"جنيف 2" مجدداً: وقف العنف والحكم الانتقالي أولاً

10 فبراير 2014
+ الخط -

بدأت ،اليوم، الجولة الثانيّة من مفاوضات مؤتمر "جنيف 2"، بين النظام السوري والمعارضة، على وقع إصرار وفد "الائتلاف الوطني" على البت في مسألة هيئة الحكم الانتقاليّة المنصوص عليها في "جنيف 1"، ووقف العنف. أما وفد النظام، فيسعى إلى تثبيت شعاره بـ"مكافحة الإرهاب أولاً".

وأفاد مراسل "الجديد" أنّ وفد "الائتلاف" المشارك في الجلسة الأولى من المفاوضات، طالب مناقشة "وقف عنف النظام ووحشيته في حلب وداريا" اللتين تتعرضان الى قصف متواصل بالبراميل المتفجرة. وعرض الوفد رسالة من "المجلس المحلي لمدينة داريا" حول الحصار والقصف اليومي بالبراميل، متضمناً مطالبتهم بإيصال القوافل الغذائية والطبية إليهم، مع ضمان سلامة عبورها. كما قدّم تقريراً عن انتهاك النظام لاتفاقَي رفع الحصار عن المعضمية وبرزة، وتقريراً آخر حول انتهاك النظام لاتفاق وقف إطلاق النار في حمص القديمة.

وقال وفد "الائتلاف" إنّ "الجرائم التي يرتكبها نظام ،الرئيس بشار الأسد، تجعل أي حديث عن وقف العنف والانتهاكات التي يمارسها من دون جدوى، ما لم تبدأ عملية الانتقال السياسي". انتقال خطوته الأولى تكون من خلال "تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية"، على حد تعبير مصادر وفد "الائتلاف".

وقالت مصادر مقربة، من الوفد لـ "الجديد" إن: "الائتلاف" قدّم تقريراً موثقاً عن آثار عنف النظام المستمر في سوريا منذ ثلاثة أعوام، ولا سيما تصعيده خلال مفاوضات "جنيف 2"، وأرفقه بعدد من الوثائق، منها وثيقة بأسماء 1805 شهداء سقطوا في قصف النظام بالبراميل المتفجرة منذ بدء مؤتمر "جنيف 2"، وتقارير موثقة عن التعذيب والقتل والإخفاء القسري.

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ،الأخضر الإبراهيمي، إنّه أبلغ الوفدين عزمه على "تناول قضيتي وقف العنف وتشكيل هيئة حكم انتقالية". وكان الإبراهيمي قد طالب وفدَي النظام والمعارضة، التفاوض مباشرة لمدة 3 أيام بعدما يلتقي بكل وفد على حدة.

ورأى المتحدّث باسم الوفد المعارض، لؤي صافي، أنّ "النظام يقول إنه يشارك في جنيف من أجل حل سلمي، وفي الوقت ذاته يصعد من وتيرة العنف". وأضاف أنّ "الحكومة السورية تتحمل خرق الهدنة في حمص، حيث استهدفت البعثة الدولية وبعثة الصليب الاحمر من قوات تابعة لميليشيات النظام، ما أدى الى وقوع قتلى ومفقودين". وأشار صافي إلى أنّ العنف وموضوع تشكيل حكومة انتقالية، هما أبرز الموضوعات المطروحة على طاولة البحث هذا الاسبوع".

في المقابل، أشارت مصادر وفد النظام إلى أنّ "أي حديث سياسي يجب أن تتم تهيئة المناخ الملائم له، عبر مكافحة الإرهاب". وكشفت أن الوفد يطالب بإلزام الدول "الداعمة للإرهاب" التوقف عن هذه السياسة، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن. وكان وفد النظام قد تقدّم اليوم بمشروع بيان إدانة "مجزرة ارتكبت في قرية معان في ريف حماه".

يُذكر أنّ مؤتمر "جنيف 2" كان قد بدأ أعماله في الـ 22 يناير/كانون الثاني، في منتجع مونترو السويسري. واختتمت جلسات الجولة الأولى نهاية الشهر الماضي، من دون التوصّل إلى أية حلول ،حسب طرفَي الصراع والإبراهيمي، الذي قرر عقد جولة ثانية من المفاوضات بدأت اليوم بالفعل. وكانت جهود توسيع وفد المعارضة السورية إلى سويسرا، قد باءت بالفشل، بعد اجتماعات جرت في القاهرة قبل أيام، من دون أن تنجح في ضمّ "هيئة التنسيق الوطنية" إلى الوفد المفاوِض.

المساهمون