"حماس" و"فتح" و"الجهاد" تبارك عملية القدس: الاحتلال مسؤول بجرائمه بحق الفلسطينيين
باركت الفصائل الفلسطينية العملية الفدائية التي نفذها الشهيد نمر محمود أحمد الجمل (37 عاماً)، وقُتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصيب رابع بجروح خطيرة، صباح اليوم الثلاثاء، في مستوطنة "هار أدار" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غربي مدينة القدس المحتلة.
وأكدت حركة "حماس" في الضفة الغربية، على لسان عضو مكتبها السياسي، حسام بدران، اليوم الثلاثاء، أن العملية "تأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاته المتواصلة في الأقصى"، مضيفاً، في تصريح صحافي، أن "العملية البطولية بالقرب من القدس المحتلة تدلل على أن انتفاضة القدس مستمرة، حتى وإن خفت بريقها بين الحين والآخر".
وتابع بدران: "على الاحتلال أن يدرك أن شعبنا عرف طريق المقاومة، ولن يحيد عنها أبداً، والحل الوحيد لوقف المقاومة هو فقط بزوال الاحتلال وكنسه عن الأرض الفلسطينية"، مشدداً على أن "أحرار الشعب الفلسطيني ومقاوميه لن يضعوا سلاحهم، وسيواصلون بكل السبل طريق التحرير والمقاومة، مهما كان حجم التضحيات".
وأيضاً، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إنّ "عملية القدس تؤكد أنّ كل محاولات الاحتلال لتغيير هوية المدينة لن تمر، وأن كل جهود الاحتلال لتزوير الوقائع لن تغير من حقيقة الأمر"، مشدداً على أن "القدس فلسطينية عربية، وأن الشعب الفلسطيني سيقاتل حتى النهاية لتحريرها".
وأوضح قاسم، في تصريح، أنّ العملية "تثبت مرة أخرى أن القدس قلب الصراع مع الاحتلال، وأنه لا مجال لإخراجها من معادلة الصراع"، معتبراً العملية "حلقةً جديدةً في انتفاضة القدس، وتأكيداً من الشباب المنتفض أنه سيواصل القتال حتى الحرية الكاملة للشعب والأرض".
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، إن "إسرائيل وحدها تتحمل ردود الفعل الفلسطينية على جرائم الاحتلال كاملة"، مضيفاً أنه عليها إذا ما استمرت في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني ألا تتوقع إلا ما وصفه "المزيد من العنف"، مشيراً إلى أن "الممارسات الإسرائيلية اليومية والانتهاكات الاحتلالية بحق الشعب الفلسطيني في كل مكان هي سبب لكل دوامة العنف".
وقال الجاغوب، في بيان صحافي: "على إسرائيل أن تدرك جيداً تبعات ما تقوم به من استمرار دفعها باتجاه خيار العنف وسياسة هدم البيوت والتهجير القسري للمقدسيين والاقتحامات المتوالية من قبل قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، المُعززة بقواتها ليل نهار، وقتل الفلسطينيين بدم بارد على حواجزها المنتشرة في الأراضي المحتلة عام 1967".
وأضاف أن "عملية القدس جاءت بعد تغليب كل الأصوات الإسرائيلية فوق كل الفرص الداعية للسلام، وانعدام تحقيق أي رؤية تؤمن حقوق الشعب الفلسطيني"، مؤكداً على أن "حالة اللجوء الواضحة للاحتلال الإسرائيلي إلى خيار القوة العسكرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي لا تفرق ما بين الكهل والطفل الفلسطيني والمرأة، من جرائم باتت جزءاً من يوميات الفلسطينيين أمام آلة الحرب والتنكيل الإسرائيلية".
وأكد المتحدث ذاته أن "رفض إسرائيل للامتثال لكل المواثيق الدولية والاتفاقات التي تلزمها بوقف الاستيطان المتفشي داخل أراضينا الفلسطينية، ورفضها إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وتركيزها على توسعة استيطانها في الأراضي المحتلة عام 1967، وتحقيق مشاريعها العنصرية ضد كل مبادئ الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، حوَّل المشهد الداخلي لواقع يائس بعيد عن طموحات وتطلعات شعبنا وأحلامه بالحرية والاستقلال"، مبرزاً أنه "على إسرائيل أن تنهي احتلالها لأراضينا، وأن تنسحب منها، وأن تؤمن بسلام حقيقي بعيداً عن العنف والإذلال اليومي للفلسطينيين".
وذكر مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، إنّ "العملية تصفع المطبعين والمتآمرين على وجوههم، وتقول لكل أهل الأرض إنه لا مجال للتفريط في ذرة من تراب القدس، ولا قبول بالصهاينة المعتدين على ترابها".
وأضاف شهاب، في تصريح: "تجسد (العملية) الضمير الحي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتعيد ترتيب الأولويات الوطنية التي اختلطت، وتبعثرت على وقع خلافات السلطة وأوجاع السياسة"، مشيراً إلى أنها "رد عملي على محاولات اليمين الصهيوني المستمرة للاستيلاء على المسجد الأقصى، عبر محاولات الاقتحام المستمرة".
أما لجان المقاومة الشعبية في فلسطين، فاعتبرت العملية "تأكيداً على تمسك شعبنا بخيار المقاومة، ورداً على جرائم العدو ضد أرضنا ومقدساتنا".
وبينت اللجان أن العملية "فشلٌ لكل الرهانات التي توهَّمت بإخماد انتفاضة شعبنا المباركة، وإطفاء جذوة مقاومته الباسلة"، وذكرت أنها تأتي "رداً على جرائم العدو الصهيوني ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، مضيفةً: "لا يمكن لشعبنا وشبابه الأطهار الصمت على هذه الجرائم التي تستهدف وجوده على أرضه التي تنهشها أنياب جرافات الاستيطان".
وبحسب شرطة الاحتلال، فإن منفذ العملية الشهيد الجمل من سكان بلدة بيت سوريك، شمال غربي مدينة القدس المحتلة، يبلغ من العمر 37 عاماً، ويحمل تصريح عمل قانونياً عند الاحتلال، تمكن من الدخول إلى المستوطنة عبر البوابة الخلفية ضمن مجموعة من العمال الفلسطينيين القادمين للعمل هناك، موضحة أنه تم الاشتباه به وبتحركاته من قبل جنود الاحتلال وحراس المستوطنة، حينها حاولوا اعتقاله، لكنه على الفور أشهر مسدساً من تحت قميصه وباشر بإطلاق الرصاص باتجاههم من مسافة قصيرة واشتبك معهم حتى استشهد.
إلى ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، صباح اليوم، بلدة بيت سوريك، وداهمت منزل الشهيد.
وأفادت مصادر في بلدية بيت سوريك، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال تقوم في هذه الأثناء باستجواب عائلة الشهيد الجمل، فيما تتولى طواقم هندسية مسح قياسات المنزل، وتمنع حركة التجول داخل البلدة، وسط اعتداءات وعمليات تنكيل بالمواطنين، واعتراض المركبات الخاصة والعامة والتعرض لركابها.