"جيروزاليم بوست": طائرات إسرائيلية في المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان

22 يوليو 2020
طائرات مسيرة تابعة لأذربيجان تقول أرمينيا إنها قامت بإسقاطها (كارين ميناسيان/فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، مساء أمس الثلاثاء، إن الطائرات من دون طيار التي تزود بها إسرائيل أذربيجان، تلعب دوراً مهماً في المواجهة الدائرة حالياً بينها وبين أرمينيا، والتي اندلعت في 12 يوليو/ تموز الجاري.

وأشار معلق الشؤون الإقليمية في الصحيفة سيث فرانتسمان، إلى أن أرمينيا دشنت، الأربعاء الماضي، معرضاً عرضت فيه أجزاء من الطائرات من دون طيار، تزعم أنها أسقطتها أو سيطرت عليها خلال المواجهات العسكرية الدائرة حالياً بين جيشها والجيش الأذربيجاني على الحدود، مشيراً إلى أنه تم التعرف على بعض هذه الطائرات كطائرات إسرائيلية الصنع.

وأضاف أنّ الجيش الأرميني يصرّ على أن أجزاء الطائرات من دون طيار التي أسقطها تنتمي إلى ثلاثة أجيال من الطائرات من دون طيار الإسرائيلية، وهي "أوربيتر 3، سكاي سترايكر، وثاندر بي".

ولفت فرانتسمان إلى أنه سبق أن أكدت أرمينيا أنّ أذربيجان تستخدم طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع في المواجهات العسكرية معها. واستدرك بأنّ ما يضفي شكاً على بيانات أرمينيا، حقيقة أن بعض الطائرات من دون طيار التي عُرضت في المعرض الأربعاء الماضي، سبق للجيش الأرميني أن عرضها في عامي 2016 و2012.

وأوضح أنه في ظل الغموض الذي يكتنف تجارة الطائرات من دون طيار، فإن الشركات الدفاعية التي تنتج هذه الطائرات تحرص على التكتم على مبيعاتها، مما يجعل التحقق من منشأ الطائرات التي تسقط في المواجهات العسكرية مهمة صعبة، منوهاً إلى أن هناك ما يدل على أنه لم يتم الكشف عن كل ترسانة أذربيجان من هذا النوع من الطائرات.

وأشار إلى أنه بالاستناد إلى النسخة الأخيرة من تقرير مركز "بارد كوليدج سنتر"، الذي يتقصى سوق الطائرات من دون طيار في أرجاء العالم، فإن لدى أذربيجان 8 أجيال من الطائرات من دون طيار، جميعها تم استيرادها من إسرائيل، من بينها "أيروستار، أوربيتر 1كيه، هرمس 450 وأوربيتر 3".

ولفت التقرير إلى أن طائرات "أوربيتر 1 كيه" هي طائرات انتحارية تبحث عن الهدف، وبعد ذلك تنقض عليه كصاروخ، مشيراً إلى أن أذربيجان استخدمت أيضاً ضد أرمينيا طائرة "هاروب" الهجومية، التي تنتجها شركات الصناعة الجوية الإسرائيلية، وهو ما حدا بأرمينيا إلى تقديم شكوى ضد إسرائيل في العام 2016.

وبحسب التقرير، فإنّ أذربيجان تملك 150 طائرة من دون طيار ذات طابع هجومي، إلى جانب عدد كبير من طائرات من دون طيار تُستخدم في أعمال المراقبة.

أشارت الصحيفة إلى أنه من غير المستبعد أن تستأنف روسيا تزويد أرمينيا بالسلاح

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تعتمد فيه أذربيجان على إسرائيل في الحصول على الطائرات من دون طيار، فإنّ أرمينيا تعتمد على صناعاتها المحلية، وهو ما جعل طائراتها لا تعمل بجودة التقنيات المعتمدة في الطائرات الأذربيجانية المستوردة من إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فإنّ أذربيجان حصلت أخيراً أيضاً على طائرات من دون طيار من تركيا من طراز "بايركتار"، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تستأنف روسيا تزويد أرمينيا بالسلاح.

وأوضحت الصحيفة أنه بالاستناد إلى تحليل أعدّه الباحث الأميركي روب لي، تبين أنّ التقارير التي يصدرها الجيش الأذربيجاني، تدلّ على أن أذربيجان حصلت على صاروخ "سبايك"، الذي تنتجه شركة الوسائل القتالية الإسرائيلية "رفائيل"، لافتاً إلى أن الشركة باعت حوالي 30 ألف صاروخ من هذا الطراز إلى 33 دولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير تحدثت عن دور إسرائيلي في النزاع الذي اندلع في جورجيا بين الحكومة الشرعية وجماعة معارضة تدعمها روسيا عام 2008، حيث قال معارضو الحكومة إنهم أسقطوا طائرة من دون طيار إسرائيلية الصنع.

وأوضحت أن إحدى خلاصات روسيا من الحرب الداخلية في جورجيا، تمثلت في ضرورة الانفتاح على إسرائيل من أجل الحصول على التقنيات اللازمة لإنتاج طائرات خاصة بها، مشيرة إلى أن روسيا اضطرت في 2016 إلى التوقف عن إنتاج طائرات من دون طيار حصلت من إسرائيل على إذن بإنتاجها بسبب الضغط الأميركي.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وفي سياق متصل، دعا الكاتب أليكس جالتسكي إسرائيل إلى إعادة النظر في موقفها من إذربيجان؛ بسبب العلاقات التي تربطها بتركيا.

وفي مقال نشرته "جيروزاليم بوست"، قال غالتسكي إنّ حرص إسرائيل على علاقتها بأذربيجان على الرغم من تبنيها الموقف التركي الذي ينفي ارتكاب "المجزرة" بحق الأرمن، "سيمسّ بصورة إسرائيل".

ولفت غالتسكي إلى أنه في الوقت الذي تعتمد فيه إسرائيل على أذربيجان في وارداتها من النفط، وتستخدم أراضيها في مراقبة الأوضاع داخل إيران وتستفيد من عقود بيع السلاح، إلا أن أذربيجان لا تتردد في التصويت ضد إسرائيل في المحافل الدولية، خضوعاً للضغوط التي تمارسها عليها الأطراف الإقليمية، إلى جانب رفضها تدشين سفارة في تل أبيب.

وادعى أنّ أذربيجان تساعد إيران على التملّص من العقوبات، على اعتبار أن طهران تملك 10% من خط الوقود الرئيس في أذربيجان.

وفي المقابل، يرى أنّ أرمينيا، "مثل إسرائيل، تعيش وسط بيئة معادية ترفض وجودها، مما يعزز من فرص التعاون بينهما"، على حد قوله.

المساهمون