تتواصل المعارك في العراق لليوم الرابع على التوالي، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات العراقية النظامية، يساندها خليط من مليشيات مختلفة قدمت من بغداد أخيراً، لتقديم المساعدة في مدينة البغدادي الاستراتيجية، والتي تقع على بعد 180 كيلومترا غرب العاصمة، قريباً من الحدود الأردنية.
يأتي احتدام المعارك وسط حصار نحو ألفي عائلة في المنطقة نفسها داخل منازلهم، وتسجيل حالات وفاة بينهم، بسبب سوء التغذية والهجمات المتبادلة.
وقال مسؤول عسكري رفيع في الجيش العراقي لـ "العربي الجديد"، يوجد حالياً في قاعدة عين الأسد "المئات من مقاتلي داعش يسيطرون على بلدة البغدادي وجبة والقصر والمعيميرة والدانكية والطهمانية، فضلاً عن الطريق الرابط بين مدينتي هيت وحديثة، حيث دخلت موجات من المقاتلين يقدرون بنحو ألف مقاتل من سورية إلى المنطقة، وهم يحتشدون الآن في محيط القاعدة العسكرية، بعد سيطرتهم على كامل المناطق المحيطة بها، لكن القوات العراقية ومروحيات "الأباتشي" الأميركية تصدّهم وتمنعهم عن اقتحامها، رغم استخدامهم مختلف السبل، بما في ذلك هجمات الانتحاريين".
وأوضح المسؤول الذي يشغل منصب عقيد ركن في اللواء 27 بالفرقة السابعة في الجيش، والذي فضل عدم نشر اسمه، أن "داعش" قطع جميع أشكال الاتصال في المنطقة ودمر أبراج الهواتف والإنترنت، كما دمر شبكة المياه الداخلة إلى القاعدة وثلاثة من خطوط الكهرباء التي تتزود بها مدينة البغدادي، وهو ما اضطرنا إلى العمل على مولدات كهرباء صغيرة، واستخدام منظومات اتصال فضائي (الثريا)".
وأضاف الضابط في حديث عبر "سكايب" أن "مقاتلات أميركية ومروحيات (أباتشي) قصفت محيط القاعدة أكثر من عشرين مرة، لكن لم يكن لتلك الغارات من تأثير بسبب تضاريس المنطقة واحتماء مقاتلي التنظيم بتلال طبيعية وخنادق حفروها".
وبالنسبة للقوات الأميركية الموجودة داخل القاعدة، قال المسؤول نفسه "إنهم يشاركون في عملية تحصين القاعدة ومنع اختراقها من خلال فريق القناصة لديهم، وقد أبلغونا أنهم سيبقون معنا حتى النهاية، إلا إذا وُجهت لهم أوامر بالانسحاب، إذ إن طائرات النقل العسكرية جاثمة في الجانب الآخر من القاعدة، ومستعدّة لانتشالهم في أي لحظة".
في هذه الأثناء، قال زعيم قبلي في المنطقة يدعى فراس الجغيفي لـ "العربي الجديد" إنّ "46 قتيلاً وجريحاً من المدنيين سقطوا في المعارك الدائرة في المنطقة التي اتخذت شكل تحدٍّ وعنادٍ بين الطرفين".
وأوضح الجغيفي أنّ القتلى وعددهم 13 دفنوا في حدائق المنازل والبساتين القريبة بسبب تعثر نقلهم إلى المقبرة.
وأضاف أنّ "السكان لا يجدون ما يأكلون منذ يومين، ولا ماء صالحاً للشرب لديهم، والوضع الإنساني مزرٍ للغاية".
وتمثل قاعدة عين الأسد التي يراهن "داعش" على اقتحامها أهمية استراتيجية كبيرة؛ إذ فضلاً عن كونها أكبر القواعد العسكرية في العراق، فإنّ قربها من الحدود الأردنية سيمنح التنظيم مرونة في التحرك وتعزيز سيطرته على جنوب غرب محافظة الأنبار المتصل بالأراضي الأردنية. كما أنّ القاعدة تضم 311 عسكريا أميركيا بين مستشار وجندي دعم، وستكون نتائج انسحابهم من عين الأسد أو إيقاع خسائر في صفوفهم بمثابة انتصار للتنظيم المتطرف.
وظلت قاعدة عين الأسد، وهو الاسم الحديث لها بعد الغزو الأميركي للبلاد، تحمل رمزية للعراقيين المدنيين والعسكريين منهم على حد سواء، بسبب استخدامها في الهجوم الصاروخي الذي شنّه الرئيس العراقي السابق صدام حسين على تل أبيب عام 1991. وكانت تعرف آنذاك بقاعدة القادسية الجوية. وتمتد القاعدة على مسافة 24 كيلومترا، وتضم مدارج للطائرات وأنفاقا وملاجئ ضدّ الهجمات النووية.
بدوره، قال المقدم محمود العبيدي من شرطة الأنبار لـ "العربي الجديد" فقدنا أجزاء واسعة من غرب الأنبار، ونخشى فقدان مدينة حديثة المجاورة. الإرهابيون بالمئات، وهم مصرّون على الموت وكأنهم ذاهبون في رحلة، والإمكانات المتوفرة لدينا على مستوى التسليح والتجهيز بسيطة. الأميركيون خذلونا".
