رجّحت مصادر خليجية أن تكون حالة "الذعر" في القاهرة، من موقف خليجي غاضب منها، وراء تراجع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، عن بيانه الأول، الذي "رفض فيه الاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى قطر بدعم الإرهاب، والتي وصفها "بالاتهامات الباطلة التي تجافي الحقيقة، وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها قطر مع شقيقاتها دول المجلس، والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف على مختلف المستويات".
بعد البيان الذي أصدره الزياني أمس، سارعت القاهرة لإجراء اتصالات مع عواصم خليجية، مارست بدورها ضغوطاً، أدت إلى إصدار بيانٍ ثانٍ لتخفيف حالة "الذعر" المصري.
وفي هذا السياق اعتبرت أوساط إعلامية وسياسية مصرية، البيان الخليجي الذي أتى على لسان الزياني، تخلياً من دول مجلس التعاون عن موقفها الداعم لمصر، الأمر الذي أدى إلى ضغوط شديدة مورست على دول أعضاء في المجلس، للعدول عن تلك التصريحات التي دفعت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى إطلاق تصريحات صحافية، أكد فيها أن سلاح الجو المصري هاجم أهدافا "للإرهابيين"، ولم يستهدف المدنيين في الغارة الجوية/ التي شنها على مدينة درنة".
وفيما شدد الزياني، في بيانه الأول، على أنّ تصريحات المندوب المصري في جامعة الدول العربية، "لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي، في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة، تهدد أمنها واستقرارها وسيادتها"، أكد في بيانه الثاني، "أنّ دول مجلس التعاون دائماً ما تسعى إلى دعم ومؤازرة مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المجالات كافة، وهذا ما ترجم في اتفاق الرياض، واتفاق الرياض التكميلي، لإدراك القادة أهمية التلاحم والتكامل مع مصر، باعتبار أنّ أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار دول الخليج، وخصوصاً في ظل الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة، والعالم بأسره".
اقرأ أيضاً:مجلس التعاون الخليجي يندّد باتهامات مصر لقطر بدعم الإرهاب
وقد بدا ظاهراً الحرص السعودي على تطمين القاهرة، بأنّ العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ستظل استراتيجية، بالإعلان عن أنّ ولي العهد السعودي، الأمير مقرن بن عبد العزيز، سيرأس وفد بلاده إلى مؤتمر "مصر المستقبل" لدعم وتنمية الاقتصاد المصري، والذي سيعقد في شرم الشيخ من 13 وحتى 15 مارس/آذار، وأن "الدعم السعودي لمصر في المؤتمر سيكون قوياً"، مشيرة إلى انه سيكون "الأكبر".
بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الثاني، والذي بثته وكالة الأنباء القطرية في الثالثة فجر اليوم الجمعة، لم يتطرق إلى الاتهامات المصرية لقطر، واكتفى بالتأكيد أنّ "دول مجلس التعاون دائماً ما تسعى إلى دعم ومؤازرة مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المجالات".
وقد يتطلب هذا البيان الجديد أن يقدّم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، للدوحة، توضيحاً بشأن الموقف الخليجي من الاتهامات المصرية، التي رأت فيها قطر موقفا خطيراً، استدعى منها سرعة استدعائها سفيرها من القاهرة للتشاور.
إقرأ أيضاً:تسريب السيسي الجديد: استهداف ثورة ليبيا قبل "داعش"
إقرأ أيضاً:مصر ستمضي في الغارات على ليبيا... منفردة
إقرأ أيضاً: سقوط جديد للدبلوماسية المصرية من بوابة ليبيا