"داعش" يرصد مكافأة مالية مقابل قتل عناصر الحرس الثوري

19 يونيو 2015
يستغل "داعش" انخراط عناصر الحرس في القتال (Getty)
+ الخط -
يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تسخير كل خلل موجود في الجبهة العراقية لصالح أجندته، في مسعى منه لإدامة زخم المعركة والحفاظ على مقوماتها، وخصوصاً من خلال تأجيج الصراع الطائفي في البلاد.

ضمن هذا المسعى، استغل التنظيم لجوء الحكومة العراقية إلى إشراك الحرس الثوري الإيراني في القتال ضد التنظيم على الرغم من الدعوات المتكررة لها لتجنب ذلك، كثغرة استطاع "داعش" أن ينفذ من خلالها لتمرير مساعيه وأبعاده الاستراتيجية في المعركة.

وتحدثت مصادر محلية في الموصل والأنبار لـ"العربي الجديد" عن أنّ "التنظيم أصدر تعميماً على كل مقاتليه في كافة الجبهات أبلغهم فيه رصد مكافأة مالية كبيرة تبلغ 10 آلاف دولار تمنح لكل مقاتل في مقابل رأس كل عنصر في الحرس الثوري الإيراني". وأضافت المصادر أنّ "القرار وزّع على كافة الجبهات، وأنّه منح دافعاً كبيراً لعناصر التنظيم الذين هم متحمسون بالأساس لضرب الحرس الثوري الإيراني".

اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية تقر قانون العفو العام وتحيله إلى "النواب" 

من جهته، رأى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة إبراهيم الفهداوي، أنّ "قيادة التنظيم كسبت من خلال هذه المكافأة أمرين، الأول زيادة الحقد والأبعاد الطائفية في صفوف مقاتليها. والأمر الثاني هو الحافز المادي الذي يُضاف إلى الحافز المعنوي لمقاتلي التنظيم".
وقال الفهداوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "مقاتلي تنظيم داعش على الرغم من أنّهم يكفّرون الشيعة، لكنّ بنفس الوقت استطاعت قيادتهم أن تؤجج هذه الروح الطائفية أكثر بين صفوف التنظيم من خلال المكافأة، الأمر الذي يصبّ في صالح التنظيم الذي يقوم أساساً على مبدأ العقيدة في القتال، فيما يضاف الى ذلك العامل المادي والتحفيزي من خلال المكافأة المالية".

وأشار الى أنّ "خطوة التنظيم تدل أيضاً على إمكانية كبيرة لقيادته لإدامة زخم المعركة مادياً ومعنوياً، من خلال شحذ همم المقاتلين معنوياً ورفدهم بالمال أيضاً، فضلاً عن أن مبلغ الـ10 آلاف دولار ليس بالمبلغ القليل، مما يشير إلى إمكانية مادية كبيرة للتنظيم يقابلها ضعف في تمويل الجيش العراقي".

أما الخبير الأمني أحمد السعيدي، فاعتبر أنّ "داعش يثبت لمقاتليه من خلال هذه الخطوة أنّهم أفضل من الجنود العراقيين، كما أنّ دولتهم (دولة الخلافة) أفضل وأقوى مادياً ومعنوياً من الحكومة العراقية".
وقال السعيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش يقدم المكافآت الكبيرة لمقاتليه مقابل تأخير صرف مستحقات الجنود العراقيين من قبل الحكومة، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على معنويات الجنود العراقيين الذين هم يعانون التهميش والإهمال وضعفاً في كافة الجوانب من قبل الحكومة العراقية التي تعمل على إنهاء دور وزارة الدفاع". وأشار الى أنّ "التنظيم يسعى للتأثير على معنويات الجنود لا الحشد الشعبي، لأنّه يعتبر أنّ جنود الجيش لهم خبرة ومدربون على القتال فيما الحشد لا يتمتعون بأي خبرة عسكرية، الأمر الذي يجعله يستهدف التأثير على الجيش".
وأكّد السعيدي أنّ "داعش يريد أن يجعل جبهتين فقط في القتال، جبهة التطرف الشيعي الممثلة بالحرس الثوري الإيراني ومليشيات الحشد الشعبي، وجبهة السنة، التي يعدّ نفسه ممثلاً لها، الأمر الذي يديم من زخم المعركة"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: العبادي يستنجد بإيران للحد من نفوذ المالكي

المساهمون