"رحيل"... فيلم يوثّق الاغتيالات السياسية

11 يونيو 2015
- تونس، يوليو 2013 عقب اغتيال البراهمي (Getty)
+ الخط -
يبدأ الفيلم بتصريحٍ للسياسي التونسي عن حزب التيار الشعبي، محمد البراهمي، الذي اغتيل بـ14 طلقة نارية، أمام منزله في يوليو/تموز 2013. يقول مخرج العمل، عدنان الشواشي، إن هذا التصريح كان المنطلق لتصوير الفيلم "رحيل"، وهو توثيق لأحداث وقعت في تونس بين يوليو/تموز 2013 ونهاية 2014.

ويضيف الشواشي في حديثه لـ "العربي الجديد": "تحصلت على تصريح من البراهمي حذّر فيه من حصول اغتيالات وعمليات إرهابية، فكان هو الضحية بعد فترة وجيزة، ومن هنا كانت فكرة العمل".

ضدّ النسيان

يرى الشواشي أن عمله "يساهم في حفظ جزء من الذاكرة التونسية" ويصفه بـ"المضاد للنسيان"، وليس بحثاً عن قاتل البراهمي، موضحاً: "هدفي ألا نعتاد على الإرهاب والدم، ومن خلال هذه الصور أعيد للذاكرة مشاهد أتمنى ألا تتكرر ولكن لا يجب نسيانها وتحولها إلى أمر معتاد"، معتبراً البراهمي رمزاً لكلّ التونسيين الذين خسروا حياتهم أو حياة أحبّتهم بسبب الإرهاب: "العمل الفني تكريم لكل من ضحى لتخرج تونس من أزمتها".

"رحيل" إحياء للذاكرة وسرد تاريخي، وليس عملاً استقصائياً، ركز على حدث اغتيال البراهمي ونقل لحوالي الخمسين دقيقة أهم التطورات التي تلت عملية الاغتيال وتفاعلات الشارع التونسي ورجال السياسة معها.

في "رحيل" يتدخّل قرابة 40 شخصاً من أيديولوجيات وأحزاب مختلفة ومواطنين محتجّين، ويعبّر كلّ منهم عن موقفه مع تطوّر الأوضاع في تناقض يعكس الشارع التونسي المنقسم في تلك الفترة.

تطلّب تصوير "رحيل" سنة ونصف، والمونتاج والصوت 8 أشهر. ويتكون فريق الفيلم الممتدّ على 50 دقيقة، من حوالي 10 أشخاص، منهم مدير التصوير وائل زراتي، وعماد شطارة فنّي الصوت، وموسيقى الأخوين أمين وحمزة المرايحي.

إقرأ أيضاً: التونسيّون يتخوّفون من السفير الأميركي الجديد

ذاكرة غير مشوّهة

وُجّهت للفيلم بعض الانتقادات مثل تقليديته، وتحيّز المخرج لتيار أيديولوجي دون آخر، فردّ على ذلك قائلاً: "حاولت ألا أنقل أفكارا خاصة، وتركت المتدخلين على اختلافهم ينقلون أفكارهم والصورة نقلت الباقي. هدفي الحفاظ على ذاكرة غير مشوهة".

وعن الفيلم صرحت أرملة البراهمي لـ "العربي الجديد" أنّه ينصف زوجها وأنه ذاكرة للشهداء، كما قال زهير حمدي، الأمين العام للتيار الشعبي، إنّ الفيلم يوثق لفترة مهمة من تاريخ تونس المعاصر، مبيناً أن الشهيد البراهمي كان إحدى القوى الفاعلة ودفع ثمن ذلك".

أيّ رحيل؟

استلهم الشواشي اسم فيلمه من أهم مطالب جزء من الشعب التونسي مباشرة بعد اغتيال البراهمي، وهو "رحيل" المجلس الوطني التأسيسي والحكومة في تلك الفترة، كما يحيل الرحيل إلى معنى الفراق، وهو منطلق القصة.

والرحيل كان حاضراً في معنى الأغنية التي تكررت مقاطع منها في نهاية الفيلم، وهي أغنية "ماني ناسي" من ألحان الأخوين المرايحي.

وأجمع الحضور على أهمية أن يخلّد ويكتب العمل الفني تاريخ البلد لما للصورة من تعبير وتأثير، بعيداً عن التزييف. وصرّح الشواشي أنّ فيلمه سيعرض في عدد من القنوات التونسية والعربية قريباً، وأنّ مشاريعه المستقبلية فنّية بعيدة عن السياسة.

إقرأ أيضاً: البحارة يودعون الزين الصافي
دلالات
المساهمون