قبل أقل من شهر على انطلاق كأس العالم 2014 والذي تستضيفه البرازيل، لم تكتف البلاد بما لديها من مشاكل تنظيمية للبطولة الأهم في عالم كرة القدم، ولكن بدأت المزيد من الأزمات في التساقط واحدة تلو الأخرى، لتزيد من أوجاع "بلاد السامبا" في مسيرة الدفاع عن صورتها أمام العالم.
وتعاني البلاد أزمات واضحة في الأمن زادت في الآونة الأخيرة، بعد إقدام الحكومة على إخلاء المناطق القريبة من الملاعب المستضيفة لمباريات البطولة، وهو ما زاد الاحتقان بين الشريحة المتضررة من تلك الخطوة، ما أدى لحدوث مظاهرات معارضة لقرارات السلطات.
وعلى جانب آخر، تزداد وتيرة العنف في البلاد، وهو ما يظهر جليا في شوارع البرازيل، مع انتشار اقتناء الأسلحة غير المصرحة، وهو ما يهدد بدوره أمن البرازيل خلال المونديال ومن بعده دورة الألعاب الأوليمبية.
وفي حادثة تعكس مدى انتشار الأسلحة في البرازيل، قامت مجموعة من الشبان البرازيليين في مدينة ريو دي جانيرو بإطلاق الرصاص من أسلحة "كلاشينكوف" بشكل كثيف لمدة 35 ثانية، وذلك ابتهاجاً بتسجيل لاعب هاو ركلة جزاء في مباراة وسط مباني حي سكني، وهو الحدث الذي لا يستدعي استخدام هذه الأسلحة الخطيرة.
ويُعتبر هذا المشهد خطرا بالنسبة للحكومة البرازيلية، كونها ستستقبل بعد حوالى شهر من الآن، مشجعين من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يضغط على البرازيل من أجل ضبط الأمن في أحيائها وشوارعها من أجل ضمان سلامة السيُاح والمشجعين.
ولن يكون هذا المقطع هو السبب الوحيد الذي يدعو للقلق في البرازيل قبيل المونديال، حيث شهدت مدينة ريسيفي، إحدى المدن المستضيفة لمباريات البطولة، حالات سلب ونهب طوال اليوم، بعد إعلان الشرطة الإضراب عن العمل للمطالبة برفع رواتبهم، وهو ما دفع السلطات للدفع بقوات فيدرالية لصد هجمات اللصوص وتعويض الغياب الأمني.
وتعتبر ريسيفي واحدة من أهم المدن بالنسبة للبطولة حيث ستستضيف مباريات لمنتخبات إيطاليا وكوتديفوار وألمانيا والولايات المتحدة، وهو ما يجعلها على رأس المدن التي ستخضع لمزيد من التشديدات الأمنية، لتجنب حدوث أي كارثة أمنية خلال أهم البطولات الكروية.