"حياة أديل": من 12- إلى 18-

13 ديسمبر 2015
(خشيش، تصوير: فاليري آش)
+ الخط -

أياماً بعد صدور قرار قضائي بمنع فيلمه من الصالات الفرنسية، خرج السينمائي التونسي المقيم في فرنسا، عبد اللطيف خشيش، عن صمته. لعلّ المثير في الموضوع ليس قرار المنع في حدّ ذاته، ولا حتى كونه يأتي من باريس، رغم دلالة ذلك، وإنما لكون الفيلم ظهر في 2013 وفاز بالسعفة الذهبية في "كان"، وعُرض في قنوات الأفلام ومتوفّرعلى اليوتيوب.

جاء في الحكم القضائي أن "حياة أديل" غير صالح للمشاهدة العامّة لأنه "يحتوي على مشاهد جنسية صريحة صادمة لحساسية الجمهور، خصوصاً من هم دون سن الكهولة".

علماً أن الفيلم مصنّف، منذ صدوره، ضمن فئة "ممنوع على من هم دون 12 عاماً". ويعد القرار القضائي الأخير بمثابة مؤشّر إلى إعادة تصنيف للفيلم، وهو ما تقوم به مصالح وزارة الثقافة الفرنسية. ومن المتوقّع أن يكون، في أقل الاحتمالات 16- (لمن دون 16 عاماً)، مع احتمال وضعه في تصنيف 18-، مثل الأفلام البورنوغرافية.

وعلى عكس العديد من الوجوه السينمائية، خصوصاً منتجي وموزّعي العمل، صرّح خشيش أن هذا القرار لا يزعجه في شيء، باعتبار أن "الفيلم منذ البداية ليس موجّهاً لجمهور حديث السن".

من منظور آخر، يمكننا قراءة ما وراء خطاب خشيش، فهو أول العارفين بدرجة انتشار الفيلم في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى أنه بلغ درجة مسح الجمهور المستهدف، بل لعلّه بهذا التصنيف، يصل إلى جمهور آخر يبحث عن الإثارة أكثر من بحثه عن فيلم سينمائي ذي نزعة اجتماعية.

يتناول "حياة أديل" علاقة حب (جسدية) بين مراهقتين في سن الدراسة، وقد اعتُبر الفيلم إضاءة جريئة على واقع المجتمع الفرنسية من زاوية المدرسة، وصبّت ملاحظات معظم النقّاد السينمائيين في أنه استطاع أن يكون بالإثارة نفسها على مستويي جرأة المشاهد، والطرح والعمق النفسي والفني.


اقرأ أيضاً: "بابور كازانوفا": ملاعب وسجون وأوروبا

المساهمون