"داعش" يحوّل حفل زفاف بالعراق لمأتم... عشرات القتلى والجرحى

09 مارس 2017
مقتل العريس خلال الهجوم (عامر السعدي/الأناضول)
+ الخط -

هو العُرس الأول في محافظة صلاح الدين شمال العراق، منذ نحو ثلاث سنوات، يتم فيه الإشهار بإقامة حفل شعبي واسع، إلا أن تفجيرات انتحارية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حوّلته إلى مجزرة في صفوف المحتفلين، إذ سقط، في حصيلة مرشحة للزيادة، نحو 60 قتيلا وجريحا، بينهم نساء وأطفال، من سكان قرية شمال مدينة تكريت، في ساعة متأخرة من ليل أمس.

ووفقاً لمصادر أمن عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن انتحاريَين اثنين هاجما حفل زفاف لأحد الشباب في قرية السعد، التابعة لبلدة الحجاج شمال تكريت، منتصف ليل الأربعاء-الخميس، بالتعاقب، إذ فجّر الأول نفسه، وبعد دقائق من تجمّع الرجال والمسعفين، فجّر الثاني نفسه.

ومن بين الضحايا العريس، بينما أصيبت زوجته بجروح، وفقا لما كشفت مصادر داخل مستشفى تكريت العام لـ"العربي الجديد".

وبلغت الحصيلة، حتى الآن، 27 قتيلا، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء وثمانية مجهولو الهوية من الرجال، بسبب تفحّم جثثهم، بينما بلغ عدد الجرحى 32 جريحا، بينهم أيضا أطفال ونساء.


وقال طبيب في المستشفى، يُدعى أحمد عمران، لـ"العربي الجديد"، إن "الحصيلة مرشحة للارتفاع، وهناك ارتباك في العدد المعلن والموجود فعلا، لأن بعض القتلى أُخذوا للمقبرة من دون المرور بنا، وبعض الجرحى نُقلوا إلى بغداد".

من جهته، قال عبد الرحمن القيسي، أحد شهود العيان من أهالي قرية السعد، لـ"العربي الجديد" إن "الانتحاري صرخ الله أكبر، ثم فجّر نفسه وسط حلقة الدبكة التي كان شبان القرية يقيمونها"، مضيفاً "هذا التنظيم فقد صفة الآدمية بالكامل".

من جهتها، أوضحت مصادر في الجيش العراقي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانتحاريين عراقيان وليسا من الأجانب، مشيرةً إلى أنّ التحقيقات تؤكد أنهما من سكان محافظة صلاح الدين أيضاً. 

وسبق لتنظيم "داعش" أن كفّر، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، عددا من سكان محافظة صلاح الدين، واستحلّ دماءهم وأموالهم بسبب وقوفهم مع قوات الأمن والمساعدة على طرده من محافظتهم.

وفي السياق ذاته، قال محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري، إن الاعتداء ردة فعل من التنظيم على خسائره، مؤكداً في بيان له، تلقى "العربي الجديد" نسخه منه، أنّ الرد على الاعتداء سيكون قريباً بعملية تطهير واسعة في المحافظة.

ودعا الجبوري المواطنين إلى "التعاون الجاد وتفعيل دورهم في دعم الأجهزة الأمنية، وحماية مناطقهم، وعدم السماح للعناصر الإرهابية بتنفيذ مخططاتها الدموية وحصد أرواح المواطنين"، مطالباً الأجهزة الأمنية والعناصر الاستخباراتية بـ"ممارسة دورها وحماية أبناء المحافظة".






المساهمون