انتهت زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة بنتائج كسرت حاجزاً بين الجانبين، استمر لفترة طويلة في أعقاب عزْل الرئيس المصري، محمد مرسي، في الثالث من يوليو/تموز 2013. وكانت "حماس" أعلنت مساء أمس الجمعة، عن انتهاء زيارة وفدها رسمياً، والذي قاده نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وبمشاركة كل من القياديين، موسى أبو مرزوق، وروحي مشتهي. وذكرت مصادر مصرية مطلعة، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة الأخيرة كانت بمثابة فتح صفحة جديدة "حقيقية هذه المرة" بين مصر و"حماس"، وهو ما بدا واضحاً في استبعاد مسؤول ملف فلسطين في جهاز الاستخبارات المصري، اللواء وائل الصفتي، ضمن قائمة ضمّت 19 من وكلاء الجهاز، تمت إحالتهم للتقاعد بقرار جمهوري. وكان الصفتي وجّه إساءات عديدة لحركة حماس في تسريبٍ أذاعته فضائية "مكملين" التي تُبث من تركيا، نهاية العام الماضي، إضافة إلى توجيهه إساءات وصلت إلى حد الإهانة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وتحدثت المصادر عن استقبال مصر لهنية بعدما كانت هناك تحفّظات عدة في أوقات سابقة على استقباله. وكان دائماً أبو مرزوق هو من يقود وفود الحركة إلى مصر، على غرار ما حصل في مارس/آذار 2016، ومطلع يناير/كانون الثاني 2017. وقالت المصادر إن "جهاز الاستخبارات المصري أراد كسْر حاجز الصمت بينه وبين المستوى القيادي الأبرز في حماس، خاصة أن الجهاز يدرك جيداً أن هنية سيكون رئيس المكتب السياسي المقبل للحركة في أعقاب الانتخابات الداخلية المرتقبة في شهر مارس/آذار 2017". وتابعت المصادر أن جهاز الاستخبارات يعتبر أنه "كان من الضروري أن يكون هناك لقاء مع هنية للاتفاق على كافة الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة".
وحول الاتهامات التي تُوجَّه لـ"حماس" من وقت لآخر عبر وسائل إعلام محسوبة على أجهزة أمنية، لفتت المصادر إلى أنه من الواضح أن جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، هو المسؤول عن كافة الأخبار المسرّبة للإعلام بشأن "حماس"، وتوجيه الاتهامات لها في عدة أحداث عنف شهدتها مصر أخيراً، وهو ما يوضح بشكل جليّ التضارب في رؤية الأجهزة الأمنية بشأن الحركة، إذ إن الاستخبارات هي الأكثر دراية بهذا الملف، ولذلك فإن تحركاتها بشأنه أكثر عقلانية من تحركات أجهزة مصرية أخرى، على حد وصف المصادر.
وعلى صعيد مخرجات اللقاءات التي قادها وفد الحركة، أكدت مصادر مقربة من "حماس"، أن الفترة المقبلة ستشهد انفراجا كبيرا على صعيد ملف معبر رفح البري، وسيكون هناك تيسير من الجانب المصري، من خلال فتح دوري للمعبر وفق جداول زمنية مسبقة. وأشارت المصادر إلى أن "حماس" أبدت مرونة كبيرة للجانب المصري في ما يتعلق بالجوانب الأمنية المتصلة بسيناء والشريط الحدودي، موضحة أن الحركة الفلسطينية أكدت تكثيفها للخدمات الأمنية بطول الشريط الحدودي، وتكثيف عمليات التفتيش لكافة المناطق النائية بطول الشريط الحدودي لمنع استخدامها كأوكار تؤوي العناصر المتطرفة.