"داعش" يستغلّ الحالة الجويّة ويهاجم الجيش العراقي غرب الموصل

04 مارس 2017
"داعش" هاجم قطعات الجيش في 3 أحياء(أريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
استغلّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) سوء الأحوال الجوية في مدينة الموصل، اليوم السبت، وتعطل طيران التحالف بفعل الأمطار الغزيرة، وبادر إلى مهاجمة القوات العراقية في ثلاثة أحياء في غرب مدينة الموصل، وهي أحياء الجوسق ووادي حجر والطيران، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات العراقية، التي أعلنت، هذا اليوم، وعلى لسان قيادات عسكرية ميدانية، توقف الهجوم على مركز مدينة الموصل، بسبب غياب الغطاء الجوي لطيران التحالف الدولي.


ورغم ذلك، أكدت مصادر محلية في مدينة الموصل مقتل وجرح العشرات من المدنيين بغارات للتحالف الدولي استهدفت عربات مفخخة كانت مركونة وسط المنازل المأهولة بالسكان في مناطق غرب الموصل.

وقال ضابط في قوات مكافحة الإرهاب، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن قتلى وجرحى من أفراد القوات العراقية سقطوا جرّاء هجوم واسع شنه تنظيم "داعش"، فجر اليوم، مستهدفًا مواقع القوات العراقية في أحياء الطيران والغزلاني ووادي حجر في الجزء الجنوبي الغربي من الموصل، والتي كانت القوات العراقية قد نجحت في استعادتها أخيرًا من قبضة تنظيم "داعش".


وأضاف الضابط أن "الهجوم شهد تفجير أربع سيارات مفخخة كان يقودها انتحاريون، واستهدفت مواقع الشرطة الاتحادية في أحياء الطيران والغزلاني، وأعقبته اشتباكات بالرشاشات والأسلحة المتوسطة استمرّت عدة ساعات، قبل أن تنتهي بتراجع مقاتلي التنظيم إلى مناطقهم التي قدموا منها في حيي العكيدات والنبي شيت".


ولم يكشف المصدر عن الحصيلة النهائية لأعداد الجنود العراقيين الذين قتلوا خلال الاشتباكات، إلا أن مصادر أمنية أخرى أكدت لـ"العربي الجديد"، مقتل 12 عنصرًا من قوات الشرطة الاتحادية، وخمسة آخرين من قوات التدخل السريع، وجرح آخرين في الهجوم الذي شنّه تنظيم "داعش"، فجر اليوم السبت.



وقالت مصادر عسكرية عراقية في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب ما زالت تقف، منذ يوم أمس الجمعة، عند تخوم حي المنصور، الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة الموصل العراقية، لكنها لم تقم بالهجوم على هذا الحي بسبب الظروف الجوية السيئة".

وأضافت المصادر أن "استمرار هطول الأمطار في عموم مدينة الموصل وأطرافها، وما يتسبب به من وجود غيوم كثيفة في سماء المعركة، يعيق وجود غطاء جوي للقوات البرية العراقية التي تحاول التقدم نحو مركز مدينة الموصل، وخاصة من طيران التحالف الدولي، وهو ما استدعى توقف عمليات التقدم للقوات العراقية مؤقتًا".

ولفتت المصادر إلى أن "استئناف القتال وتقدّم القوات سيكون مرهونًا، إلى حد كبير، بتحسن الظروف الجوية في المنطقة".

من جهة ثانية، قالت خلية الإعلام الحربي، المتحدّثة باسم قيادة العمليات المشتركة التي تدير معركة السيطرة على مدينة الموصل، في بيان لها، إن "طيران التحالف الدولي وجّه، يوم أمس الجمعة، ضربات جوية استهدفت موقعًا للتنظيم في حي النجار، غربي الموصل، أسفرت عن مقتل عدد من قياديي تنظيم داعش البارزين".

وأضاف البيان أن "من بين القتلى مسؤول ما يسمى بجند الخلافة، أبو عبد الرحمن الأنصاري،  وهو سعودي الجنسية، وستة آخرون، أغلبهم من جنسيات عربية".

وفي سياق متصل، أعلن التحالف الدولي، مساء أمس، أن "مقاتلاته نفّذت في الساعات الأربع والعشرين الماضية أربعة عشر طلعة جوية نجم عنها أربعة وسبعون اشتباكًا مع العدو، واستهدفت مواقع لتنظيم الدولة في محافظتي الأنبار ونينوى".

إلا أن مصادر محلية مطلعة في مدينة الموصل أكدت لـ"العربي الجديد"، مقتل وجرح ما لا يقل عن 40 مدنيًّا في سلسلة غارات نفذها طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي، وسط مدينة الموصل، كان آخرها استهداف بناية روضة الشعلة في حي المنصور، غرب الموصل، ما تسبب بمقتل مدنيين لم يعرف عددهم بالضبط في المنازل المجاورة للموقع المستهدف.

وكانت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم "داعش"، قد تحدثت عن مقتل 36 مدنيًّا، معظمهم أطفال ونساء، وجرح 76 آخرين نتيجة غارات أميركية على منطقتي المحطة والمطاحن وحي الفتح، في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.