عديدة هي الروايات التي تشرح سبب تعليق العشّاق للأقفال على الجسور الأوروبية تحديداً، أقدمها إيطالية، وأشهرها فرنسية، لا تزال تروى إلى اليوم فوق "جسر الفنون" الباريسي الشهير، المعروف ايضاً بـ"جسر العشّاق".
لكنها، رغم كونها أقرب إلى الأساطير، تعيش فصلاً فرنسياً واقعياً، مفاده قد يكون صادماً للعشاق الذين يؤمنون بها، وهو أنّ قلب الجسر لم يعد يحتمل.
فقد انهار جزء من سياج جسر الفنون في باريس، بسبب كمية الأقفال الحديدة التي يعلّقها العشاق عليه، وهم غالباً من زوّار العاصمة الفرنسية وسيّاحها. وقد قامت بلدية باريس أمس بوضع ساتر خشبي مكان الجزء المنهار، مراعية ألا يحتمل هذا الساتر تعليق المزيد من الأقفال. وقد كان لافتاً أن المارّة سارعوا إلى تدوين أسمائهم ورسم القلوب والأقفال على اللوح الخشبي الجديد، في اصرار منهم على الرمزية الرومنسية للجسر وكلّ ما فيه!
وقال نائب رئيس بلدية باريس، برونو جوليار، لفرانس برس إنّ آلاف الأقفال هذه باتت تهدّد سلامة الجسر، وإنّ البلدية كانت تزيل بعضها من وقت لآخر، ودعت المهتمّين إلى ابتكار حلول لهذه المشكلة، واقتراح كيفية استغلال هذه الأقفال في عمل رمزي ما، يحافظ على العادة السياحية هذه، ولا يزعج العشاق المتفائلين بتعليق قفل يمثّل علاقتهم على جسر الفنون بالتحديد.
وقد أعيد أمس افتتاح الجسر بعد إصلاحه، وعاد المارة لعبوره، والاستمتاع بأحد أجمل المناظر في باريس، بسبب إطلالته المميزة على متحف اللوفر ورمزيته الرومنسية.
يذكر أن أياً من هذه الأقفال لا يملك مفتاحاً. بعض الأزواج يتقاسمون مفتاحي القفل، نسخة لكلّ منهما، وبعضهم يرمون بها في مياه النهر أسفل الجسر، كي لا يجرؤ أحد على فتح أقفالهم والتدخل في أسرارهم العاطفية. لكنهم قد يكونون مدعوّين إلى البوح بأفكارهم حول التصرّف بهذه الأقفال وانقاذ الجسر من الانهيار، فهل من افكار رومانسية مبتكرة؟ هذا ما قد نعرفه خلال موسم السياحة العاطفية القريب في باريس.