"جوانح" مسرحية عن صرخات الطفولة المسجونة في المخيمات

29 اغسطس 2016
المسرحية تختزل صرخات الأطفال اللاجئين
+ الخط -
في محاولة لنقل ما يدور في رؤوس الأطفال اللاجئين إلى العالم، عملت المحامية الأردنية غصون رحال على تأليف مسرحية تحمل عنوان "جوانح".

وقالت رحال، فلسطينية الأصل "عندما كنت أتابع مقاطع البث المتفرقة التي تنقل حال الأطفال اللاجئين وما يلحق بهم من أهوال الموت تحت الأنقاض أو قسوة النزوح والهروب القاتل في مراكب الموت، كنت أستمع إلى لثغاتهم اللذيذة وهم يبحثون عن الكلمات اللائقة لوصف أوقاتهم الثقيلة في المخيمات، وما تحمله ساعات الليل من مخاوف وهواجس وكوابيس، فيخطر لي استعارة رأس من تلك الرؤوس والتنقيب فيها لأجل نقل ما تحمله من ذكريات وهواجس وأحلام إلى الورق".

ومن هنا جاءت فكرة العرض المسرحي، ووقع الاختيار على طفلة أردنية اسمها "نوران ملكاوي" لأداء الدور الرئيسي.

تحاكي القصة، الواقع المرير لآلاف الأطفال الذين نسوا دفء البيت، وأضاعوا شغب المدرسة، وافتقدوا شقاوة التسكع في المراكز التجارية. أرادت رحال أن تجمع أصواتهم في صوت بطلة القصة الحقيقية، الطفلة حياة، التي تعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، لتصرخ بالنيابة عنهم "أنقذونا قبل فوات الأوان، قبل أن يكبر غضبنا، ويُزهر ضغينة وأحقادا تجاه هذا العالم الذي ألقى بنا إلى المجهول، ثم نسي وجودنا، قبل أن تتمكن منا روح الانتقام وتحيلنا إلى قنابل موقوتة".

وبدأت التحضيرات لهذا العمل في شهر أيار/مايو الماضي، وقالت رحال إنها قرأت النص للطفلة ملكاوي عبر "سكايب"، لوجودها في بريطانيا في ذلك الوقت، فبكت الصغيرة ثم صمتت طويلاً، وكأنها تتشرّب الكلام وتمتصه داخلها، وأضافت "حتى إنها حفظت النص كاملاً في أقل من شهر، مبددة مخاوفي كلها بشأن قدرة أي طفلة على حفظ نص بهذا الطول، لتعيد تلاوته في قالب مسرحي".

وأردفت أن بعض العقبات واجهتهم "أهمها عدم توفر مسرح للتدرب على البروفات، إلا أن هذه المشكلة تم حلها من قبل المخرج فراس زقطان، الذي جهّز غرفة في تسوية منزله لهذا الغرض، ورغم صغر مساحة الغرفة إلا أن التدريبات سارت وفق البرنامج المخطط لها".

وقد عُوض فريق العمل عن هذا النقص برعاية من وزير الثقافة الأردني، الدكتور عادل الطويسي، وموافقة أمانة عمان على إتاحة مسرح مركز الحسين الثقافي لعرض المسرحية، وكان العرض الأول من إنتاج دارة نوران للتدريب والإبداع.

يأمل طاقم العرض، المتمثل بالمؤلفة رحال والمخرج فراس زقطان، والممثلين وعلى رأسهم الفنان عبد الكريم القواسمي، في نقله إلى أكثر من بلد عربي وأجنبي من تلك الدول التي تستضيف اللاجئين مثل لبنان، وفلسطين، وتركيا، وهنغاريا، وألمانيا، وفرنسا، وقد تمت ترجمة النص إلى اللغة الإنكليزية، وسيتم العمل على ترجمته إلى لغات أخرى لتسهيل إيصال الفكرة إلى شعوب تلك الدول.





دلالات
المساهمون