"خليك متعلّق كده"
(1)
"حسبي الله ونعم الوكيل، نجّانا الله من ظلمكم"، هكذا صرخ داخل قاعة المحكمة، أحمد ممدوح، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، قبل أن يحاول خلع ملابسه أمام هيئة المحكمة، ليُري قضاتها آثار التعذيب التي يتعرض له في سجن العزولي العسكري سيئ السمعة. على الفور انقض عليه حرس المحكمة الأشاوس، ليمنعوه من خلع ملابسه، فأخذ يصرخ حاكيا للقضاة عن صنوف التعذيب التي تعرّض لها، والتي كان أبشعها إجباره على أكل برازه، فضلاً عن التعذيب المعتاد من ضرب بالكرابيج وصعق بالكهرباء، وهيئة المحكمة الشامخة، برئاسة الشامخ حسن فريد، لم تتوقف عند أيٍّ مما قاله المتهم، ولم تسع إلى التحقق منه، ولم يدفعها الفضول حتى إلى أن ترى آثار التعذيب التي يتحدث عنها، فقط توقفت عند عبارة (حسبي الله ونعم الوكيل)، فاعتبرتها إهانة للمحكمة، وأصدرت حكما فورياً عليه بالحبس ثلاث سنوات، ليبدأ دفاع المتهم محاولات مستميتة لإقناع القاضي الشامخ، بإلغاء ظلمه الجديد، والاكتفاء بالظلم القديم.
حين كان "البوست" الذي يروي وقائع هذه المظلمة المحزنة يجوب بعض صفحات "فيسبوك" القليلة، كانت تلك المدام الفاضلة تضع "بوستاً" جديداً عن فوائد الكركم والزبادي للبشرة، قبل أن تكتب ردوداً لطيفة على التعليقات التي جاءتها حول فيديو بعنوان (هطول غريب للأمطار في مصراتة)، نشرته مسبوقا بعبارة (هو ده حقيقي؟)، ثم تختم يومها على الفضاء الإفتراضي، بمشاركة فيديو عن وصفة جديدة لصنع التشيز كيك، وتغادر "فيسبوك" لكي تستعد لمغادرة المنزل مع زوجها في مشوار عائلي، ولم تكن ستصدق وقتها، لو قال لها أحد إنها، في اليوم التالي، ستستخدم "فيسبوك"، في غير غرضه المعتاد لها، حيث ستنشر شكوى مريرة عن ضابط شرطة، قام بالاعتداء على زوجها بالسب والإهانة، لمجرد أنه سأله بأدب لماذا أخذ مخالفة مرور له. وحين شاركت زوجها في الاعتراض، أمسك الضابط بيدها "بكل وقاحة"، طبقا لوصفها، قبل أن يسبها بأقذع الألفاظ، ويهدد زوجها بالحبس، قائلا بتحدٍّ: "هاحبسهولك وهاطلعه من السجن وقت ما أحب". وعلى الرغم من صدمتها الشديدة مما حدث، إلا أن المدام الفاشلة حرصت على أن تمارس في شكواها أقصى درجات ضبط النفس، فتكتب: "خسارة كل مجهوداتك، يا سيادة وزير الداخلية، التي تبذلها لتصليح صورة القانون والشرطة لما فيه واحد مثل هذا الضابط بيشوه اللي بتعمله"، ولأن كرامتها نقحت عليها فجأة، فشعرت أن ما شهدته مخيف للغاية، ويستحق درجة أكبر من الانفعال، قرّرت أن تختم شكواها المريرة بتهديد منضبط، قالت فيه "لو ما أخدتش حقي، أنا وزوجي، فعلا يبقى ما فيش فايدة، وكل اللي بسمعه، للأسف للأسف، حقيقي".
للأسف، مدامات وآنسات ورجال بشنبات كثيرون وكثيرات في مصر يشاركون تلك السيدة الفاضلة، في احتياجهم إلى أن ينزل على أقفيتهم كف ضابط، أو يدخل في مؤخراتهم إصبع أمين شرطة، لكي يصدقوا أن هناك في مصر آلاف المظلومين الذين يمكن أن يضيع مستقبلهم، على أيدي ضباط شرطة وجيش فاقدي الآدمية، يعتبر بعضهم أن من المسلّي إجبار سجين على أكل الخراء، لا لشيء سوى تأكدهم أن ذلك السجين لن يجد من يبكي عليه، لمجرد أنه متهم بالإرهاب، حتى لو لم تكن التهمة ثبتت عليه، وحتى لو تشجع صحفي أو كاتب رأي، وقرر أن يكتب عن مظلمته، هو وأمثاله، سيضطر لأن يستبق نشر تلك المظلمة بسطور طويلة عريضة، تؤكد للقراء أنه ليس إخوانيا "ولا بيحترمهم"، لكن كل تلك السطور الاعتذارية لن تنفعه للأسف، وسيقضي أغلب يومه في الرد على الاتهامات التي تنهال عليه، فضلاً عن طمأنة زوجته وحماته وأمه وأقارب أبيه في البلد، بأنه لن يصيبه أذى، لأنه ارتكب جريمة الدفاع عن حق إنسان في ألا يأكل برازه، وأن يعامل بإنسانية واحترام، أياً كانت التهمة الموجهة له.
