عاود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، اليوم الأربعاء، استهداف الجيش العراقي جنوب الموصل، وهاجم بسيارات (همر) مفخخة مقرّات للجيش، ما خلف عدداً من القتلى والجرحى، بينما فرّت مئات العوائل من تلك المناطق بسبب وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.
وقال ضابط في الجيش، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش شنّ اليوم هجوماً بعدد من عربات الهمر التي تعود للجيش العراقي والتي سيطر عليها في وقتٍ سابق، ووضع عليها أعلاماً عراقيّة"، مبيناً أنّ "التنظيم استطاع الوصول إلى قطعات الجيش قرب قاعدة القيّارة جنوب الموصل، وفجّر ثلاث همرات عليها، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً وعدد من الجرحى".
وأضاف الضابط أنّ "التنظيم اشتبك مع تلك القطعات لنحو نصف ساعة، ومن ثم انسحب"، مشيراً إلى أنّ "طيران الجيش شارك في صدّ الهجوم".
من جهتها، أعلنت خليّة الإعلام الحربي التابعة للحكومة العراقيّة عن "قتل عدد من قادة داعش بضربة جويّة استهدفت اجتماعاً لهم في الموصل".
وقالت الخليّة، في بيان صحافي، إنّ "الطيران العراقي، وبحسب معلومات وردت لجهاز مكافحة الاٍرهاب، نفّذ ضربة جويّة أسفرت عن تدمير مقر اجتماعات قيادات عناصر داعش في ولاية نينوى في قاطع الساحل الأيسر من الموصل، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من القيادات وتسعة من معاونيهم وثلاثة عناصر عرب الجنسية".
وأضافت أنّ "الطيران العراقي تمكّن أيضاً من تدمير أكبر معمل تفخيخ في قاطع نينوى، ومقتل ثلاثة عناصر من جنسيات عربية وسبعة شيشانيين"، ولم تحدّد مكان المعمل.
في غضون ذلك، نزحت مئات العوائل من قرى جنوب الموصل بسبب هجمات تنظيم "داعش".
وقال عضو المجلس المحلّي لبلدة القيّارة، فالح الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجمات الأخيرة التي نفذها تنظيم داعش جنوب الموصل وقصفه على مواقع الجيش العراقي، أسفرت عن سقوط نحو 16 قتيلاً وجريحاً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما دفع نحو 800 عائلة من قرية احجلة التابعة لبلدة القيّارة إلى النزوح اليوم بحثاً عن مناطق أكثر أمناً".
وأشار الجبوري، إلى أنّ "تلك العوائل لم تحدد وجهتها، فقط تسعى للهرب من القصف والهجمات"، مطالباً الحكومة والجهات المسؤولة بـ"تحمل مسؤوليتها إزاء تلك العوائل وتوفير مأوى لهم وحمايتهم من الهجمات".
وعلى ما يبدو، فإنّ القطعات العراقيّة بدأت تفقد زمام المبادرة في قاطع جنوب الموصل، إذ توقفت أخيراً عن شنّ الهجمات على تنظيم "داعش"، الذي عاود نشاطه من جديد ليربك صفوف القوات العراقيّة بهجمات متتابعة على قطعاته.