ووافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، أمس الاثنين، على تعيين بورييت في المنصب، بأغلبية 70 صوتاً ضد 15 صوتاً. وسيحلّ بروييت محل ريك بيري الذي استقال، يوم الأحد، في خضمّ تحقيق يُجريه مجلس النواب الأميركي بشأن مساءلة ترامب، وذلك لدوره كأحد "الأصدقاء الثلاثة" الذين أشرفوا على سياسة خارجية موازية في أوكرانيا بتوجيه من رودي جولياني، محامي ترامب الشخصي.
ويقول بيري إنه لم يرتكب خطأ، وإن دوره في أوكرانيا اقتصر على الغاز الطبيعي والفحم. وواجه بروييت (57 عاما) في جلسة المصادقة على تعيينه، الشهر الماضي، أسئلة وجّهها السناتور الديمقراطي رون وايدن بخصوص دوره في أوكرانيا. وقال إن دوره كان يركز على كيف يمكن لإمدادات الطاقة الأميركية أن تساعد أوكرانيا على إيجاد بديل للوقود القادم من روسيا.
وسأل وايدن، الذي صوت ضد تعيين بروييت، عن سبب العجلة في تعيينه في حين لا تزال الأسئلة حول دور مسؤولي إدارة ترامب في أوكرانيا قائمة. لكن السناتور جو مانشين، وهو ديمقراطي من ولاية فرجينيا المنتجة للفحم، قال قبل التصويت إن بروييت هو حقاً "الشخص المناسب في الوقت المناسب لهذا المنصب".
ومن المتوقع أن يدعم بروييت بقوة سياسة ترامب المتعلقة بزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي والفحم إلى أقصى حد، وعرضها للبيع في الخارج وتقليص القيود.
مناصب متعددة
وقال بروييت، الشهر الماضي، إنه يدعم تقنيات تنقية الوقود الأحفوري من ثاني أكسيد الكربون، ودفن الغاز المرتبط بالتغير المناخي تحت الأرض، لأن النفط والغاز والفحم، ستوفر قدرا كبيرا من احتياجات الطاقة لما يتراوح بين 40 عاما و50 عاما. وشرح في جلسة المصادقة على تعيينه "علينا أن نأخذ هذه التقنيات من على الأرفف ونطرحها في السوق".
ودان بروييت من مواليد 18 أغسطس/آب 1962. كان يشغل سابقاً منصب نائب وزير الطاقة من 2017 إلى 2019.
بعد خدمته في جيش الولايات المتحدة، تنقّل بروييت في عدد من المناصب الإدارية والتنفيذية،
ليصبح في عام 2001 السكرتير المساعد لشؤون الكونغرس والعلاقات الدولية في وزارة الطاقة الأميركية، في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.
ثم شغل منصب مدير موظفي لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب من عام 2003 إلى عام 2004. شارك بروييت في صياغة قانون سياسة الطاقة لعام 2005، خاصة فيما يتعلق ببرنامج التفويض الفيدرالي لاستيراد وتصدير الغاز الطبيعي السائل.
وبين عامي 2004 و2006، كان بروييت نائب الرئيس في شركة "فورد موتور"، حيث كان يدير فرق السياسة الداخلية للشركة. وعمل بروييت أيضًا كعضو في مجلس ولاية لويزيانا للثروة المعدنية والطاقة من 2013 إلى 2016.
في 3 إبريل/نيسان 2017، أعلن ترامب أنه سيرشح بروييت كنائب لوزير الطاقة في الولايات المتحدة. وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلن ترامب أنه سيرشح بروييت وزيرا للطاقة في الولايات المتحدة ليحل محل ريك بيري، الذي أعلن أنه سيتنحّى بحلول نهاية العام. وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني رشح ترامب رسميًا بروييت، وأرسل ترشيحه إلى مجلس الشيوخ.
أبرز المواقف
وعَد بروييت بالكفاح من أجل تحسين ميزانية وزارة الطاقة، على الرغم من أن الإدارة في الماضي اقترحت خفض بعض برامج الوكالات إلى أكثر من النصف، وإلغاء برامج البحث والتطوير الرئيسية، مثل وكالة مشاريع البحوث المتقدمة للطاقة. يذهب الجزء الأكبر من ميزانية الوزارة إلى أبحاث الأسلحة النووية وتطويرها وصيانتها وتنظيفها.
وسار وزير الطاقة الجديد، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، على خط رفيع بشأن تغير المناخ. لقد وصف بروييت الاحتباس الحراري بأنه "شيء نحتاج إلى العمل عليه"، لكنه شكك في الإجماع العلمي على أن تغير المناخ يشكل تهديدا خطيرا. إذ روّج للإحصائيات التي تظهر أن الانبعاثات الأميركية انخفضت بنسبة 13% منذ عام 2005، لكنه ينتقد أيضا اتفاقية باريس، وهي تعهد للحد من الانبعاثات التي يعتزم ترامب الانسحاب منها.
وقال بروييت إن تخفيضات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب الاحترار على كوكب الأرض في الولايات المتحدة، يتم إبطالها بسبب ارتفاع الانبعاثات في الصين.
يُعرف عن بروييت أن لديه سمعة "الرجل الذي يمكنه إنجاز الصفقات". وخلال عمله في منصب نائب وزير الطاقة، سافر دان بروييت للترويج لرؤية دونالد ترامب للطاقة أو "هيمنة الطاقة". كان ينظر إليها على حد سواء كوسيلة لبدء النمو الاقتصادي محليا عن طريق تفضيل الفحم لإحياء مجتمعات التعدين ومحاولة بيع المزيد من النفط والغاز في الخارج، وتعزيز أجندة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
لقد حاول أيضا متابعة خطة دونالد ترامب لإقناع الدول الأخرى، من خلال وسائل مختلفة، بالانتقال من الغاز الروسي الأقل تكلفة إلى الغاز الطبيعي المسال الأميركي. "لقد عقدنا سلسلة من الاجتماعات في وقت سابق من هذا العام وأواخر العام الماضي مع الألمان، على وجه الخصوص، حول ما نشعر به هو الاعتماد المفرط على الغاز الروسي" هذا ما قاله دان برويليت في سبتمبر/أيلول 2019.