حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الاثنين، من أن المخيم الضخم الذي يؤوي النازحين الروهينغا في بنغلاديش فيه مخاطر كبيرة على اللاجئين خصوصاً ذوي الإعاقات، وأن السلطات البنغالية ترفض تحسين شروط عيشهم فيه باعتبار أن إقامتهم مؤقتة.
وأوضحت المنظمة في فيديو جديد أطلقته اليوم أن أكثر من 700 ألف شخص في المخيم الذين فروا من حملة التطهير العرقي التي شنها جيش ميانمار على قراهم وبيوتهم منذ أكثر من عام، يتعرضون لمخاطر كبيرة في حياتهم اليومية، خلال تنقلهم أو حتى وجودهم داخل الخيم.
وقال مدير حقوق اللاجئين في "هيومن رايتس ووتش"، بيل فريليك: "خلال السير في المخيم، وجدنا أعداداً كبيرة من اللاجئين الروهينغا ذوي الإعاقة، تلك الإعاقات التي أصابتهم جراء الهجمات الوحشية التي نفذها ضدهم جيش ميانمار".
وأشارت المنظمة إلى أنه "على الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، واللاجئون أنفسهم لبناء مسالك وممرات داخل المخيم لتسهل تنقلهم وحركة ذوي الإعاقة منهم، يبقى كثير منها غير سالك للأشخاص الذين يجدون صعوبة في المشي".
ونقلت عن حسين أحمد، الذي أصيب ابنه البالغ من العمر 17 عاماً في رقبته أثناء هروبه من ميانمار، وهو الآن مشلول من الخصر إلى أسفل، قوله: "أشكر الطبيب الذي قدم لابني كرسيًا متحركًا، لكنني لا أستطيع استخدامه لأن الطرق شديدة الخطورة وتزداد سوءًا. حان الوقت لكي يتمكن ابني من التنقل والذهاب إلى صفوف التعليم، لكنه لا يستطيع المشي، حياته دمرت أمام عيني".
واعتبرت المنظمة أن إصرار الحكومة البنغالية على أن وجود اللاجئين مؤقت، وأنهم سيعودون قريبا إلى ميانمار، يعيق العمل على دعم الأكواخ التي أقيمت عشوائياً وعلى عجل، ودعم غيرها من هياكل المخيمات. وأكدت أن السلطات تجابه تطوير البنية التحتية للمخيمات، معتبرة أن تلك التحسينات تطيل من أمد إقامة اللاجئين فيها.
ولفتت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن غياب الإضاءة والمراحيض التي يمكن الوصول إليها، والممرات المناسبة ذات الحواجز مهمة للغاية للأشخاص ذوي الإعاقة لكنها تتحسن ببطء شديد، جراء معوقات السلطات.
وختم الفيديو "مع هذا البؤس المنتشر والاحتياجات الواضحة للاجئين الروهينغا عموماً، تتزايد المخاطر الناتجة عن تجاهل اللاجئين من ذوي الإعاقة". وقال فريليك: "إنه بالضبط الوقت الذي يجب أن تكون فيه احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة من الأولويات".
(العربي الجديد، وكالات)