"خمسة ونص": ليس هذا هو الواقع
ربيع فران
ربيع فران
صحافي وناقد فني لبناني. من فريق صحيفة موقع العربي الجديد قسم المنوعات.
مباشر
من المتعارف عليه، في صناعة الدراما التقليدية، أن يقوم السيناريو على أحداث مركبة، وأخرى بسيطة، تتكامل مع بعضها لتشكّل ما يعرف بالحبكة.
لكنّ نظرة سريعة على الأعمال التي تعرض حالياً، تكشف أن قسماً كبيراً منها، لم يعد يلتزم بهذه القاعدة. وهو ما يضعف النصوص ويربك الأعمال، وذلك نتيجة غياب كُتّاب سيناريو محترفين، إلى جانب قلة خبرة شركات الإنتاج التي تركّز على تسويق أعمالها في الصراع الرمضاني، بدل التركيز على تقديم محتوى جيّد، ومتماسك طيلة 30 حلقة.
على سبيل المثال تقوم أغلب مسلسلات هذه السنة في لبنان وسورية على وجه الخصوص، باختيار خلطة مشتركة: الجمع بين وسامة البطل والبطلة والقليل من "الأكشن". وتظهر هذه الخلطة بشكل واضح في مسلسل "خمسة ونص"، إذ يبدو واضحاً أن كاتبة السيناريو إيمان السعيد لا تراعي قاعدة الصراع الضرورية لأي نص درامي. فالصراع يعتبر بمثابة العمود الفقري في البناء الدرامي. وهو ما لا نجده في المسلسل، إذ منذ الحلقة الأولى ضاعت في شرح تفاصيل وأسباب الصراع من دون الغوص في ارتداداته وتأثيره على التصاعد الدرامي.
الحبكة.
هكذا تابعنا قصة غمار الغانم (قصي خولي) القادم من سورية إلى لبنان، بعد سنوات طويلة للانتقام من والده الذي كان سبباً في قتل والدته. نكتشف تدريجياً أن غمار قام بقتل شقيقه رغيد في حادث سير انتقاماً. يعلم الأب غانم الغانم (رفيق علي أحمد) بكل هذه التفاصيل، لكنه يتجاهلها لعدم رغبته بخسارة ابنه الوحيد للحفاظ على الإرث السياسي للعائلة.
وفي لحظة غضب، يقوم الأب بإقصاء ابنه عن الترشح للانتخابات النيابية بسبب اكتشافه توقيع هذا الأخير اتفاقاً تجارياً لمشروع فاسد. تناقض منفّر بين مسامحة الأب قتل ابنه لأخيه الأصغر، وبين غضبه عليه لعقده اتفاقية فاسدة.
اقــرأ أيضاً
مبالغات لامنطقية
ثم سرعان ما تتوالى الأحداث التي تكشف ضعف الحبكة وسقوطها في مغالطات منافية للواقع الذي يدّعي العمل تمثيله وتجسديه. بداية، من المفترض أن أحداث العمل تدور في لبنان، وأنّ الطبيبة بيان نجم الدين (نادين نجيم) صنعت لنفسها مسيرة مهنية ناجحة كطبيبة أمراض سرطانية. فجأة تقع في غرام الزعيم (قصي خولي) فتستسلم لحبه وتترك عملها. هكذا تتصدر صورة التقطتها كاميرات المصورين لهما، سرّاً، مانشيتات الصحف اللبنانية، وهو ما لا يحصل إطلاقاً في لبنان، بل تنشر هذه بالكاد في المجلات الفنية وصفحات المجتمع.
تنتهي السرية التي تحيط بالعلاقة ليفاجئ غمار، حبيبته بيان بزفاف أسطوري، يشبه عالم الأساطير والأميرات، التي تبتعد بدورها عن ما يحصل في الحياة العادية: تحايل على الواقع، في قالب ممجوج، بعيد جداً عن المكان والزمان المفترضين لبناء سياق درامي متجانس. وطبعاً لا مجال للسؤال عن مرضى الدكتورة بيان بعد زواجها المفاجئ، كيف تركت كل هؤلاء وغادرت المستشفى.
الواقع المتخيّل
هذه التفاصيل "الخيالية" تمتدّ لتصل إلى المهرجانات الانتخابية، وتهافت "الباباراتزي" على تصوير الدكتورة بيان وتفاصيل وجهها. بل غالباً ما تتجاهل الصحف والتلفزيونات تفاصيل الحياة الشخصية للسياسيين، في ظل الانقسام السياسي الحاد منذ عقد ونصف في البلاد.
