يرفض زعماء روحيون في بطريركية الروم الأرثوذكس الحديث عن حقيقة ما وقع من اعتداء على كنيسة رقاد العذراء المتاخمة لكنيسة القيامة والمطلة على ساحتها الرئيسية في البلدة القديمة من القدس، من قبل متطرفين يهود وجمعيات استيطانية يقيم قادتها وأفرادها في مبنى مار يوحنا الضخم الواقع في سوق أفتيموس، أو ما يعرف بسوق الدباغة، حيث كانت تلك الجمعيات استولت عليه قبل نحو 20 عاماً.
وأقدمت جمعيات استيطانية على تمويل تنفيذ مشروع حفريات تحت السوق، والذي افتضح أمره بعد هدم جدار يفضي إلى كنيسة "رقاد العذراء"، وإلى مساكن تؤوي راهبات طاعنات في السن.
لكن ديمتري دلياني، الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح أكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مستوطنين كانوا ينفذون عمليات حفر واسعة وممتدة من داخل مبنى مار يوحنا، واخترقوا جدارا يؤدي إلى كنيسة "رقاد العذراء" المطلة على ساحة كنيسة القيامة، والملاصقة تماما أيضا لمسجد عمر بن الخطاب، فيما بدا أنها محاولة للاستيلاء هناك على إحدى الغرف وتوسيع نطاق سيطرتهم على مبان مجاورة لمبنى مار يوحنا".
يتابع دلياني: "عندئذ اتصلت الراهبات في الكنيسة بالبطريرك ثيوفيلوس، الذي سارع بدوره بالحضور إلى المكان برفقة القنصل اليوناني العام ليكون شاهداً على جريمة المستوطنين، في حين حضرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومندوبون عن سلطة الآثار وتقرر وقف الحفريات ورفع القضية إلى المحكمة الإسرائيلية".
ويرى دلياني، أن الاعتداء على الكنيسة، يثبت أن هؤلاء المتطرفين لا يفرقون في اعتداءاتهم بين المساجد والكنائس، وأن أطماعهم بالسيطرة والاستيلاء تستهدف أيضا عقارات المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم دون تفريق.
وأكد أن التوجه للقضاء الإسرائيلي، لن يثمر عن أي نتيجة، فقضاء الاحتلال متواطئ أيضاً مع المستوطنين كما هو الحال بالنسبة لحكومة التطرف اليمينية الإسرائيلي.
ويحذر دلياني من أن هدم جدار في كنيسة رقاد العذراء، ونظراً للدعم الذي تتلقاه جمعيات الاستيطان من حكومتهم اليمينية، يثبت أن سلسلة الاعتداءات على الأديرة والكنائس في القدس وسائر مدن فلسطين المحتلة، بما فيها الاعتداء على كنيسة طبريا لا حدود له أبداً".
وكان مستوطنون نجحوا قبل أكثر من 20 عاما في الاستيلاء على مبنى دير مار يوحنا المعمدان في سوق الدباغة المتاخم لكنيسة القيامة، وهو دير أثري للروم الأرثوذكس يعود تاريخه إلى العهد البيزنطي في فلسطين. ويقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، بين سويقة علوان والطريق الذي يوصل إلى حارة النصارى.
ويشتمل هذا الدير على كنيستين إحداهما تحت الأرض يرجع تاريخها إلى عام 450 ميلادية، والأخرى فوق الأرض وهي أحدث عهداَ وقد شيدت عام 1048، خلال العصر الفاطمي. أما دير العذراء أو دير ستنا مريم أو ما يعرف بكنيسة "رقاد العذراء"، فهو عبارة عن دير أثري للروم الأرثوذكس يعود تاريخه إلى العصر البيزنطي، وتحديداً عام 494 ميلادية، ويقع داخل أسوار البلدة القديمة للقدس، في حارة النصارى، حيث لا يفصله عن كنيسة القيامة سوى مسجد عمر بن الخطاب.
ويقول الخبير المتخصص في شؤون العقارات بالبلدة القديمة من القدس هايل صندوقة لـ"العربي الجديد"، إن "خارطة التوسع الاستيطاني لجمعيات اليهودية تكاد تتوزع على جميع أحياء القدس العتيقة بما في ذلك الحي المسيحي، أو ما يعرف بحارة النصارى".
ووفق صندوقة، فإن هناك 80 بؤرة استيطانية منتشرة في عشرات العقارات التي استولى عليها المستوطنون، فيما يعتبر دير مار يوحنا أكبر العقارات المسيحية التي تم الاستيلاء عليها، وهو يشتمل على نحو 70 غرفة صغيرة، تقيم فيها الآن عشرات العائلات اليهودية المتطرفة.
في حين، استولى مستوطنون على مدى العقد الماضي على عقارات أخرى في حي الجبشة الملاصق للحي المسيحي في بلدة القدس القديمة، حيث تقطن في هذا الحي عدة عائلات مسيحية أيضا.
ويوضح مسؤول كنسي في دير اللاتين أن اعتداءات جماعات جباية الثمن طاولت قبور المسيحيين من خلال تدنيسها والاعتداء عليها، وكتابة شعارات عنصرية عليها. بينما يشكو رهبان أرمن من تعرضهم للضرب والبصق والشتائم البذيئة من قبل مستوطنين متطرفين لدى توجه الرهبان إلى دير الأرمن أو خروجهم منه.
ويوضح مسؤول كنسي في دير اللاتين أن اعتداءات جماعات جباية الثمن طاولت قبور المسيحيين من خلال تدنيسها والاعتداء عليها، وكتابة شعارات عنصرية عليها. بينما يشكو رهبان أرمن من تعرضهم للضرب والبصق والشتائم البذيئة من قبل مستوطنين متطرفين لدى توجه الرهبان إلى دير الأرمن أو خروجهم منه.