(2)
في الوقت نفسه، كان المعتقل إسلام خليل، المسجون في مبنى الأمن الوطني في طنطا، أسعد حظاً من المتهم أحمد ممدوح، نزيل سجن العزولي، لم يجبره الضباط طيبو القلب على أكل برازه، لكنهم رموه موثق اليدين والقدمين معصوب العينين في زنزانة انفرادية، بعد حفلات من الضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء، استمرت أياماً، لم ينجح في معرفة عددها، لأنه كان مشغولاً، طوال الوقت، بالصراخ والتألم والبكاء والخوف. أهله في الخارج، وحدهم، كانوا يعرفون أنه مختف في سجن ما منذ 122 يوما، بعد أن تم القبض عليه هو وأبوه وشقيقه، لسبب غير معلوم، قبل إطلاق سراحهما، ويختفي هو في ظروف غامضة، ويفشلوا في العثور على أي إفادة رسمية بمصيره أو مكان سجنه، قبل أن يظهر بعد أربعة أشهر فجأة في نيابة شرق إسكندرية، التي تمكن فيها، بفضل ولاد الحلال، أن يبعث إلى أهله، ويخبرهم أنه سيتم ترحيله إلى سجن كرموز، وحين رآه أهله في طرقات النيابة في أثناء ترحيله، لم يصدقوا أن الشبح المتهدم الذي رأوه، هو ابنهم البالغ 26 عاما، والذي كان قبل أشهر يمتلئ صحة وعافية وبهجة.
"قعّدوني على الأرض وفكّوا رباط إيديّا من ورا ضهري، وربطوا إيديّا قدامي، وبعدها ربطوا رجليّا في بعضهم، وحطّوا حديدة بين إيديّا ورجليّا، وربطوهم فيها، وبعدها خبطوني بالرجل في صدري، وقعت على الأرض، وربطوا الحديدة تقريبا بجنزير حديد، وابتدوا يرفعوها وأنا معاها، لحد ما بقيت متعلق زي الدبيحة، بدأ الضغط عندي يعلى ونفسي يضيق، قلت لهم نزلوني أنا تعبان جداً، وممكن أموت بالشكل ده، واحد منهم مسكني من شعري، وقالي لما تقولنا كل حاجة يا (وصلة شتيمة طويلة بالأب والأم)، قلت له والله ما أعرف حاجة، ولا أعرف إيه اللي انتو بتسألوني عليه من أول يوم جيت فيه هنا، قالي خلاص خليك متعلق كده، ولما تفتكر ابقى نادي علينا، ولو ما افتكرتش الباشا هيجيلك كمان شوية يخليك تفتكر، طلعوا من الأودة وسابوني بالشكل ده، ابتدا النفس يضيق في صدري وضغطي يعلا جامد، كل اللي كنت بافكر فيه في الوقت ده هو سؤال واحد، ليه بيعملوا معايا كده؟، أنا ما اعرفش أي حاجة من اللي هم بيقولوا عليه، ده حتى بيقولوا لي إنت اسمك مش إسلام خليل، إنت ليك اسم تاني، عقلي مش قادر يستوعب أي حاجة خالص من اللي بيحصلّي من أول يوم، قطع تفكيري صوت عجوز تقريبا حد من اللي شغالين هناك، بيقولي جنب ودني بصوت واطي: اتشاهد يابني، اتشاهد وادعي ربنا، ربنا يكون في عونك".
