وهنأ "حفتر" قواته بــ"تحرير منطقة الجفرة" معلناً سيطرتها الكاملة على المنطقة، بمدنها الثلاث، سوكنة وودان وهون، بالإضافة للقاعدة الجوية الأهم عسكرياً واستراتيجياً وسط جنوب البلاد.
من جانبه أعلن المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، عن السيطرة على "مخازن للذخيرة وعدد كبير من العربات والآليات المسلحة، بالإضافة إلى طائرات عسكرية وُجدت في محيط قاعدة الجفرة".
لكن مصادر أهلية وعسكرية أكدت لــ"العربي الجديد" أن "المنطقة سقطت، يوم السبت، في قبضة قوات حفتر بفعل تحالفات قبلية جرت في الخفاء، بين زعامات قبلية بالمنطقة وحلفاء حفتر القبليين".
وقالت المصادر إن "مسلحين قبليين من ودان وسوكنة قاموا بالاشتباك مع المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، ومطالبتها بالانسحاب من المنطقة"، لافتة إلى أن "مفاوضين قبليين من المنطقة تعهدوا لقادة المجموعات المسلحة، بحماية المنطقة وعدم رغبتهم في وجود دخلاء من خارجها"، مؤكدة أن "المنطقة سُلّمت مساء السبت لقوات حفتر دون قتال".
وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات فضائية داعمة لـ"حفتر" صوراً تظهر دخول عربات وسيارات مسلحة، تحمل شعار قوات حفتر، لإيهام الرأي العام بتمكنها من السيطرة على المنطقة جراء قتال.
ورغم مطالبات المجتمع الدولي وحكومة الوفاق بوقف التصعيد العسكري بمنطقة الجفرة والجنوب الليبي، لا سيما القصف الجوي المتكرر، الذي طاول في الآونة الأخيرة منشآت مدنية، إلا أنه لم يصدر، من الأطراف المحلية والدولية، أي رد فعل رسمي حيال المتغيرات الأخيرة.
ويرى مراقبون للشأن الليبي أن بيانات وتصريحات مسؤولين من تيارات ومدن مناوئة لــ"حفتر" تشير إلى إمكانية اقتراب خطر "حفتر" من مناطق غرب البلاد، لا سيما العاصمة طرابلس.
وحذر "التجمع السياسي لمدينة مصراته"، أمس السبت، من مغبة قيام الطيران المصري بقصف "مصراته"، لافتاً في بيانه إلى "قيام الإعلام المصري بتأجيج مشاعر العداء والكراهية تجاه مدينة مصراته"، مؤكداً أن "بعض المسؤولين والنواب المصريين يقومون بالتحريض العلني لضرب وقصف مدينة مصراته، بزعم أنها توفر معسكرات لتدريب الإرهابيين".
من جانبه طالب رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، السلطات الجزائرية بلعب دور أكبر في رفض ومنع التدخل العسكري المصري في ليبيا.
وعن الموقف الدولي من التغيرات العسكرية مؤخراً قال صوان في تصريح صحافي: "للأسف المجتمع الدولي مصطلح مضلل، وهو مجرّد تقاطع مصالح وولاءات، ولا يوجد مجتمع دولي"، مدللاً بدعم المجتمع الدولي لاتفاق الصخيرات دون وجود إرادة لتنفيذه.
وتأتي التصريحات المتوالية من قبل الأطراف المناوئة لمساعي حفتر العسكرية بعد تزايد الأنباء عن نية القاهرة مضاعفة دعمها العسكري لحليفها "حفتر".
وكانت مصادر ليبية مسؤولة، أكدت لــ"العربي الجديد"، عزم حفتر الإعداد لحملة عسكرية برية، بمشاركة قوات خاصة مصرية، في جنوب وشرق ليبيا، كاشفة النقاب، عن وصول وحدة من القوات الخاصة المصرية إلى معسكر لملودة، بالقرب من درنة، للمشاركة في عملية عسكرية، بهدف اقتحام المدينة، خلال الأيام المقبلة، للسيطرة عليها، كما أن وكالة "بشرى"، الذراع الإعلامية لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، كشفت عن وصول قوات مصرية إلى حقل المبروك النفطي القريب من منطقة الجفرة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، عن أسباب وجودها بالمنطقة.
ولم يخفِ مسؤولو قوات "حفتر" عزمهم التقدم باتجاه مناطق جديدة وسط وغرب البلاد، ففي تصريح لآمر غرفة العمليات الجوية، محمد منفور، أعلن عن قرب تنفيذ ضربات جوية شمال وشمال غرب منطقة الجفرة بعد السيطرة عليها.
وقال المنفور إن "جحافل الجيش (قوات حفتر) تحشد قواتها بكل حرفية واقتدار لملاحقة الفارين من الجفرة إلى الشمال والشمال الغربي"، في إشارة واضحة للهجوم على "سرت" الواقعة شمال الجفرة و"مصراته" شمال غربها.
وتطرح أسئلة حول صمت البعثة الأممية لدى ليبيا والمجتمع الدولي لإمكانية تغير مواقفها السابقة الداعمة والمطالبة بضرورة إنجاز تسوية سياسية رفضاً للحل العسكري للأزمة في البلاد.