أطلق عدد من المتطوعين العراقيين على منصات التواصل الاجتماعي مبادرة رمضانية اجتماعية تحت شعار "رحماء بينهم"، هدفها مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء النازحين في العراق.
المبادرة جاءت بوسوم متنوعة لحثّ المجتمع العراقي على التكافل في ما بينه، والوقوف إلى جانب الفقراء والمحتاجين والأيتام خلال شهر رمضان المبارك، بحسب ما يقول الإعلامي والناشط الحقوقي أحمد السلمان لـ"العربي الجديد".
ويوضح السلمان أن تنوع الوسوم (هاشتاغ) هدفه تشجيع أكبر شريحة في المجتمع العراقي على تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين والمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل، مشيرا إلى أن من بين هذه الوسوم: #كرسيك_عكازك، #سماعتك_برمضان_علينا، وآخر حمل #علاجك_برمضان_على_حسابي، و#فطور_اليتيم_برمضان_علينا..
ويؤكد السلمان أن هذه المبادرة تهدف إلى تطوع شخص أو مجموعة أشخاص لشراء كرسي متحرك أو عكازات أو سماعة أذن أو أي جهاز علاجي لمرضى هم بحاجة إلى تلك الأجهزة أو المعدات الطبية، وذلك للتخفيف من معاناة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الشهر الفضيل والتقرب إلى الله بأعمال إنسانية.
ويتابع "هذه المبادرات تكون بمثابة لفتة إنسانية بين العراقيين بهدف التقرب والتودد والرحمة بين المواطنين، كما أنها تحث على تفعيل روح الألفة والمحبة بين الناس على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم بعدما عصفت بهم رياح الفرقة والحروب الطائفية".
ويشير السلمان، وهو أحد المساهمين في هذه المبادرات الإنسانية، إلى أن هنالك مئات الآلاف من النازحين والعاطلين من العمل هم بحاجة إلى تقديم يد العون والمساعدات الإنسانية، "لذلك نقوم بإطلاق مثل هذه المبادرات التي تجد صداها لدى المجتمع العراقي المعروف بكرمه وميله إلى مساعدة الآخرين حتى في أحلك الظروف وأقساها".
Facebook Post |
ويلفت المتحدث إلى أن اقتراب شهر رمضان يعتبر فرصة للقيام بهذه المبادرات التطوعية، خاصة مع ارتفاع الأسعار، على أمل أن تجد صداها لدى بعض المسؤولين ليتولوا جانبا منها، إذ يسجل العراق نسبة كبيرة جدا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الحسية والحركية والذهنية والنفسية، وذلك لأسباب أكبر من العد والحصر، تأتي في مقدمتها الحروب المتعاقبة، والتفجيرات الإرهابية، والحوادث المرورية، الألغام والمقذوفات، ومجموعها، بحسب الإحصاءات الأخيرة، 25 مليون لغم ومقذوف أرضي، تقتل وتعيق سنويا بين 13 إلى 16 ألف مواطن، وهذا العدد من المتضررين جراء الحروب يجب أن تتضافر الجهود لتقديم المساعدة لهم، خاصة أن الكثير منهم لم يحصل على مستحقاته من راتب أو إعانة حكومية، وإن حصلوا عليها، فإنها لا تكفي لسد احتياجاتهم وعوائلهم، بحسب ما يوضح السلمان.
Facebook Post |
كما يؤكد أن الحملة تتلخص في مساعدة كل متمكن لجيرانه أو أقاربه، بل وحتى من لا يعرفهم من المرضى المحتاجين والنازحين والمهجرين والفقراء والمساكين والمسنين والمعوقين والأرامل والأيتام والمحرومين، ودفع جزء من تكاليف علاجهم أو تسديد بعض ديونهم أو تحمل كافة النفقات لأحدهم خلال الشهر الفضيل.
وبحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2018، فإن نسبة الفقر في العراق وصلت إلى 41.2 بالمائة في المناطق المحررة، و30 بالمائة في المناطق الجنوبية، و23 بالمائة في الوسط، 12.5 بالمائة في إقليم كردستان العراق.