يحظر القانون الأفغاني قطع واقتلاع أشجار الجبال والغابات، إلا بإذن حكومي ووفق لائحة معتمدة من قبل إدارة الأشجار التابعة لوزارة الزراعة. لكنّ الرائج منذ ثلاثة عقود هو العمل بخلاف هذا القانون، فالعشوائية تحكم قطع الأشجار على يد أمراء الحرب وأصحاب النفوذ.
لطالما كان للتجار المحليين والإقليميين، خصوصاً من باكستان، يد طولى في قطع أشجار جبال أفغانستان وغاباتها، لا سيما في شرق البلاد وجنوبها. الجماعات المسلحة هي الأخرى ساهمت في تدمير جمال الطبيعة، ليزداد الأمر سوءاً في شرق أفغانستان بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى إقليم ننجرهار شرق البلاد بالقرب من الحدود الباكستانية وإنشاء مراكز له هناك.
تؤكد مصادر قبلية أنّ مسلحي "داعش" يقطعون أشجار الجبال والغابات الحدودية وفق عملية ممنهجة، لينقلوها بعد ذلك عبر الشاحنات والخيل إلى باكستان، ما أدى إلى إثارة حفيظة القبائل التي تؤكد صمت الحكومة المركزية المطبق. يقول الزعيم القبلي في مديرية أتشين التي تعد أهم مراكز "داعش" في شرق أفغانستان ملك كميل خان، إنّ مسلحي التنظيم - ومعظمهم أجانب - يقطعون أشجار الجبال المحيطة بالمديرية، والتي حافظت عليها القبائل طوال أجيال على الرغم من ضعف وضعها الاقتصادي وحاجتها إليها في أغراض مختلفة.
ويضيف أنّ المسلحين يستخدمون أدوات ومناشير حديدية متطورة ومولدات كهربائية لقطع الأشجار، من ثم ينقلونها على الخيل وفي الشاحنات إلى الأسواق في الجانب الثاني من الحدود.
بدوره، يؤكد الزعيم القبلي الآخر من منطقة هسكه مينه في المديرية نفسها ملك عبد الستار أنّ المسلحين يستعينون بالسكان المحليين في قطع الأشجار ونقلها وبيعها. ويضيف أنّهم في كثير من الأحيان يبيعونها إلى التجار المحليين في الجبال بعد قطعها، ثم ينقل هؤلاء الخشب إلى باكستان ليبيعوه بأسعار باهظة.
يؤكد عبد الستّار أنّ القبائل مستاءة إزاء تدمير ما تعتبره تراثاً ثميناً، حافظت عليه طوال عهود. لكنّه يشير إلى أنّها لن تفعل شيئاً بمفردها "إزاء جماعات مارست جميع أنواع العنف مع أبنائها". في كلام عبد الستار إشارة إلى تفجير التنظيم منازل القبائل وذبح وقتل زعمائها. يتابع أنّ القبائل تبذل جهوداً للحفاظ على جبالها، فاجتمعت مرات عدة ووافقت على تشكيل فرق مسلحة ضد كل من يعبث بالأملاك العامة سواء عبر قطع أشجار الجبال أو اغتصاب الأراضي. كلّ ذلك فشل على الرغم من التضحيات التي قدمتها تلك الفرق.
في المقابل، يروي السكان المحليون حقائق مغايرة. يقول هؤلاء إنّ معظم زعماء القبائل متورطون في القضية، وإنهم يأخذون نصيبهم من الجماعات المسلحة والتجار. يقول صفدر خان؛ وهو أحد سكان مديرية هسكه مينه، إنّ الجماعات المسلحة لا يمكنها أن تقطع الأشجار لولا دعم القبائل وزعمائها. يؤكد أنّ الزعماء كلهم شركاء في عملية قطع الأشجار الممنهجة. يرفض كميل خان ذلك بدوره، ويعتبره تهمة لا أساس لها من الصحة.