مشاهد بهلوانية، ومحاولة شاقة لاستخراج حكاية مثيرة كانت تملك كل مقومات النجاح في البداية. لكن متابعة المسلسل تصيب المشاهد بالملل، فيلاحظ سريعاً انفصال الأحداث عن الواقع، وتنكشف الأوراق سريعاً، فيذبل التشويق الذي رافق الحلقات الأولى.
على سبيل المثال تقوم أغلب مسلسلات هذه السنة في لبنان وسورية على وجه الخصوص، باختيار خلطة مشتركة: الجمع بين وسامة البطل والبطلة والقليل من "الأكشن". وتظهر هذه الخلطة بشكل واضح في مسلسل "خمسة ونص"، إذ يبدو واضحاً أن كاتبة السيناريو إيمان السعيد لا تراعي قاعدة الصراع الضرورية لأي نص درامي. فالصراع يعتبر بمثابة العمود الفقري في البناء الدرامي. وهو ما لا نجده في المسلسل، إذ منذ الحلقة الأولى ضاعت في شرح تفاصيل وأسباب الصراع من دون الغوص في ارتداداته وتأثيره على التصاعد الدرامي.
الحبكة.
هكذا تابعنا قصة غمار الغانم (قصي خولي) القادم من سورية إلى لبنان، بعد سنوات طويلة للانتقام من والده الذي كان سبباً في قتل والدته. نكتشف تدريجياً أن غمار قام بقتل شقيقه رغيد في حادث سير انتقاماً. يعلم الأب غانم الغانم (رفيق علي أحمد) بكل هذه التفاصيل، لكنه يتجاهلها لعدم رغبته بخسارة ابنه الوحيد للحفاظ على الإرث السياسي للعائلة.
وفي لحظة غضب، يقوم الأب بإقصاء ابنه عن الترشح للانتخابات النيابية بسبب اكتشافه توقيع هذا الأخير اتفاقاً تجارياً لمشروع فاسد. تناقض منفّر بين مسامحة الأب قتل ابنه لأخيه الأصغر، وبين غضبه عليه لعقده اتفاقية فاسدة.
مبالغات لامنطقية
ثم سرعان ما تتوالى الأحداث التي تكشف ضعف الحبكة وسقوطها في مغالطات منافية للواقع الذي يدّعي العمل تمثيله وتجسديه. بداية، من المفترض أن أحداث العمل تدور في لبنان، وأنّ الطبيبة بيان نجم الدين (نادين نجيم) صنعت لنفسها مسيرة مهنية ناجحة كطبيبة أمراض سرطانية. فجأة تقع في غرام الزعيم (قصي خولي) فتستسلم لحبه وتترك عملها. هكذا تتصدر صورة التقطتها كاميرات المصورين لهما، سرّاً، مانشيتات الصحف اللبنانية، وهو ما لا يحصل إطلاقاً في لبنان، بل تنشر هذه بالكاد في المجلات الفنية وصفحات المجتمع.
تنتهي السرية التي تحيط بالعلاقة ليفاجئ غمار، حبيبته بيان بزفاف أسطوري، يشبه عالم الأساطير والأميرات، التي تبتعد بدورها عن ما يحصل في الحياة العادية: تحايل على الواقع، في قالب ممجوج، بعيد جداً عن المكان والزمان المفترضين لبناء سياق درامي متجانس. وطبعاً لا مجال للسؤال عن مرضى الدكتورة بيان بعد زواجها المفاجئ، كيف تركت كل هؤلاء وغادرت المستشفى.
الواقع المتخيّل
هذه التفاصيل "الخيالية" تمتدّ لتصل إلى المهرجانات الانتخابية، وتهافت "الباباراتزي" على تصوير الدكتورة بيان وتفاصيل وجهها. بل غالباً ما تتجاهل الصحف والتلفزيونات تفاصيل الحياة الشخصية للسياسيين، في ظل الانقسام السياسي الحاد منذ عقد ونصف في البلاد.
مشاهد بهلوانية، ومحاولة شاقة لاستخراج حكاية مثيرة كانت تملك كل مقومات النجاح في البداية. لكن متابعة المسلسل تصيب المشاهد بالملل، فيلاحظ سريعاً انفصال الأحداث عن الواقع، وتنكشف الأوراق سريعاً، فيذبل التشويق الذي رافق الحلقات الأولى.
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات