وأثارت تصريحات موسى، غضب مسؤولي الشركة، واستنكر، مؤسس رابطة الطيارين، أحمد يونس، الاتهامات التي وجهها موسى للعاملين بشركة "مصر للطيران" التي يعمل فيها، ووصفهم بأنهم "الشريك الأساسي في واقعة سقوط الطائرة المصرية".
ووصف يونس، في بيان صحافي، أمس، موسى بأنه "كاذب"، وقال إن معلوماته لا أساس لها من الصحة، متسائلاً: "كيف لأي شخص أن يلقي التهم دون أدلة على شركة وطنية بهذا الشكل"؟
وتوعد قائلاً"رجل أحمد موسى مش هتمس أي من طيارات شركة مصر للطيران مرة أخرى"، موضحًا أن الشركة ستقاضيه وتتخذ اللازم لمنعه من السفر على طائرات الشركة.
وكان الإعلامي قد ذكر عبر برنامجه "على مسؤوليتي"، أن "بعض العاملين في "مصر للطيران" كانوا ينقلون رسائل أعضاء جماعة الإخوان"، موضحًا أن هناك عددًا من القضايا أمام القضاء في هذا الصدد، وأن مصر مستهدفة ومحاصرة من الداخل والخارج.
وطالب موسى القائمين على إدارة شركة مصر للطيران، بنقل من يتم الشك فيهم إلى أماكن غير حساسة بالشركة، وإخلاء جميع مؤسسات الدولة من جماعة الإخوان، مضيفًا "لازم نصحح أوضاعنا ونطهر أنفسنا".
إلى ذلك، اعتبر خبراء أمنيون تصريحات موسى "دعوة لنشر الكراهية، واتهاماً دون وجه حق وتجنياً على الشركة والعاملين بها دون وجود أدلة". وقال اللواء نبيل مصطفى خليل، الخبير الأمني وأستاذ القانون الدولي بأكاديمية الشرطة، إن اتهام موسى للعاملين بشركة مصر للطيران بالضلوع في واقعة تحطم الطائرة يعني أن "أحمد موسى يحاول التسلق للسلطة على حساب جماعة الإخوان"، مؤكدًا في تصريحات صحافية، أنه "حتى الآن لم تتمكن المخابرات سواء المصرية أو الفرنسية أو اليونانية من معرفة سبب الحادث، فمن أين جاء أحمد موسى بهذه المعلومات!".
اتهام موسى لـ"مصر للطيران" ليس الأول من نوعه، الذي يورط البلاد في أزمة دولية، إذ سبق وأن صرّح بذلك، في تغطيته لأزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، باستضافته "شاهد زور" في برنامجه، ما جعل البعض يصف ما قام به، توريطاً لمصر في القضية المثارة حتى الآن.
ويفتح هذا الاتهام عدة تساؤلات ينبغي على مصر الإجابة عنها، بحسب مراقبين، تتمثل في "من المسؤول عن إبقاء العاملين في الشركة؟ ولماذا لم تتخذ الشركة التدابير بشأنهم؟ وغيرها من التساؤلات، رغم أنه لا يجوز الحديث عن أسباب سقوط الطائرة قبل العثور على الصندوق الأسود".
هذا واعتبر بعض المراقبين أن كلام موسى يأتي في إطار سعي أجهزة أمنية للاستفادة من الأزمات والكوارث، بتوجيه الاتهامات لمعارضي النظام من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم، وتعكير علاقاتهم مع الغرب.