"#خريج_ايه_وشغال_ايه" ثورة غضب العاطلين في مصر

24 مايو 2016
(Getty)
+ الخط -



أثار تصاعد أزمة البطالة والعمل في مصر، غضب الشباب الذين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بالعمل في وظائف بعيدة عن تخصصهم أو تعليمهم، أو الهجرة للمجهول، فيما يختار عدد كبير البقاء معزولا في مجتمعه بلا عمل، منتظرا مستقبلا غير واضح.

وأمام تلك الحالة من الغضب التي تفجّرت خلال الأيام الماضية، بعد الكشف عن تشغيل هيئة النظافة بمحافظة الدقهلية والشرقية، لبعض خريجي كليات الهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية، كعمال نظافة، دشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسماً ساخراً حمل عنوان "#خريج_ايه_وشغال_ايه"، دخل ضمن قائمة الوسوم الأكثر تداولاً واستخداماً على "تويتر" مصر.

وحازت قصة أحد الشباب، الذي حصل على "ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية"، من جامعة الأزهر، ولم يفلح في الحصول على وظيفة، ولم يجد أمامه عملاً سوى الوقوف على كورنيش النيل بعربة ترمس ليحصل من دخلها على قوت يومه، على تفاعل كبير. فيما انتقد شباب غاضبون نظام التعليم الجامعي في مصر، مشيرين إلى أنه "لا يؤهل الخريج لاحتياجات السوق في العمل".

ودان مشاركون على الوسم، انتشار الواسطة والمحسوبية، واعتبروها عاملاً أساسياً في مشكلة البطالة، فالشخص المتمتع بالكفاءة في تخصصه لا يحصل على عمل في مجاله. وكتب محمد فكري، أحد المشاركين عبر الوسم، قصة فشله في عدم الحصول على وظيفة على الرغم من أنه خريج هندسة بترول، قائلا: "هندسة بترول وعواطلي في البيت".

كما تداول مستخدمو الوسم أمثلة لشاب خريج اقتصاد وعلوم سياسية، يعمل حارساً، وآخر خريج كلية الهندسة يعمل عامل نظافة. أما محمد صبحي الحكيم، فقد علق قائلاً: "معايا دبلوم وبشتغل في الديكورات والديزانرز". فيما شارك عبد الرحمن ناصر قائلاً: "بإذن الله هتخرج من هندسة كمان شهر، وصاحب القهوة اللي بقعد فيها وعدني أشتغل معاه"، كما علق محمود دياب قائلاً: "أنا خريج آداب لغات شرقية، والحمد لله على باب الله".


وكان اللواء خالد سعيد، محافظة الشرقية، قال في تصريحات صحافية، أمس، إنه تم تعيين المؤهلات العليا كعمال نظافة في المحافظة لسد العجز، مضيفًا "تم تعيين شباب خريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية وآداب إنجليزي وهندسة".

وأضاف خلال لقائه ببرنامج "عين على البرلمان"، المذاع على قناة "الحياة 2"، أن المحافظة بها مصنعان لتدوير القمامة، لكنهما لا يعملان بطاقتهما الكاملة، مضيفاً: "رغم أن مفيش تعيينات بالجهاز الإداري للدولة وصعب، فبندور على صيغة للتعاقد مع أي أحد، وبنضطر لتأجير ناس بالأجرة اليومية".


وأثارت تصريحات المحافظ استياء الشباب، الذين أعربوا عن غضبهم من إهانة الدولة للشباب حملة المؤهلات العليا.

وتفاقمت أزمة البطالة في المجتمع المصري في السنوات الأخيرة. ووفقاً للتقرير الأخير الصادر من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، لعام 2015، والذي أشار إلى أن أعداد البطالة في مصر بلغت 3.6 ملايين عاطل.

وسجلت نسبة البطالة أعلى معدلاتها تاريخيًا عند 13.4% بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2014، وترتفع هذه النسبة إلى 30% بين فئة الشباب دون عمر الثلاثين.

دلالات
المساهمون