"ذا غارديان": واشنطن تطلب من بن سلمان إبعاد القحطاني

12 ابريل 2019
هل يبعد بن سلمان القحطاني؟ (ارندرو كابليروـرينولدز/ فرانس برس)
+ الخط -
في ما يشبه محاولة للتخلص من الحرج المتزايد ولرفع العتب الداخلي والخارجي عنها، ذكرت تقارير إعلامية أن الإدارة الأميركية تقوم سرّاً بالتواصل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لاستبعاد أحد المستشارين المقربين منه، بسبب تورطه في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بالقنصلية السعودية بإسطنبول العام الماضي.

فقد كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طلب من ولي العهد السعودي، خلال محادثة خاصة بينهما حضرها شقيقه خالد بن سلمان، استبعاد مستشاره سعود القحطاني، الذي أصدرت واشنطن بحقه عقوبات بسبب دوره المزعوم في قتل خاشقجي.

وعن السرّ وراء الخطوة الأميركية، قالت "ذا غارديان" إن مطلب تنحية القحطاني بشكل نهائي يأتي في وقت يقوم فيه الكونغرس الأميركي بالتدقيق عن كثب، في الدعم الذي ما فتئ بومبيو يقدمه للمملكة العربية السعودية، وفي ظل الانتقادات التي تواجهها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، بخصوص رد فعلها الباهت، وعدم إدانتها بما يكفي جريمة قتل خاشقجي.

والإثنين الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية قائمة بأسماء 16 شخصاً لهم علاقة بجريمة قتل خاشقجي، مانعة إياهم مع عائلاتهم من دخول الولايات المتحدة، ومؤكدة أنهم سيتعرضون لعقوبات مالية وتجميد أرصدة. وتصدّر القحطاني ذراع ولي العهد السعودي القائمة الأميركية، إلى جانب العقيد ماهر مطرب الذي يُعتقد أنه المتهم الرئيس في تقطيع جثة خاشقجي وإخفائها في إسطنبول.

وكان القحطاني قد عزل رسمياً من منصبه مستشاراً بالديوان الملكي، مباشرة بعد جريمة قتل خاشقجي، لكنه لا يزال يمارس مهامّه الأمنية والإعلامية بعيداً عن مقر الديوان الملكي السعودي، إذ تم تجهيز منزل خاص له مزوّد بأحدث التقنيات للعودة لعمله بشكل خفي، بحسب ما أكدت مصادر تواصلت معها "العربي الجديد" في وقت سابق. يذكر أيضاً أن وكالة "رويترز" ذكرت في وقت سابق أيضاً، أنه يراسل مجموعة من الصحافيين والإعلاميين ويوجههم للكتابة في عدد من المواضيع، رغم انسحابه من مجموعات "واتساب" التي كان قد أنشأها لإصدار الأوامر للإعلاميين بشكل مباشر.

ورغم أن قرار إبعاد القحطاني بدا وكأنه اعتراف رسمي بدوره في التخطيط لجريمة قتل خاشقجي، كما توضح "ذا غارديان"، فإنه بعد مرور بضعة أشهر على ذلك أفادت تقارير بأنه ما زال يتواصل مع ولي العهد، بل يشارك شخصياً في حملة القمع التي يشنّها بن سلمان ضد منتقديه.



وفي هذا السياق، نقلت "ذا غارديان" عن مصدر مطلع على الموضوع، قوله إن ولي العهد ما زال وفياً للقحطاني، مضيفاً: "لست متأكداً إن كان محمد بن سلمان سيضع في حسبانه ما طلبت منه الولايات المتحدة الأميركية".

العالم يريد محاسبة الجاني الحقيقي (ياسين اكغول/ فرانس برس)



والقحطاني مشمول بعقوبة أميركية أخرى، إذ وضعته وزارة الخزانة الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ضمن لائحة عقوبات أصدرتها ضد 17 سعودياً من المتهمين بالضلوع في جريمة قتل خاشقجي.

وذكرت الوزارة حينها في بيان، أنه تم فرض عقوبات على كل من القحطاني، ومطرب، والقنصل السعودي محمد العتيبي، و14 آخرين، "تورطوا بعملية القتل الشنيع" لخاشقجي. وقال البيان إن هؤلاء الأفراد "الذين استهدفوا وقتلوا بوحشية صحافياً كان مقيماً وعمل في الولايات المتحدة، يجب أن يواجهوا تبعات أفعالهم".


ونقلت "ذي غارديان" عن مدير مشروع أبحاث الاستخبارات بمعهد "بروكينجز"، بروس رايدل، قوله إن مجهود بومبيو السرّي لإجبار وليّ العهد على قطع علاقاته مع القحطاني، يؤكد أن محاولات إخفاء معالم الجريمة التي تقوم بها السلطات السعودية "لا تؤدي إلى نتيجة".


وأضاف رايدل، الذي اشتغل لثلاثين عاماً داخل "سي آي إيه"، قائلاً: "لا أحد يأخذ الأمر على محمل الجدّ، وبالتالي فهذا مؤشر على امتعاض متزايد، والآن سيبدؤون في المحاولة بالدفع بذراعه اليمنى (بن سلمان) إلى ما تحت عجلات الحافلة وإلقاء اللوم عليه، لكي يظهر بصورة (العميل المارق)".

وتابع في تصريحه للصحيفة البريطانية: "لا أظن أن الأمر سيمر مرور الكرام، بما أن هناك ما يكفي من الدلائل على أن القحطاني يشتغل بشكل مباشر مع محمد بن سلمان، سواء في هذه العملية أو في غيرها".

المساهمون