(3)
بفضل أخيه، وبفضل بعض أولاد الحلال من أمثال المتعاطف الهامس، خرجت شهادة إسلام خليل خارج أسوار السجن، فأحيت آمال عشرات الأسر التي كادت تفقد الأمل في مجرد معرفة أن أولادهم على قيد الحياة، حتى لو كانوا يتعرّضون للتعذيب والتنكيل. للأسف، لن يدفع إسلام خليل وحده ثمن تسريب شهادته لأخيه، سيدفع ثمن ذلك أيضا أفراد أسرته الذين ربما تم حرمانهم من زيارته فترة طويلة، قبل أن يتألموا لرؤية آثار التعذيب عليه في الزيارة المقبلة، كما حدث ويحدث لكثيرين من الذين تجرأوا على الإدلاء بشهاداتهم، عمّا تعرضوا له من تعذيب وتنكيل في سجون عبد الفتاح السيسي. لكن، بالطبع لن يدفع الثمن أبداً، كل الضباط والأمناء والعساكر الذين أخفوه قسرياً وتعذيبه وإهانته وتهديده بالإنتهاك الجنسي. أولاً، في مبنى أمن الدولة في طنطا، ثم في معسكر قوات الأمن المركزي في طنطا، ثم في مبنى أمن الدولة في لاظوغلي الذي يصفه في شهادته قائلا "ده أوحش مكان على وجه الكرة الأرضية، مستحيل اللي يكون هناك بني آدمين، هناك ما بتشوفش غير السواد لأن عينيك متغمية وإيديك متكلبشة ومش بتسمع غير آهات اللي معاك في العنبر، ومنهم ناس سنها كبير، ومنهم أطفال عمرها ما يجبش الستاشر سنة.. كان في حوالي 100 شخص كلنا مختفين من فترات، وأهالينا ما يعرفوش عننا حاجة.. كل شوية ييجوا ياخدوا حد للتحقيقات، يرجع ما نسمعش منه غير الآهات، لو قعدت أعد لك عدد المرات اللي اتعذبت فيها مش هاعرف. بجد والله ما هاعرف، بص هو أنا اتكهربت كتير، واتعلقت مرتين من إيديه، وهما مربوطين ورا ضهري، واتعلقت من رجلي كتير، وكلبشوا إيديه في العمود مرة، خلوني واقف أربع أيام من غير أكل ولا شرب ولا حمام لحد ما أغمى عليه، هددوني بالانتهاك الجنسي بس ما حصلش، بس فيه ناس حصل معاها كده جوه، وهدّدوني أكتر من مرة بالأسرة في البيت، كل يوم ييجوا الصبح يحطوا في إيدك رغيف عليه شوية فول عشان تاكله، مافيش حاجة اسمها مضرب عن الطعام، يقولك هاقتلك وارمي جثتك في أي مقلب زبالة، إنت عارف في مرة كانوا بيحققوا معايا، وضابط قالي هاقتلك وألف جثتك في بطانية وأرميك في الصحرا، قام ضابط تاني رادد عليه، قاله لا إنت كده هتعمل منه بطل، اديله حقنتين مورفين، وارميه في الشارع، يا إما يموت يا إما يعيش بقية حياته مدمن".
(4)
لم تنجح صنوف البطش والتنكيل في أن تقضي على إنسانية إسلام خليل. لذلك، انشغل خلال أول زيارة التقى فيها بأخيه، بإملاء أسماء ضحايا كثيرين، التقى بهم في فترة اختفائه القسري على أخيه، لعله يطمئن أهاليهم الذين لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم، كان من بين هؤلاء سهيل عادل (16 عاماً) الذي ظل يعاني داخل السجن من آلام النزيف، من دون أن يجد من يتدخل لإسعافه، كان منهم أيضا: أحمد الرفاعي من المنوفية، وعمر بطيخ، ومحمد رمضان الصغير وعمه الحاج مدحت الصغير والإثنان من قنا، الحاج عاطف فراج وإبنه يحيى من الدويقة، هؤلاء فقط من استطاع إسلام في محبسه معرفة أسمائهم، وكانوا جميعاً حين التقى بهم مختفين قسريا بين 40 يوما وشهرين، ومن يدري فربما كان إعلان اسم سهيل عادل سبباً في إفلاته من مصير المواطن السويسي، طارق خليل الذي لقي حتفه من جراء التعذيب، ولا يعرف أحد أين ذهب جسده الذي فارقته الحياة بعد ثلاثة أيام، ظل فيها ينزف دماً من فمه، وينادي طالباً أن يغيثه أحد من دون مجيب.
قبل أن تنتهي الزيارة، طمأن إسلام خليل أخاه على نفسه، لكنه ناشده أن يفعل كل ما يستطيعه للحديث عن مصير المعتقلين في "مقبرة لاظوغلي" التي قال عنها: "فيه ناس، هناك من مدة طويلة بتتعذب، وأهلهم ما يعرفوش عنهم حاجة، والناس بتموت عناك، وبرضو ما حدش بيعرف عنهم حاجة، العالم دي ما بتفهمش، وكل اللي قابضين عليهم هناك شباب عاديين.. العالم دي مخبولة في عقلها ومرضى نفسيين بيطلعوا مرضهم في المقبرة اللي هناك دي، اتكلموا عنهم لإنهم في وضع أسوأ من الموت، الموت أرحم من إنك تقعد في مكان زي ده لحظة واحدة أو حتى تعدي عليه".
