"ذا غارديان": بريطانيا تتوصل إلى تسوية مع الليبي عبد الحكيم بلحاج

10 مايو 2018
بلحاج يقول إنه تعرض للاختطاف (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن لندن توصلت لتسوية مع عبد الحكيم بلحاج، الذي كان قائدا لفصيل ليبي، ويقول إنه عانى لسنوات من التعذيب خلال حكم معمر القذافي بعد أن سلمه جواسيس بريطانيون وأميركيون لنظام القذافي.

ويقول بلحاج، الذي قاد جماعة إسلامية ساعدت في الإطاحة بالقذافي في 2011 وأصبح الآن ينشط سياسيا، إن عملاء بالمخابرات المركزية الأميركية اختطفوه هو وزوجته الحبلى آنذاك فاطمة في تايلاند عام 2004 ثم نقلوهما بشكل غير قانوني إلى طرابلس بمساعدة جواسيس بريطانيين، وفق "ذا غارديان".

ومارست المخابرات المركزية الأميركية تحت إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن ما يعرف باسم "التسليم الاستثنائي" أو نقل مشتبه بهم من دولة لأخرى دون إجراءات قضائية، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وتردد أن دولا أخرى ساعدت في بعض الحالات. وقوبل هذا الأمر بإدانة واسعة في أنحاء العالم.

وطوال سنوات سعى بلحاج لاتخاذ إجراءات قانونية ضد وزير خارجية بريطانيا السابق جاك سترو ووكالتي المخابرات الداخلية (إم.آي 5) والخارجية (إم.آي 6) ورئيس سابق للمخابرات وإدارات حكومية، بهدف الحصول على اعتذار من كل الأطراف المشاركة في تسليمه.

ولم تكشف "ذا غارديان" عن مصادرها أو تفصح عن تفاصيل بشأن التسوية التي توصلت إليها بريطانيا وبلحاج.

إلى ذلك، اعتذرت بريطانيا اليوم عن دورها في إساءة معاملة بلحاج، في رسالة تلاها المدعي العام، جيريمي رايت، أمام البرلمان. وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الرسالة الموجهة إلى بلحاج وزوجته فاطمة إن "أفعال حكومة المملكة المتحدة ساهمت في اعتقالكما وتسليمكما ومعاناتكما. نيابة عن حكومة صاحبة الجلالة، أعتذر منكما بلا تحفظ".

وحاولت الحكومة البريطانية منع بلحاج من اتخاذ إجراءات قضائية لكن المحكمة العليا رفضت مساعي الحكومة في يناير/كانون الثاني 2017 وسمحت لبلحاج بمقاضاة المسؤولين عن نقله غير القانوني إلى ليبيا.

ويقول بلحاج إنه اعتقل في البداية في الصين ثم جرى نقله إلى ماليزيا ثم إلى موقع تابع للمخابرات المركزية الأميركية في تايلاند.

وبعد تسليمه لعملاء المخابرات الأميركية، تم نقله جوا إلى جزيرة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي ومنها إلى طرابلس، وذلك في وقت حرصت فيه بريطانيا والولايات المتحدة على بناء علاقات مع القذافي.


ولأنه معارض قديم للقذافي، فقد تعرض للسجن والتعذيب حتى الإفراج عنه في 2010، كما تعرضت زوجته لمعاملة سيئة خلال احتجازها لمدة أربعة أشهر.

وقال سترو، الذي كان وزيرا للخارجية في حكومة توني بلير، إنه التزم دوما بالقانونين البريطاني والدولي. وأضاف في بيان: "لم أشارك قط بأي شكل في عملية التسليم غير القانونية أو في احتجاز أي شخص من قبل دول أخرى".


(رويترز، فرانس برس)