"حياة السود مهمة" تضع الفن الأفريقي في مركز سوق الفن المعاصر

18 يوليو 2020
عمل للفنان النيجيري البريطاني يينكا شونيبار
+ الخط -

أن تقتني يعني أن تحفر عميقاً في الأشياء التي تبحث عنها قبل أن تجمعها، وأن تقرأ المعاني الثقافية المتراكمة في قطعة فنية ما، خاصة في أوقات الصراعات والأزمات التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي وعلى اتجاهات الفنون المعاصرة

ومثلما تأثر الفنان وسوق الفن في العالم بانتشار كوفيد – 19 تأثر المقتنون في كل مكان، وهؤلاء مسننات أساسية في حركة الفن والتلقي وفي الربح والشراء وترويج الأعمال الفنية في كل مكان، فالمقتني قد يكون مؤسسة وقد يكون فرداً، وربما يكون الفن الأفريقي ومقتنيه وصالاته متأثرين بشكل مضاعف باللحظة التي يعيشها العالم اليوم، والتي اجتمع فيها حدثان أساسيان؛ انتشار فيروس كورونا وإغلاق العالم بأكمله، والحركة الاحتجاجية "حياة السود مهمة". 

وفي هذا الإطار، أتت الندوة التي أطلقها "بينالي أفريقيا للفن المعاصر" افتراضياً على "ويبنار"، وبثت أمس الأول، تحت عنوان "مستقبل اقتناء الفن الأفريقي" بمشاركة المقتنين والقيمين ساندرا مبانيفو أوباجو من نيجيريا، وبولان كينجستون من جنوب أفريقيا، وكينيث مونتاجو من كندا، وأدارت اللقاء شيلا ميتشيل من بريطانيا. 

تقول كينجستون إنه ورغم كل سلبيات الإغلاق إلا أن هناك مسألة إيجابية علينا أن نفكر بها، وهي وجود تشبيك كبير بين القيمين والفنانين وصالات العرض من خلال المحادثات اليومية عبر "زووم" و"ويبنار"، وهذا فتح مجالات ناقش كبيرة حول الفن وجلب إلى الانتباه الكثير من الفنانين الجدد وساهم في بناء علاقات جديدة، تفوقت فيها صالات العرض الصغيرة على المؤسسات الكبيرة.

كان سوق الفن العالمي مهتماً بالصين وانتقل لأفريقيا

وترى أنه لا بد اليوم من طرح سؤال أساسي في ما يتعلق بالفن والترويج له. تقول: "لدينا الوقت للتفكير والتأمل يعني أن لدينا الوقت لنفهم بشكل أكثر عمقًا ما يدفع الفنانين المختلفين وما الذي تحتاجه أفريقيا اليوم من فنانيها". 

توضح "أعرف أن كلمة أفريقيا كبيرة جداً وتعميمية، لكنني أقصد أنه حتى العامين الأخيرين كان سوق الفن العالمي يركز اهتمامه على الفن الصيني، واليوم المؤشرات تقول إن الفن الأفريقي سيحل محله، فالسؤال هو كيف يمكن أن نستفيد من الفن كرأس مال ثقافي في أفريقيا، يبدو أن هذا هو الوقت المناسب لنتصرف من خلال هويتنا الجمعية ونحدد مواقعنا فيها، فنحن أيضاً نريد لأعمال فنانينا أن تكون جزءا من الأعمال الأساسية في تاريخ الفن". 

بدورها قدمت القيمة والمقتنية أوباجو مداخلة حول الفن في نيجيريا اليوم والفن الأفريقي بشكل عام، وضمنها قالت: "لا شك أن الإغلاق أثر على سوق الاقتناء بشكل أو بآخر، لكن الملاحظ أيضاً أن كثير من المقتنين بدؤوا يشعرون بالراحة في ممارسة ما كانوا يفعلوه بشكل مباشر لسنوات عبر الإنترنت اليوم بسبب كورونا، والملاحظ أنه ومنذ اندلاع "حياة السود مهمة" زاد  الإقبال على اقتناء أعمال الفنانين الأفارقة، ولمسنا في المزادات الافتراضية توجهاً لدى المقتني سواء أكان مؤسسة أو فرداً على اقتناء نتاج الفنانين الملونين بشكل عام". 

وتضيف "حولتنا الاجتماعات الافتراضية المختلفة التي قمنا بها كفنانين وقيمين ومقتنين افتراضيًا في الأشهر الماضية إلى فريق يفكر ويخطط استراتيجياً"، لافتة إلى أن الأزمة كشفت أيضاً عن الحاجة الكبيرة إلى سوق فن داخل أفريقيا نفسها وليس مرتبطاً بنيويورك أو لندن أو هونغ كونغ. 

تقول أوباجو إن حركة "حياة السود مهمة" تمس المقتني الأفريقي اليوم بشكل مباشر مثلما تمس الفنان والقيم والمؤسسة الثقافية والفنية، وأنها لفتت الانتباه أكثر إلى ضرورة أن التنبه إلى كيف ومن يروي قصة السود، ومن يقتني الفن الأفريقي وكيف ولماذا البدء فعليًا في النظر بشكل أعمق في قضايا المساواة والديمقراطية والتمثيل والوصول وعلاقة ذلك بالفن والفنانين الملونين بالعموم.

 

المساهمون