"خبايا الكرة"...عندما تدخل البرلمان الهولندي لنقل كرويف لبرشلونة!

13 اغسطس 2015
+ الخط -


يعد الهولندي يوهان كرويف من أهم رموز برشلونة الإسباني حيث لعب دورا كبيرا في إنجازات النادي سواء كمدرب أو كلاعب، ولكن كما يحدث في الكثير من الأحيان فإن هذه العلاقة المثمرة لم تولد بسهولة، غير أن الفارق هنا أنها تطلبت اتخاذ "إجراءات سياسية" لإتمامها.

لمعرفة الأمر بالتفصيل يجب العودة إلى صيف عام 1973 حينما قررت السلطات الرياضية الإسبانية السماح مجددا باستقدام محترفين أجانب في أنديتها التي كانت محرومة من هذا الأمر بعد الفشل الذي نال من منتخب "لاروخا" في مونديال تشيلي عام 1962، حينما احتلت المركز الأخير في مجموعتها.

كانت الجهات المسؤولة ترى أن قرارها الأول بمنع التعاقد مع المحترفين سيساهم في تحسين مستوى اللاعبين الإسبان ولكن الخروج من مونديال 1966 وعدم التأهل حتى لنسخة 1970 أدى للتراجع وتغيير الدفة والسماح بعودة الأجانب بعدما ثبت أن النظرية الأولى كانت خاطئة.

استغلت الأندية الإسبانية الفرصة وبدأت سعيها نحو تدعيم فرقها بالمحترفين الأجانب ولكن برشلونة قرر أن يكون حلمه كبيرا بالسعي وراء يوهان كرويف نجم أياكس الهولندي حينها والذي كان أفضل لاعب على الساحة بلا منازع.

لم تكن المفاوضات سهلة بأي حال من الأحوال، وقادها أرماندو كارابين عضو مجلس إدارة النادي، المتزوج من هولندية، مع فان براغ رئيس أياكس والذي كان لاعبا سابقا في النادي الكتالوني، حيث كللت في النهاية بالنجاح واتفاق جميع الأطراف.

ظهرت مشكلة جديدة على الساحة وهي أن الاتحاد الهولندي لكرة القدم كان يعارض رحيل اللاعب للاحتراف في إسبانيا مع النادي الكتالوني بل وكان مقتنعا بأن لديه كل الحقوق القانونية لإبداء معارضته بل وإجهاض الصفقة.

بدت الأمور معقدة حينها ولكن أحد النواب اقترح على وزير الشؤون الاجتماعية الهولندي إخضاع الأمر للتصويت البرلماني للخروج من هذه الأزمة في ظل عدم اتضاح الصورة قانونيا، ليصدق النواب على أن صفقة كرويف قابلة للتنفيذ طالما كان اللاعب نفسه وناديه لا يعارضان الرحيل دون الأخذ في الاعتبار وجهة نظر الاتحاد الهولندي.

تسببت الصفقة في حالة كبيرة من الجدل داخل الأوساط الرياضية الهولندية، خاصة بعدما قررت لجنة لاعبي كرة القدم المحترفين بالاتحاد تقديم استقالة جماعية للاعتراض على قرار البرلمان السماح برحيل كرويف.

أصبح كرويف بعدها لاعبا في برشلونة عقب الصفقة التي أُبرمت في عهد رئيس النادي الكتالوني أغوستي مورال مقابل مليون دولار سددها البرسا لأياكس ومليون دولار أخرى لكرويف مقابل التوقيع على عقد مدته ثلاثة مواسم.

واضطر "الفتى الطائر" خلال الأيام الأخيرة له مع أياكس لتحمل أشكال متنوعة من غضب الجماهير حيث وصل الأمر ببعضهم لقذفه بالحجارة أثناء تواجده في السيارة مع زوجته، على الرغم من أنه كان سببا رئيسيا في تتويج الفريق الهولندي بكأس الأندية الأوروبية البطلة ثلاثة أعوام في مواسم 1970-1971 و1971-1972 و1972-1973.

المساهمون