ليس الزعماء القبليون وحدهم المتهمين بالتورط في الجناية والتعاون مع الجماعات المسلحة فيها، بل المسؤولون في الحكومة أيضاً، خصوصاً من هم في دوائر الحكم المحلي. يشير عبد الرب، وهو أحد سكان منطقة نازيان، إلى أنّ مشاركة زعماء القبائل ومسؤولي الحكومة المحلية في قطع الأشجار ليست خافية على أحد.
كذلك، يرفض المسؤولون في الحكومة مثل هذا الادعاء جملة وتفصيلاً، ويشددون على أنهم عاجزون عن التصدي لهذه الظاهرة بسبب ضعف الوسائل وقوة المسلحين. يقول المسؤول في الحكومة المحلية في مديرية هسكه مينه، حسن خان، إنّ المسلحين كانوا يقطعون أشجار الجبال منذ سنوات، لكنّ تنظيم "داعش" يقوم بذلك بطريقة ممنهجة. يتابع أنّ الحكومة مصممة على الوقوف في وجه هذه الجريمة لكنّها عاجزة بسبب انشغالها بالملف الأمني، والذي يتقدم كلّ الملفات الأخرى. يضيف خان أنّ ثمة جهات ليس لديها من همّ سوى اتهام المسؤولين وإثبات تورطهم في كل ما تواجهه البلاد من مشاكل وأزمات: "هذا أمر خطير للغاية، ففي الوقت الذي يقف فيه المسؤولون في وجه الجماعات المسلحة تتهمهم جماعات مغرضة بمثل هذه الاتهامات".
الجدير بالذكر أيضاً موقف الحكومة المحلية في إقليم ننجرهار، فالمتحدث باسمها عطاء الله خوجياني يشير إلى عدم وجود أيّ تقرير لديها في هذا الشأن. ويؤكد أنّها ستتخذ الخطوات اللازمة إذا عرفت أنّ هناك من يعبث بأشجار الجبال والغابات. كذلك يعد خوجياني بفتح تحقيق في القضية لمعرفة إذا ما كانت الجماعات المسلحة كتنظيم "داعش" أو غيره من الجهات التي تعمد إلى قطع أشجار الإقليم وتتاجر بها.
اقرأ أيضاً: تلاميذ في العراء.. عام دراسي صعب في أفغانستان
لطالما كان للتجار المحليين والإقليميين، خصوصاً من باكستان، يد طولى في قطع أشجار جبال أفغانستان وغاباتها، لا سيما في شرق البلاد وجنوبها. الجماعات المسلحة هي الأخرى ساهمت في تدمير جمال الطبيعة، ليزداد الأمر سوءاً في شرق أفغانستان بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى إقليم ننجرهار شرق البلاد بالقرب من الحدود الباكستانية وإنشاء مراكز له هناك.
تؤكد مصادر قبلية أنّ مسلحي "داعش" يقطعون أشجار الجبال والغابات الحدودية وفق عملية ممنهجة، لينقلوها بعد ذلك عبر الشاحنات والخيل إلى باكستان، ما أدى إلى إثارة حفيظة القبائل التي تؤكد صمت الحكومة المركزية المطبق. يقول الزعيم القبلي في مديرية أتشين التي تعد أهم مراكز "داعش" في شرق أفغانستان ملك كميل خان، إنّ مسلحي التنظيم - ومعظمهم أجانب - يقطعون أشجار الجبال المحيطة بالمديرية، والتي حافظت عليها القبائل طوال أجيال على الرغم من ضعف وضعها الاقتصادي وحاجتها إليها في أغراض مختلفة.
ويضيف أنّ المسلحين يستخدمون أدوات ومناشير حديدية متطورة ومولدات كهربائية لقطع الأشجار، من ثم ينقلونها على الخيل وفي الشاحنات إلى الأسواق في الجانب الثاني من الحدود.
بدوره، يؤكد الزعيم القبلي الآخر من منطقة هسكه مينه في المديرية نفسها ملك عبد الستار أنّ المسلحين يستعينون بالسكان المحليين في قطع الأشجار ونقلها وبيعها. ويضيف أنّهم في كثير من الأحيان يبيعونها إلى التجار المحليين في الجبال بعد قطعها، ثم ينقل هؤلاء الخشب إلى باكستان ليبيعوه بأسعار باهظة.
