"ذي صن"توقف صحافياً لعب دور "شيخ مزيف" 30 عاماً

23 يوليو 2014
مغنية البوب توليزا كونستوستافلوس تقرأ بياناً بعد تبرئتها (Getty)
+ الخط -
أوقفت صحيفة "ذا صن"، التابعة لرجل الأعمال، روبرت ميردوخ، الصحافي البريطاني، مظهر محمود، المشهور باسم "الشيخ المزيف"، بعد توقف محاكمة مغنية البوب، توليزا كونستوستافلوس. وكان هو الشاهد الأساسي فيها بسبب نشره تحقيقا في صحيفة "صن أون صنداي"، ادعى فيه ان المغنية، وهي عضو لجنة تحكيم سابقة في برنامح "إكس فاكتر" في التلفزيون البريطاني، تعمل وسيطة لبيع الكوكائين.

ويأتي وقف محمود عن العمل، بعد أسابيع من سجن رئيس تحرير وصحافيين كبار لصحيفة أخرى يملكها ميردوخ، تم وقف إصدارها بسبب الدور، الذي لعبته في فضيحة التنصت على هواتف المشاهير، والتي أدت إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بالتحرك ضد "الأساليب المظلمة" للصحف البريطانية الصفراء.

ونفت كونتوستافلوس تورطها في توريد مخدرات لمحمود، بينما كان ينتحل شخصية منتج أفلام، لكن محاكمتها انهارت، يوم الاثنين، بعد أن قال القاضي إنه يشتبه في "أن الصحافي كذب على المحكمة".

وقال متحدث باسم الصحيفة إنها "تأخذ كلام القاضي بشكل بالغ الجدية. وتم وقف السيد محمود عن العمل في انتظار تحقيق داخلي فوري".

من هو الشيخ المزيف؟
مظهر محمود، المولود عام 1963، هو نجل الصحافي الباكستاني، سلطان محمود، الذي وصل إلى بريطانيا بداية ستينيات القرن الماضي، وكان أول من أطلق صحيفة باللغة الأوردية في بريطانيا. من هنا، جاء الحس الصحافي في شخصية الابن بشكل طبيعي.

عندما كان في السابعة عشرة من عمره، أنجز مظهر قصة صحافية مميزة حول عصابة قرصنة شرائط كاسيت VHSـ، فالتقطته صحيفة "وورلد أوف نيوز" (التي كانت تصدرها صحيفة "صن أون صنداي"، واشتهرت بفضائح المشاهير).

وكان مظهر محمود في الحادية والعشرين من عمره، عام 1984، عندما ابتاع أول زي شيخ بمبلغ 12 جنيها إسترلينيّاً من محل يبيع كتباً اسلامية في مدينة برمنغهام، وكان وقتها مراسلا لحسابه الخاص يعمل لصحيفة "صنداي بيبول"، وكان هدفه من تقمص شخصية الشيخ العربي، فضح الدعارة في الفندق المجاور لمعرض السيارات السنوي في المركز الوطني للمعارض. يومها ارتدى محمود الجلباب الأبيض، وبدا رجلا غنيا، ونزل في الفندق، وسرعان ما بادر احد كبار الخدم في الفندق وقاد المومسات الى غرفته. وكانت تجربة كتب عنها تحقيقا لفت الانتباه اليه.

وأطلق هذا "الفضح الإعلامي" محمود إلى مهنة الصحافة لمدة 30 عاما، كان خلالها الصحافي الاستقصائي السري الأكثر شهرة وإثارة للجدل في البلاد، واشتهر بكشف أخطاء وفضح سلوكيات ارتكبها ساسة ومشاهير، وحتى أفراد من العائلة المالكة، مثل حديثه مع زوجة ابن الملكة، الأمير ادوارد، التي وثقت به وأسرّت له بانطباعاتها عن بقية العائلة بمن فيهم الملكة، طمعا في الحصول على صفقة لشركتها من الشيخ المزيف. كما ورّط سارة فيرغسون برشوة 40000 دولار دفعة من صفقة لـ"بيعه" فرصة الوصول إلى زوجها السابق، دوق يورك الأمير أندرو"، ايضا بصفته شيخاً خليجياً. ومرة فضح الضعف الأمني في قصر باكنجهام حين وصل إلى مكان قريب من مقر إقامة الملكة.

في العموم، انقسم الرأي العام حول الصحافي مظهر محمود، فهناك من يعتبره مجرد صحافي ساخر يحيك المقالب الصحافية، وهناك من يراه صحافيّاً فضّاحاً، ومهنيّاً في تخصصه، إذ قال عنه رئيس التحرير السابق في "نيوز أوف ذا وورلد": كان المراسل الأكثر جدّية لدينا".

وبحسب تعليق "اندبندنت"، ربما سيضطر مظهر محمود، اخيرا، لخلع دشداشة والتقاعد من دور "الشيخ الوهمي" الذي بنى سمعته الصحفية عليها على مدى السنوات الثلاثين الماضية.

المساهمون