وبيّن المصدر نفسه أنّ "الحل الوحيد هو محاولة إخلاء المدينة من السكان، ومعالجة المقاتلين جوّاً، وبشكل مكثف وخلال وقت قصير، قبل أن يحققوا المزيد من التقدم سواء باقتحامهم عين الأسد أو مدينة حديثة المجاورة".
يأتي احتدام المعارك وسط حصار نحو ألفي عائلة في المنطقة نفسها داخل منازلهم، وتسجيل حالات وفاة بينهم، بسبب سوء التغذية والهجمات المتبادلة.
وقال مسؤول عسكري رفيع في الجيش العراقي لـ "العربي الجديد"، يوجد حالياً في قاعدة عين الأسد "المئات من مقاتلي داعش يسيطرون على بلدة البغدادي وجبة والقصر والمعيميرة والدانكية والطهمانية، فضلاً عن الطريق الرابط بين مدينتي هيت وحديثة، حيث دخلت موجات من المقاتلين يقدرون بنحو ألف مقاتل من سورية إلى المنطقة، وهم يحتشدون الآن في محيط القاعدة العسكرية، بعد سيطرتهم على كامل المناطق المحيطة بها، لكن القوات العراقية ومروحيات "الأباتشي" الأميركية تصدّهم وتمنعهم عن اقتحامها، رغم استخدامهم مختلف السبل، بما في ذلك هجمات الانتحاريين".
وأوضح المسؤول الذي يشغل منصب عقيد ركن في اللواء 27 بالفرقة السابعة في الجيش، والذي فضل عدم نشر اسمه، أن "داعش" قطع جميع أشكال الاتصال في المنطقة ودمر أبراج الهواتف والإنترنت، كما دمر شبكة المياه الداخلة إلى القاعدة وثلاثة من خطوط الكهرباء التي تتزود بها مدينة البغدادي، وهو ما اضطرنا إلى العمل على مولدات كهرباء صغيرة، واستخدام منظومات اتصال فضائي (الثريا)".
وأضاف الضابط في حديث عبر "سكايب" أن "مقاتلات أميركية ومروحيات (أباتشي) قصفت محيط القاعدة أكثر من عشرين مرة، لكن لم يكن لتلك الغارات من تأثير بسبب تضاريس المنطقة واحتماء مقاتلي التنظيم بتلال طبيعية وخنادق حفروها".
وبالنسبة للقوات الأميركية الموجودة داخل القاعدة، قال المسؤول نفسه "إنهم يشاركون في عملية تحصين القاعدة ومنع اختراقها من خلال فريق القناصة لديهم، وقد أبلغونا أنهم سيبقون معنا حتى النهاية، إلا إذا وُجهت لهم أوامر بالانسحاب، إذ إن طائرات النقل العسكرية جاثمة في الجانب الآخر من القاعدة، ومستعدّة لانتشالهم في أي لحظة".
في هذه الأثناء، قال زعيم قبلي في المنطقة يدعى فراس الجغيفي لـ "العربي الجديد" إنّ "46 قتيلاً وجريحاً من المدنيين سقطوا في المعارك الدائرة في المنطقة التي اتخذت شكل تحدٍّ وعنادٍ بين الطرفين".
وأوضح الجغيفي أنّ القتلى وعددهم 13 دفنوا في حدائق المنازل والبساتين القريبة بسبب تعثر نقلهم إلى المقبرة.
وأضاف أنّ "السكان لا يجدون ما يأكلون منذ يومين، ولا ماء صالحاً للشرب لديهم، والوضع الإنساني مزرٍ للغاية".
وتمثل قاعدة عين الأسد التي يراهن "داعش" على اقتحامها أهمية استراتيجية كبيرة؛ إذ فضلاً عن كونها أكبر القواعد العسكرية في العراق، فإنّ قربها من الحدود الأردنية سيمنح التنظيم مرونة في التحرك وتعزيز سيطرته على جنوب غرب محافظة الأنبار المتصل بالأراضي الأردنية. كما أنّ القاعدة تضم 311 عسكريا أميركيا بين مستشار وجندي دعم، وستكون نتائج انسحابهم من عين الأسد أو إيقاع خسائر في صفوفهم بمثابة انتصار للتنظيم المتطرف.
وظلت قاعدة عين الأسد، وهو الاسم الحديث لها بعد الغزو الأميركي للبلاد، تحمل رمزية للعراقيين المدنيين والعسكريين منهم على حد سواء، بسبب استخدامها في الهجوم الصاروخي الذي شنّه الرئيس العراقي السابق صدام حسين على تل أبيب عام 1991. وكانت تعرف آنذاك بقاعدة القادسية الجوية. وتمتد القاعدة على مسافة 24 كيلومترا، وتضم مدارج للطائرات وأنفاقا وملاجئ ضدّ الهجمات النووية.
بدوره، قال المقدم محمود العبيدي من شرطة الأنبار لـ "العربي الجديد" فقدنا أجزاء واسعة من غرب الأنبار، ونخشى فقدان مدينة حديثة المجاورة. الإرهابيون بالمئات، وهم مصرّون على الموت وكأنهم ذاهبون في رحلة، والإمكانات المتوفرة لدينا على مستوى التسليح والتجهيز بسيطة. الأميركيون خذلونا".
وبيّن المصدر نفسه أنّ "الحل الوحيد هو محاولة إخلاء المدينة من السكان، ومعالجة المقاتلين جوّاً، وبشكل مكثف وخلال وقت قصير، قبل أن يحققوا المزيد من التقدم سواء باقتحامهم عين الأسد أو مدينة حديثة المجاورة".