طيلة عشرة أسابيع، وهي مدة عرض برنامج "ذا فويس كيدز" على شاشة MBC، طفت على الوجه نقاشات حول تأثير هذا البرنامج على نفسية الأطفال، وحول قدرتهم بهذه السنّ الصغيرة على التعاطي مع مبدأ المنافسة والربح والخسارة.
كذلك تساءل البعض عن استغلال القناة لمآسي بعض الأطفال، والأوضاع السياسية المأساوية في بلادهم، لتحقيق نسب مشاهدة عالية، مثل قصة الطفلة العراقية ميرنا حنا التي تحدثت عن هروب عائلتها من "داعش" أو الطفلة السورية غنة بو حمدان التي بكت على المسرح وهي تغني "اعطونا الطفولة".
لكن بينما ظنّ كثيرون أن النقاش سينتهي مع الحلقة الأخيرة، التي اختتمت بتتويج الطفلة اللبنانية لين حايك، بلقب "أجمل صوت شاب في العالم العربي"، بدا واضحاً أن النقاش الحقيقي على وشك أن يبدأ.
كذلك تساءل البعض عن استغلال القناة لمآسي بعض الأطفال، والأوضاع السياسية المأساوية في بلادهم، لتحقيق نسب مشاهدة عالية، مثل قصة الطفلة العراقية ميرنا حنا التي تحدثت عن هروب عائلتها من "داعش" أو الطفلة السورية غنة بو حمدان التي بكت على المسرح وهي تغني "اعطونا الطفولة".
لكن بينما ظنّ كثيرون أن النقاش سينتهي مع الحلقة الأخيرة، التي اختتمت بتتويج الطفلة اللبنانية لين حايك، بلقب "أجمل صوت شاب في العالم العربي"، بدا واضحاً أن النقاش الحقيقي على وشك أن يبدأ.
على مواقع التواصل الاجتماعي، قرّر قسم كبير من متابعي البرنامج إخراج ما في جعبتهم من عنصرية، و"سماجة" و"سخرية" ثقيلة الظل، ضدّ هؤلاء الأطفال، تحديداً المشاركين في الحلقة الأخيرة.
البداية كانت مع الطفل السوري زين عبيد، الذي أثار إعجاب لجنة التحكيم منذ ظهوره الأول، في بداية البرنامج. لكن في الحلقة الأخيرة قرّر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إفراغ "ظرافتهم" على "فيسبوك" من خلال مجموعة صور، ساخرة من الوزن الزائد لزين، والذي يعاني من بدانة الأطفال.
بعض هذه الصور عكست خفة أخلاقية مخيفة في التعاطي أولاً مع ملف بدانة الأطفال، وهو أخطر الأمراض شيوعاً بين الأطفال، وثانيا التعاطي الناضج المفترض مع طفل، لن يتحمّل طبعاً هذا الكم من السخرية الفاقعة والتنمّر. وقد أدت هذه السخرية إلى انطلاق حملة داعمة لزين عبيد، تشيد بموهبته اللافتة.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
لكن زين لم يكن وحده ضحية التعليقات على مواقع التواصل، بل فجأة، وبعد تتويج ابنة مدينة طرابلس لين حايك، نجمة للموسم الأول للبرنامج، أطلت علينا تعليقات لا يفترض أصلاً أن تطاول طفلة، حاولت تقديم وجه آخر عن مدينتها اللبنانية التي أغرقها الحرمان والسلاح والمعارك لسنوات طويلة.
بداية خرج من يقول إن "لين المسيحية لا تمثل مدينة طرابلس"، ثمّ ذهب آخرون أبعد من ذلك مصممين صورة تظهر بعض الأطفال، "هؤلاء هم أطفال طرابلس" وهم أطفال فازوا بمسابقة لتجويد القرآن، مع شيطنة للين ولأطفال "ذا فويس كيدز".
Facebook Post |
ثم تتالت التعليقات على هذا المنوال حول تعارض هذا البرنامج "مع قيم المجتمع العربي" وضرورة وقفه لعدم "إدخال الأطفال في مجتمع الفسق والمجون".
بهذه البساطة، قرّر "منظرو" مواقع التواصل الاجتماعي، إفساد البهجة على قسم كبير من الشعب العربي الذي بدا سعيداً بمشاهدة صور أطفال يغنون فرحاً، لأوطانهم، وللحب، وللسلام.
اقرأ أيضاً: فنانون مع الحرية... في الأغاني والأفلام فقط