حامد الجميلي، الذي يعمل سائق سيارة أجرة بين مدينة الفلوجة بالأنبار وبغداد، يتحدث عن معاناة كبيرة يتعرض لها المسافرون المتوجهون إلى العاصمة، موضحا لـ "العربي الجديد" أن الحديث عن تسهيل إجراءات التنقل بين المحافظتين غير صحيح.
ويضيف "قبل أشهر تم ترميم الصقور وبناء عشر ممرات لتخفيف ضغط المسافرين، إلا أن القوات العراقية فتحت منفذا واحدا فقط، لا يتم العبور من خلاله إلا بعد الخضوع للتفتيش".
ويتابع "هذا النمط من التفتيش يتسبب في تأخر المسافرين، إذ تضطر إلى انتظار دورك ومئات السيارات أمامك"، مبينا أن جميع المنافذ التي توصل إلى بغداد خففت وتمت إزالة عوائقها باستثناء الصقور.
وهذا الأمر يؤكده عامر حسن الذي يعمل موظفا بوزارة التعليم، ويضطر للتنقل يوميا بين منزله الواقع في الأنبار وعمله في بغداد، مبينا لـ "العربي الجديد" أن العبور من خلال سيطرة الصقور يخضع لمزاج كلاب التفتيش.
ويضيف "في بعض الأحيان يتم التوقف عن تفتيش وعبور السيارات إلى بغداد، وعند السؤال عن السبب يتم إعلامنا بأن هذا الوقت مخصص لراحة كلاب التفتيش"، موضحا أن بعض عناصر الأمن أكدوا أن الكلاب حين تتعرض للتعب وأشعة الشمس تفقد قدرتها على التركيز.
بدوره، يؤكد أحد ضباط الشرطة العراقية الذين يعملون في سيطرة الصقور، تخفيف إجراءات التفتيش، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد" أن سبب الضغط هو مرور جميع السيارات والشاحنات التي تأتي من مدن غرب العراق عبر هذا المنفذ.
ويتابع "حتى الشاحنات وسيارات نقل المسافرين القادمة من الأردن تمر أيضا بالسيطرة ذاتها"، موضحا أن التأخير خلال إجراءات التفتيش بالكلاب يعود لطبيعة عمل الـ K9 التي تحتاج قسطا من الراحة، فضلا عن الظل عدة مرات خلال اليوم.
لكن سياسيين من محافظة الأنبار يؤكدون أن التعقيدات التي تواجه المسافرين إلى بغداد لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.
ويوضح عضو تحالف القوى الوطنية السابق عن محافظة الأنبار، عمر الدليمي، أن جميع سكان المحافظات يدخلون إلى بغداد بسهولة باستثناء القادمين من الأنبار، رافضا التمييز بين العراقيين على أساس الانتماء أو الموقع الجغرافي، متسائلا عن سبب تسهيل إجراءات مرور مواكب المسؤولين، في الوقت الذي يتعرض فيه المواطن البسيط لهذه التعقيدات، داعيا السلطات العراقية للالتفات إلى هذه المسألة المهمة التي انشغل عنها سياسيو الأنبار، بعد أن تفرغوا لدعاياتهم الانتخابية".