للأسف، لم تجد شهادة إسلام خليل الاهتمام الذي يليق بها، فوسائل الصرف الصحفي والإع.. لامي، مشغولة، طوال الوقت، بإذاقة المصريين كل أصناف وألوان البراز الإعلامي والسياسي، الذي يتدفق من أفواه نجوم المرحلة، والكثيرون من جماهير هذه المجارير تخطوا مرحلة الرفض والضيق والزمزقة لما ومما يتم تقديمه لهم، وأصبحوا للأسف "كييفة"، يتفنون في جلب الملاعق كل يوم وليلة، ليذيقوا بعضهم ما ينهال عليهم من فضلات الصحف وروث التلفزيونات، وأصبحت مهمة الذي يحاول تنبيه الناس إلى الظلم والقمع ثقيلة على النفس والوجدان، ليس فقط لأنه سيتعرض للتخوين والشتائم، بل لأنه سيجد تجاهلاً محزناً، لن يجده إذا نشر أحدث فيديو ممتلئ بالشتائم، أو آخر تصريح منحط لكلاب النظام العضاضة. وفي العادة، لا يعتقد من ينشغل بذلك، أن التعذيب والاختفاء القسري والظلم، أمور ستحدث له، بل يؤمن أنها تحدث فقط للذين يوردون أنفسهم موارد التهلكة، وبعض هؤلاء يعتبر نفسه "أنضف" حالاً، لأن تطنيشه الظلم وتجاهله له كأنه لم يكن يعتبر أخف وطأة من تبريره ومدحه، معتقداً أن اكتفاءه بمصمصة الشفاه والدعاء لمصر بالخير والسلامة، سيجنبه من أن يقع عليه الظلم بغتة، ليكتب ذات يوم عبارة تلك المدام: "لو ما أخذتش حقي، يبقى للأسف كل اللي باسمعه حقيقي".
(5)
في عام 2013، وقبيل أن يصبح شعار (أحسن ما نبقى زي سورية والعراق) الشعار الرسمي لجمهورية السيسي، نشر الروائي العراقي سلام عبود رواية قصيرة عن مصر بعنوان (إعلان سياحي عن أم الدنيا)، تحدث، في أحد مواضعها، عن ظاهرة استئناس الشر التي رآها تعم مصر خلال زيارته لها، بشكل ذكّره بما كان يجري في العراق أيام صدام حسين، حيث ظلت السلطات ترغم عوائل قتلى الحرب العراقية الإيرانية على عدم إظهار أدنى مشاعر الحزن، ليكتب هذه الفقرة المقبضة والكاشفة: "ربما يكون من المبكر، الآن، الظن أن مصر وصلت، فعلاً، إلى مرحلة استئناس الأخطاء والأخطار وتدجينها، كما تدجّن الحيوانات البرية. لكن، على النقد أن لا يقع في فخ تأمل مسيرة الشر، وأن لا يكتفي بعرض الأخطار، بل عليه أن يذهب إلى أبعد من هذا، ولا بأس من أن يمد رجله لـكعبلة الشر وعرقلة اندفاعه، لأن الشر مخلوق عجول، ميت الضمير، واثق الخطى دائماً، لا تسهل عملية اللحاق به".
للأسف، لم يعد كلام سلام عبود مبكراً على الإطلاق، فقد وقعت مصر بالفعل في مرحلة استئناس الشر، حين سكت الملايين عقب مذبحة المنصة وما تلاها على كل ما جرى لأنصار الإخوان المسلمين. وقتها، كان المثقفون من هؤلاء فضلاً عن البسطاء، يسعون إلى إخراس القلة التي تحاول كعبلة الشر، وتسعى إلى تنبيه الجميع إلى خطورة تلك المذابح والانتهاكات. وللأسف، حين توسعت الانتهاكات الشريرة لتطال معارضي الإخوان، ثم امتدت إلى عموم المواطنين المصريين، لا زال مثقفون ومسيّسون كثيرون يصرّون على أن تظل معارضتهم للظلم جزئية، تخص أحبابهم والمقربين منهم ومن أفكارهم، ليظل مجرد وصول صرخات المقموعين إلى مسامع أكبر عدد من الناس، مرتبطاً بقدرتهم على إثبات أنهم ليسوا منتمين إلى تيارات الشعارات الإسلامية، ليكون لهم وقتها الحظ في الحصول على بعض التعاطف الذي قد يحسن ظروف خطفهم، وقد لا يجدي شيئا أيضاً. وللأسف، حتى يزيد عدد الذين يرفضون الظلم، لأنه ظلم، وليس لأنه يقع عليهم، أو على من يهمهم أمره، سيواصل الشر سطوته الكئيبة على مصر، ولا أظن تلك السطوة ستخف أو ستزول، إلا حين يطلب الناس العدالة والكرامة، لمعارضيهم قبل أنصارهم، ماذا وإلا، فلينتظر كل منهم دوره على عمود التعذيب، الذي لم يعد أحد غير مسنود، بمأمن من أن يظل معلقا عليه.