ويقوم التحدي الذي بدأ يغزو شبكات التواصل الإجتماعي في تونس على نشر صور شخصية تعبر عن السعادة والفرح في محاولة لرفع المعنويات وتجاوز الصور السلبية المحبطة منذ بدء أزمة كورونا، تحت شعار: "خليك إيجابي معاً نبعد عنا وعنكم الوباء، معاً نجتاز الأزمة".
وحظي هذا التحدي بقبول شريحة لا بأس بها من التونسيين، ممن وجدوا في هذه الخطوة، وعلى الرغم من بساطتها، طريقة للمضي قدماً، وكسر الروتين والقلق الذي زاد حدة منذ بدء انتشار الوباء.
وتقول الثلاثينية سهير، وهي موظفة تعمل في العاصمة تونس لـ "العربي الجديد"، إنها قبلت المشاركة في هذا التحدي لأنه يعبر عن التفاؤل ويدعو إلى الفرحة والتي نحتاجها بشدة ويحتاجها كل فرد في أي مكان من العالم، خصوصاً خلال هذه الفترة العصيبة.
وتبين سهير أنّ الأخبار السيئة التي أصبحت تملأ حياتنا، ونجدها في مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، تزيد من التوتر والقلق واليأس وبالتالي يجب تغيير هذا اليأس والصورة القاتمة والسلبية بأخرى مشرقة، حتى لو بعبارات بسيطة وصور مبهجة من الحياة.
وترى فرح، وهي طالبة، أنّ طول فترة الحجر الصحي وبقاء التونسيين في البيوت من دون إيجاد وسائل تسلية أو أعمال ينجزونها ويكسرون بها الروتين اليومي دفعهم إلى البحث عن بديل. تضيف لـ "العربي الجدد" أن الوقت حان للبحث عن وسائل نغير بها هذا الوضع ونقاوم الأزمة، من خلال فيلم مضحك ومسرحية هزلية وبرنامج مسل وحتى تدوينة تحث على التفاؤل وتبعث بصيص أمل، مبينة أن تحدي "خليك إيجابي" أعجبها وقبلته لأنه يعتبر مساهمة صغيرة لنشر القليل من الأمل وسط العتمة والأخبار السلبية، لافتة إلى أنها مستعدة لقبول أي تحدٍّ أو مبادرة مستقبلاً تهدف إلى تغيير الواقع.
من جهته، يؤكد أستاذ علم الاجتماع عبد الستار السحباني، أن الإنسان يعيش فراغاً وحيرة وليس لديه أي وسيلة لملء ذلك الفراغ أو إجابة حول موعد انتهاء الأزمة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتشبث بأي بادرة أو تحد يرى أنه قد يبعده عن هذا القلق أوالروتين. يضيف أن التونسي انتهى من مرحلة تخزين المواد الغذائية والبحث عن المؤونة ووضعها في بيته إلى مرحلة جديدة يبحث من خلالها عن بديل وأشياء جديدة.
يضيف السحباني لـ "العربي الجديد" أنّ التحدي لن يحل الأزمة، ولكنه وسيلة للتعبير والتخلص من الهوس، مشيراً إلى أنّ التونسي في حيرة والخطاب الرسمي غير مطمئن. كما أن العديد من وسائل الإعلام تبعث رسائل محبطة، وبالتالي لا بد من تغيير الرسائل واعداد برامج ترفيهية وأخرى إيجابية، مؤكداً أن مثل هذه التحديات والمبادرات النبيلة مهمة، لكنها تبقى غير كافية ولا بد من خطوات أكبر.
ويبين أنّ الأهم من هذه الحملة هو تغيير خطاب العديد من وسائل الإعلام سواء الخاصة والحكومية، لبعث التفاؤل والحد من الإحباط في نفوس التونسيين، موضحاً أنّ التحذيرات والكم الهائل من الأخبار السيئة عن كورونا تبث رسائل سلبية.
ويلفت إلى أنّ الأطفال يحتاجون إلى اللعب والإنسان لم يعتد القيود والحيرة والبقاء فترة طويلة في البيت. وبالتالي، حان الوقت للبحث عن بدائل، والتفكير في طريقة لإشراك التونسي أكثر حتى لا يبقى رهن أرقام مصابي كورونا والوفيات.