"خمسة قهقهة": سخرية تطمح للعالمية

26 مايو 2015
+ الخط -
بهدف التغلّب على الواقع الصعب في غزة، أنشأ أربعة شباب فلسطينيين موقعاً لنشر المواد الساخرة والمضحكة، أطلقوا عليه اسم "خمسة قهقهة" (5qhqh).

يُشبه الموقع في تصميمه الخارجي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ويمكن لأعضائه المشاركة بمنشوراتهم الساخرة، والتي تجسد الواقع العربي في مختلف المجالات. ويقول صاحب فكرة الموقع، محمد أبو الوليد لـ "العربي الجديد"، إنّ الموقع يعد الأول من نوعه، ويحاكي الموقع الأجنبي الأكثر شهرة Nine GaG، المتخصص في الترفيه، والذي يزوره مئات آلاف المشتركين يومياً، مشيراً إلى أن تطلعهم هو أن يكون موقعهم، الموقع العربي الأول في هذا المجال.

ويشير أبو الوليد إلى أنّ "الصراعات في المنطقة العربية عموماً، والواقع الصعب في فلسطين خصوصاً دفع باتجاه تطبيق الفكرة"، ويضيف: "واقعنا ملهم جداً للسخرية والضحك على كل الأحداث (..) اخترنا السخرية تحديداً لأنها الأقرب للناس، إضافة إلى أنها يمكن أن تمنح الناس مساحة من الفرح، والهرب من الضيق والكدر".

ويوضح أنّ الفريق قام بعد بلورة الفكرة بالتواصل مع مؤسسة gaza sky geeks التي تُعنى برعاية الشركات الناشئة، فقامت باحتضان الفكرة حتى تم تطبيقها على أرض الواقع عبر إطلاق الموقع، الذي زاره ما يزيد على مائة ألف زائر في الأيام الأولى لإطلاقه.

إقرأ أيضاً: الإعلام التونسي يفتح ملف المثلية الجنسية

من ناحيته، يشير المصمم محمود طافش إلى أنّ الفريق اعتمد على البساطة والألوان الزاهية والمفرحة في تصميم الموقع الذي يعنى بالدرجة الأولى بالترفيه عن الناس، موضحاً أنّ الموقع يعتمد بشكل رئيسي على إضافة "الكومكس" والفيديوهات الهزلية. ويضيف طافش لـ "العربي الجديد": "حاولنا الاقتراب كثيراً من تصميم موقع Nine GaG العالمي، لكن تركيزنا موجه للمتابع العربي، خاصة في ظل الأزمات والحروب والأجواء غير المستقرة التي تمر بها البلدان العربية".

ويوضح مصمم الموقع أنّ الفريق أجرى العديد من التعديلات على التصميم حتى وصل إلى شكله النهائي، وأنه يحاول مجاراة التقدم في متابعة وتطوير الموقع ما يساهم بشكل كبير في نجاحه وزيادة الإقبال عليه.


أما مدير شركة "خمسة قهقهة" ومسوق الموقع محمد قاسم، فيقول لـ "العربي الجديد"، إنّ فكرة الموقع شاركت في مسابقة "تحدي غزة" وحازت على الإعجاب والترحيب في المرحلة الأولى، آملاً أن يتم تحقيق طموحات الفريق بأن يصبح الموقع هو الأول عربياً، خاصة في ظل انعدام المنافسين.

ويشير إلى أنّ "نواة الفريق مكونة من أربعة أشخاص، وهم بالإضافة إليه صاحب الفكرة، والمبرمجان محمود طافش وأحمد عاشور أكبرهم من مواليد 1990، عاشوا جميعاً ثلاث حروب، لكنهم أصروا على تصدير الضحك للعالم العربي، إيماناً منهم بضرورة مواجهة صعوبات الحياة".

إقرأ أيضاً: شباب غزة يحتلون المشهد الإعلامي

ويوضح قاسم أن تسويق الفكرة سهل في ظل الحاجة الماسة لمثل هذه المواقع، ويضيف: "هناك مليار و300 ألف متصفح على موقع فيسبوك، قالوا إنهم مهتمون بالتسلية، ومن الجيد استغلال هذا العدد، والعمل عليه في إنجاح الفكرة وتطويرها".

أما في ما يتعلق برمزية هذه الخطوة الصادرة من قطاع غزة المحاصر، والذي يعاني أعلى نسب الفقر والبطالة، فيقول: "لدينا متسع من الفرح والأمل والضحك، رغم كل المعيقات والصعوبات، علينا أن نسخر من الواقع، وأن نضحك عليه، فالحياة أكبر من النكد".