"ذكريات إنجي": يوميات أفلاطون البصرية

يقيم "غاليري سفرخان" في القاهرة، المعرض السنوي الخامس على التوالي للفنانة التشكيلية الرائدة إنجي أفلاطون والذي ينطلق في الثالث من كانون الثاني/ يناير المقبل ويتواصل حتى 21 منه تحت عنوان "ذكريات إنجي بريشة إنجي".

بالرغم من أن أفلاطون (1924-1989) من بنات الطبقة الأرستقراطية المصرية، إلا أنها اشتغلت على لوحات تحمل الطابع الاجتماعي الواقعي، وقد توجهت فيها إلى أحوال المرأة المصرية من منظور اجتماعي سياسي، فإذا كانت أفلاطون ذات انتماء أرستقراطي بحكم المولد والعائلة إلا أنها ذات انتماء سياسي للفقراء بحكم ماركسيتها.

دخلت أفلاطون إلى السجن في المرحلة الناصرية، بعد أن أصبحت عام 1958 عضوا قيادياً فى "الحزب الشيوعي المصري"، نتج عن ذلك اعتقالها في مارس 1959، وظلت في السجن أربعة أعوام ونصف ظلت خلالها ترسم بلا توقف، وعن هذه التجربة قالت: "عندما دخلت السجن شعرت برغبة جامحة في الرسم وعدم الاستسلام للواقع".

اختار "غاليري سفرخان" العودة إلى أعمال ورسومات وتخطيطات لأفلاطون التي تعتبر مذكرات بصرية لمعاناتها في السجن إلى جانب مجموعة أخرى، حيث اختبرت في تلك الفترة الفقر والمنع عن الحرية والقمع الفكري على عكس طريقة الحياة التي اعتادتها مع عائلتها.

كما يضم المعرض أمثلة من أعمالها في بداية انشغالها بحقوق المرأة، وتصويرها للقمع البريطاني الاستعماري ولاحتلال فلسطين.

تشمل المجموعة المعروضة بعض تصاوير أفلاطون للمجتمع الريفي المصري، حيث سافرت إلى صعيد مصر في منتصف الخمسينيات وكانت حريصة على توثيق كل مشاهداتها بالرسم.

في هذا المعرض، لوحات متنوّعة تتراوح من الرسومات الأولية إلى الرسومات التفصيلية، ورسومات الحبر، وعدد قليل من اللوحات المائية النادرة حصل عليها "غاليري سفر خان" من ابن أخ الفنانة.