"حقيقة حسن"... فيلم "سعودي" جديد عن نصرالله

03 مارس 2016
من الفيلم (يوتيوب)
+ الخط -
بثت قناة "وصال" السعودية، يوم أمس، فيلما وثائقيا جديدا، حول شخصية زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وحمل عنوان "حقيقة حسن". وهو الفيلم الذي وعدت القناة متابعيها به، في خضم الانتقادات التي وجهت إلى قناة "العربية"، فور نشرها فيلم "حكاية حسن"، في 20 فبراير/شباط الماضي، والذي وُصف وقتها بالرداءة الفنية، وضبابية الرسالة التي أُريد إيصالها إلى جمهور القناة، بل رآه بعضهم "عرضا إيجابيا لحزب الله، إلى الحد الذي اعتبر فيه، وكأنه أنتج في "المنار" وعُرض في قناة العربية!"
لاحقا، تم إنتاج فيلم آخر، قصير، لم يتجاوز عشر دقائق، وحمل عنوان "حكاية حسن ...النسخة السعودية" والذي "منتجه" هاوٍ، وقام بنشره في "يوتيوب".

فيلم "حقيقة حسن"، الحديث في هذه السلسلة من التنافس على تناول موضوع حزب الله اللبناني، وزعيمه حسن نصر الله، جاء بهدف أساسي واضح ومحدد جدا، وهو شرح كيفية نشوء حزب الله، كحزب تابع لإيران، وكيف أدت هذه التبعية إلى تدخلات الحزب في دول الخليج والدول العربية.

بدأ السرد في القصة، ابتداء من تأسيس موسى الصدر، لحركة المحرومين (أمل) في لبنان، وعن علاقاته بالخميني، ثم سرد لخروج حركة أمل من رحم حركة المحرومين، ثم الخلاف الذي نشأ بسببه حزب الله، وصعود نصر الله داخل الحزب.

الفيلم في هذه المرحلة يركز على العلاقة بين الحزب وإيران، والارتباط بفكرة ولاية الفقيه، والتي أدت إلى تجاهل لبنان كدولة، وإلى لعب الحزب لدور كبير في المنطقة.

كما يشير إلى العمليات التي يُتهم الحزب بارتكابها في الخليج، كاستهداف أمير الكويت الراحل، جابر الصباح، وخطف طائرة الجابرية الكويتية، منتصف الثمانينيات، بالإضافة إلى تدريب وتجنيد عناصر تابعة للحزب، في الكويت والبحرين والسعودية. ثم الحديث عن الأدوار التي لعبها الحزب في مصر وحتى نيجيريا.

كما يعرض "علاقة ما" لم يوضحها الوثائقي، بين حزب الله الكويتي، وحزب الله الحجاز، المتهمين بارتكاب أعمال إجرامية في موسم الحج، ما بين منتصف وحتى نهاية الثمانينيات، وبين حزب الله اللبناني، إذ يعتقد بأن الإيرانيين، والحرس الثوري تحديدا، قاموا بتدريب حزب الله الكويتي، وحزب الله الحجاز، بالتعاون مع حزب الله اللبناني، من دون أن توضح هذه العلاقة.

حاولت قناة "وصال" في الفيلم، أن تراعي التطورات الأخيرة في العلاقات الخليجية مع حزب الله، من خلال الحديث عن التسريب الأخير الذي يظهر تدريب عناصر من حزب الله، للحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى الإشارة إلى ردود الفعل داخل لبنان، على وقوف دول الخليج، خلف السعودية، في موقفها الناقد للدولة اللبنانية، باعتبارها أصبحت أداة بيد حزب الله.

حاول الفيلم أن يبرز المعارضة الشيعية اللبنانية لحزب الله، ونصر الله، من خلال التركيز على انتقادات الأمين العام الأول لحزب الله، صبحي الطفيلي، بالإضافة إلى علي الأمين، ومحمد الحسيني.

كما حاول الفيلم التركيز على تدخل حزب الله في سورية، ووقوفه العسكري إلى جانب بشار الأسد، وكيف تطور موقف نصر الله، وتبريراته، من إنكار التدخل، حتى الحديث عن حماية المراقد الدينية، وإلى تشريع التدخل باعتباره حربا ضد تكفيريين.

وحاولت قناة "وصال"، أن تتجنب الإشارات الطائفية، وذلك بمحاولة توصيف الأمر باعتباره صراعا ما بين "إيران الصفوية" والعرب، من دون الخوض في أي تفصيلات عقائدية، من خلال التركيز على المواقف والأحداث السياسية، الآنية والتاريخية.


اقرأ أيضاً: إيقاف برنامج "الراصد" على قناة "الإخبارية" يثير ردودا متباينة
المساهمون