"ديربي" مانشستر يخيف السكان ويدخل المدينة في أجواء استثنائية

02 نوفمبر 2014
مواجهة "اليونايتد" مع "السيتي" في مباراة تثير جنون المدينة
+ الخط -

يعود إلى مدينة مانشستر، مجدداً، الحماس الكبير والثأر، الذي لا يغيب أبداً عن سكان هذه المدينة وأهلها، عندما يتواجه قطبا المدينة، "اليونايتد" و"السيتي"، في "ديربي" مدينة مانشستر، وتتحول الحياة في أسبوع المباراة إلى كارنفال في الشوارع والأزقة والبيوت، من اللون الأحمر إلى اللون الأزرق، كلها حكايات عن شعب مدينة واحدة انقسم عشقه على فريقين.

يعتبر سكان مدينة مانشستر أن يوم "الديربي" هو من أسوأ أيام الموسم الكروي، ويشتكون من إقامته ذهاباً وإياباً، إذ إنه يحول المشجعين، الذين يعشقون كرة القدم، إلى مجانين في الشوارع والملعب الذي سيستضيف اللقاء، حتى أن المشاكل والشجارات تصبح أمراً لا مفر منه، خصوصاً عندما يختلط الجمهوران في ساحات المدينة الواحدة استعدادا للذهاب وافتراش المدرجات.

وقبل أسبوع من "ديربي" مانشستر تدخل الجماهير في حالة من التوتر والكآبة، وينتج عنها أحياناً فقدان الشهية للأكل بسبب العصبية المفرطة والتفكير نهاراً وليلاً بهذه المباراة، التي ستضع الفريق الفائز على عرش "مانشستر"، حتى أن بعض سكان المدينة يتعرضون لأزمات قلبية وارتفاع في الضغط بسبب إثارة وحماس المباراة، إضافة إلى الضغط النفسي، الذي يعيشه هؤلاء قبل اللقاء بأسبوع حتى، الأمر الذي يُحول "مانشستر" إلى مدينة صراع.

وأبرز الأمور، التي تُظهر مدى الولاء لهذين الفريقين في المدينة، والشغف من أجل متابعة "الديربي"، هو أن معظم الناس تلغي الأعراس والحفلات وشهر العسل، من أجل عيون هذه المباراة، حتى أن البعض لا يخرج من المنزل ولا يذهب للقاء العائلة في يوم عطلة الأحد، بل يُفضل متابعة المباراة المهمة في تاريخ المدينة، الأمر الذي يجعل شعب "مانشستر" يتكلم لغة كرة القدم فقط في يوم المباراة.

ومن الناحية الأمنية فإن الحكومة ترفع من حالة التأهب يوم "الديربي"، وذلك من أجل تأمين جميع الشوارع والمناطق، التي سيغزوها المشجعون، حيثُ يُنشر حوالى 500 شرطي في الطرقات المؤدية إلى الملعب وفي ضواحي مانشستر، من أجل حماية المواطنين من أعمال الشغب والاحتفالات والاستفزازات المرافقة للمباراة.

كل شيء يتغير في مدينة مانشستر يوم "الديربي"، إذ إن الأولوية تصبح للقاء الكبير والقوي، ومباراة كرة القدم تتفوق على كل الأحداث في المدينة، وكل الأخبار الفنية والتجارية والسياسية، حيثُ يتحول مواطن مانشستر إلى مشجع أحمر أو أزرق، في مدينة تعشق كرة القدم تفضلها على أي نشاط آخر، حتى لو كان له طابع عائلي، فـ"اليونايتد" و"السيتي" هما العائلة الوحيدة في يوم "الديربي". 

المساهمون