"ذا فويس كيدز"... السياسة تغلب الطفولة

30 يناير 2018
من البرنامج (فيسبوك)
+ الخط -
غرّد الفنان السوري، عابد فهد، قائلاً: "اللي عم يصير بـ "ذافويس كيدز" شيزوفرينا بين الفن والسياسة، والطفولة ضحية المستثمرين". هذه التغريدة، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ليل السبت الماضي، بعد عرض الحلقة ما قبل النهائية من برنامج "ذا فويس كيدز" الذي يختتم هذا الأسبوع موسمه الثاني، حاصداً انتقادات لاذعة لجهة نتائج المواجهات بين الأطفال، وخيارات لجنة المدربين على المشتركين الضعفاء، في ظل استثناء واضح للأطفال السوريين الذين كانوا الأقوى لهذا الموسم بشهادة المدربين في الحلقات الأولى "الصوت وبس".

الواضح من البداية، أن المحطة السعودية تعمل على "استعطاف" الجمهور المتابع، كما هو حالها في هذا النوع من البرامج، والتي تستقطب الناس في السنوات الأخيرة، وتحصد تفاعلاً كبيراً على منصات الميديا البديلة.

لم يكن برنامج "آرب أيدول" بعيداً عن التجاذبات التي تحصل في البرامج المشابهة، فريق الإعداد، وبتوجيهات من المسؤولين عن البرامج، يحاول الصيد في مأساة بعض الناس، ولو جاء ذلك على حساب المهجرين والنازحين من سورية. السياسة ما كانت يوماً بعيدة في مفهومها الضيق عن الألقاب الفنية. مرة تحرم MBC مشتركاً سورياً من رفع علم بلاده على المسرح. ومرة ثانية تمنح فرقة سورية لقب "غوت تالنت" تماشياً مع سياسة التضامن والعاطفة التي قد لا يحتاجها المشترك نفسه، بحيث أن المواهب في العالم العربي بحاجة فقط إلى متنفس، ومؤازرة ما بعد العرض أو الفوز باللقب. أصبح ضحايا هذا النوع من البرامج يفوق عدد المتقدمين لها، خصوصاً في ظل غياب إدارة جيدة لقطف محصول ما يختزنه الهواة في مرحلة ما بعد الاحتراف والعمل، وفق اتفاق بين الطرفين، أي المنتج والموهبة. لكن كل ذلك يذهب أدراج الرياح، ولا يعود أمام بعض المشتركين في برامج الهواة، إلا الهجرة بعد الشهرة التي انقلبت ضدهم.

الانقلاب الذي شهده البرنامج منذ أسبوعين، ولّد استنكاراً من قبل المتابعين، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاءت تغريدة الممثل السوري عابد فهد لتؤكد التدوينات التي حفلت بها مواقع فيسبوك وتويتر. وجميعها تسأل نانسي عجرم وكاظم الساهر عن المصداقية في الاختيار والتفريق بين المواهب التي تستحق أن تحجز مكانها في كسب اللقب، أي الحلقة الأخيرة، وبين المواهب الضعيفة التي تأهلت. الجميع كان يدور في حلقة مُفرغة، الحلقات صُورت قبل وقت، والواضح أن محطة MBC الغارقة في مشاكلها، وقضية احتجاز وإطلاق سراح مالكها وليد الإبراهيم، تريد، وفق المعلومات المتداولة، بيع اللقب معنوياً إلى المملكة العربية السعودية في هذا الموسم من "فويس كيدز"، أي لصالح الطفل السعودي، لُجي المسرحي، والذي يبدو بأن دخوله المعركة فجأة، جاء على حساب أصدقائه من الأطفال السوريين الذين كسبوا تعاطفاً كبيراً، وإجماعاً من قبل المدربين والجمهور المتابع.

يمان قصار، الفتى السوري الذي درس الموسيقى، وحقق ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب بحسب فيديوهات انتشرت له، يخرج من المسابقة من الأسبوع الأول للتصفيات. وحصد يمان تعاطفاً وأسئلة كثيرة عن السبب لإزاحته مبكراً، وعدم الاحتفاظ به إلى المواجهة الاخيرة بين ستة مشتركين اختارهم المدربون ليحمل أحدهم اللقب.

وكذلك الأمر بالنسبة للطفل، كمي غرزالدين، الذي حقق نجاحاً كبيراً في البرنامج، وقطف مزيداً من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نأى الفنان المصري، تامر حسني، بنفسه واستثنى السوريين من المواجهة أو المنافسة على اللقب، فاختار المشتركة العراقية نور وسام والمصرية أشرقت أحمد.

واكتفت نانسي عجرم باختيار جورج عاصي من لبنان، ولجي المسرحي من المملكة العربية السعودية. أما كاظم فلم يكن منصفًا بعدما أخرج السوريين من فريقه، وخرج بموهبتين هما، ماريا القحطان من اليمن، وحمزة لبيض من المغرب.

المساهمون