يؤكد عبد الستّار أنّ القبائل مستاءة إزاء تدمير ما تعتبره تراثاً ثميناً، حافظت عليه طوال عهود. لكنّه يشير إلى أنّها لن تفعل شيئاً بمفردها "إزاء جماعات مارست جميع أنواع العنف مع أبنائها". في كلام عبد الستار إشارة إلى تفجير التنظيم منازل القبائل وذبح وقتل زعمائها. يتابع أنّ القبائل تبذل جهوداً للحفاظ على جبالها، فاجتمعت مرات عدة ووافقت على تشكيل فرق مسلحة ضد كل من يعبث بالأملاك العامة سواء عبر قطع أشجار الجبال أو اغتصاب الأراضي. كلّ ذلك فشل على الرغم من التضحيات التي قدمتها تلك الفرق.
في المقابل، يروي السكان المحليون حقائق مغايرة. يقول هؤلاء إنّ معظم زعماء القبائل متورطون في القضية، وإنهم يأخذون نصيبهم من الجماعات المسلحة والتجار. يقول صفدر خان؛ وهو أحد سكان مديرية هسكه مينه، إنّ الجماعات المسلحة لا يمكنها أن تقطع الأشجار لولا دعم القبائل وزعمائها. يؤكد أنّ الزعماء كلهم شركاء في عملية قطع الأشجار الممنهجة. يرفض كميل خان ذلك بدوره، ويعتبره تهمة لا أساس لها من الصحة.
ليس الزعماء القبليون وحدهم المتهمين بالتورط في الجناية والتعاون مع الجماعات المسلحة فيها، بل المسؤولون في الحكومة أيضاً، خصوصاً من هم في دوائر الحكم المحلي. يشير عبد الرب، وهو أحد سكان منطقة نازيان، إلى أنّ مشاركة زعماء القبائل ومسؤولي الحكومة المحلية في قطع الأشجار ليست خافية على أحد.
كذلك، يرفض المسؤولون في الحكومة مثل هذا الادعاء جملة وتفصيلاً، ويشددون على أنهم عاجزون عن التصدي لهذه الظاهرة بسبب ضعف الوسائل وقوة المسلحين. يقول المسؤول في الحكومة المحلية في مديرية هسكه مينه، حسن خان، إنّ المسلحين كانوا يقطعون أشجار الجبال منذ سنوات، لكنّ تنظيم "داعش" يقوم بذلك بطريقة ممنهجة. يتابع أنّ الحكومة مصممة على الوقوف في وجه هذه الجريمة لكنّها عاجزة بسبب انشغالها بالملف الأمني، والذي يتقدم كلّ الملفات الأخرى. يضيف خان أنّ ثمة جهات ليس لديها من همّ سوى اتهام المسؤولين وإثبات تورطهم في كل ما تواجهه البلاد من مشاكل وأزمات: "هذا أمر خطير للغاية، ففي الوقت الذي يقف فيه المسؤولون في وجه الجماعات المسلحة تتهمهم جماعات مغرضة بمثل هذه الاتهامات".
الجدير بالذكر أيضاً موقف الحكومة المحلية في إقليم ننجرهار، فالمتحدث باسمها عطاء الله خوجياني يشير إلى عدم وجود أيّ تقرير لديها في هذا الشأن. ويؤكد أنّها ستتخذ الخطوات اللازمة إذا عرفت أنّ هناك من يعبث بأشجار الجبال والغابات. كذلك يعد خوجياني بفتح تحقيق في القضية لمعرفة إذا ما كانت الجماعات المسلحة كتنظيم "داعش" أو غيره من الجهات التي تعمد إلى قطع أشجار الإقليم وتتاجر بها.
اقرأ أيضاً: تلاميذ في العراء.. عام دراسي صعب في أفغانستان