندا. كما يتضمن تقارير عن أسعار الخبز التي تضاعفت في يناير/ كانون الثاني، بعدما رفعت الخرطوم الدعم، الأمر الذي أدى إلى تظاهرات احتجاج.

ولم يرد مسؤولون حكوميون في الخرطوم والبيت الأبيض والسفارة الإيطالية ووزارة الكهرباء المصرية على طلبات التعليق على الأمر.

مصاعب تفكيك المواقع

قال رئيس قطاع التكنولوجيا في مؤسسة "آيكان" غير الربحية، التي تسهم في إدارة عناوين الشبكة العنكبوتية عالمياً، ديفيد كونراد، إنه من غير الواضح من هي الجهة المسؤولة على المستوى العالمي عن التصرف، حيال حملات التضليل الإعلامي على الإنترنت مثل الحملة الإيرانية وما هو الإجراء الواجب اتخاذه.

ومن الممكن أن تحذف الشركات صاحبة المنصات، حسابات التواصل الاجتماعي بالجملة. غير أن أساس الحملة الإيرانية من المواقع يزيد من صعوبة تفكيكها مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي، لأن إغلاق موقع يتطلب في الغالب تعاون أجهزة إنفاذ القانون وشركات خدمات الإنترنت وشركات البنية التحتية للشبكة العنكبوتية.

وقد كان لمساعي شركات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة وأوروبا، لمعالجة أمر الحملة الإيرانية، نتائج متباينة. ففي أعقاب اتصال من "رويترز"، أوقفت "تويتر" حسابات موقعي "نايل نت أونلاين" و"السودان اليوم". وقالت متحدثة: "الإسناد الواضح أمر في غاية الصعوبة". لكنها أضافت أن الشركة ستواصل تحديث قاعدة بيانات عامة للتغريدات، والحسابات المرتبطة بالحملات الإعلامية المدعومة من أجهزة رسمية عندما تتوفر لها معلومات جديدة.

ولم ترد "غوغل" مباشرة على استفسارات عن المواقع التي توصلت إليها "رويترز". وقالت الشركة إنها تعرفت إلى 99 حساباً لها صلات بوسائل إعلام رسمية إيرانية وأغلقتها. وقالت متحدثة باسم الشركة: "استثمرنا في أنظمة قوية للتعرف إلى حملات التأثير في الرأي العام التي تطلقها حكومات أجنبية".

وقات "فيسبوك" إنه لا يعلم شيئاً عن المواقع التي اكتشفتها "رويترز"، وإنه حذف 5 صفحات أخرى. غير أن متحدثاً باسم الشركة قال، إنه بناءً على بيانات المستخدمين لن تستطيع الشركة الربط بين كل حسابات المواقع الإلكترونية والأنشطة الإيرانية التي اكتُشفت سابقاً. وأضاف المتحدث، "في الشهور الأخيرة حذفنا مئات الصفحات والمجموعات والحسابات المرتبطة بأطراف إيرانية تشارك في سلوك غير أصيل منسق. ونحن مستمرون في حذف الحسابات عبر خدماتنا وبكل اللغات ذات الصلة".

ولا تزال حسابات مرتبطة بالمواقع الإيرانية تعمل على الإنترنت، وخاصة بلغات أخرى غير اللغة الإنكليزية. ولا يزال 16 موقعاً من المواقع الإلكترونية الإيرانية ينشر تحديثات يومية على "فيسبوك" أو "تويتر" أو "إنستغرام" أو "يوتيوب"، ومنها "السودان اليوم" و"نايل نت أونلاين". وتجاوز مجموع المتابعين لحسابات شبكات التواصل الاجتماعي 700 ألف متابع.

(رويترز)

المساهمون