"جرش الشعري".. جنازة ثانية للسيّاب

21 يونيو 2014
تمثال السياب في البصرة
+ الخط -

بينما حضر اسم بدر شاكر السيّاب (1926 - 1964)، الشاعر العراقي الراحل، وسُمع تسجيل لصوته، في افتتاح "مهرجان الشعر العربي"، المرافق لـ"مهرجان جرش للثقافة والفنون 2014"، فإن الجمهور ظلَّ قابعاً هناك، في حضرة المونديال.

المهرجان، المُهداة دورته الحالية إلى السياب، بالكاد استطاع استقطاب عشرين شخصاً لحضور افتتاحه، بوصفهم جمهوراً (كان الصحافيون من بينهم بطبيعة الحال)، وسط حالة من اللامبالاة لا تختلف كثيراً عن السنوات السابقة.

رابطة الكتّاب الأردنيين، التي تنظم الفعاليات الثقافية في "جرش" للعام الثالث على التوالي، أتبعت حضور السيّاب (الصوتي)، بمجموعة من قصائده، قدمها الفنان محمد القباني، وجاءت بموضوعاتها منسجمة مع الأحداث السياسية التي يشهدها العراق حالياً.

تالياً، ظلَّ جمهور أمسية يوم أمس، في "المركز الثقافي الملكي"، في فضاء السيّاب، من خلال فيلم وثائقي يسجل جوانب من حياة الشاعر العراقي. تضمن الفيلم شهادات من بعض أقاربه ومجايليه، مع الإشارة إلى أهم المحطات في مسيرته الشعريّة، التي جعلت منه شاعراً رائداً، على الرغم من أنه توفي وعمره ثمانية وثلاثون عاماً فقط. وعرض الفيلم مقاطع لمسقط رأسه قرية جيكور، ونهرها "بويب" الذي تحدث كثيراً عنه في قصائده.

وفي الأمسية الشعرية الأولى للمهرجان، تبادل الصعود إلى المنصّة أربعة شعراء أردنيين، في انتظار وصول الشعراء العرب إلى عمّان.

الجمهور نفسه، خرج من الأمسية متسائلاً عن الأسباب التي حالت دون تأجيل المهرجان إلى ما بعد "المونديال"، تطلعاً إلى الحفاظ على شيء من "ماء الوجه"، على الأقل أمام الشعراء العرب المشاركين في المهرجان.

الجمهور القليل الذي غادر القاعة لم يتجاوز كثيراً مشيعي رائد الشعر العربي في العراق قبل خمسين عاماً، ما يدفعنا إلى التفكير في أن حظ السياب لم يتحسن بعد خمسة عقود على رحيله.

المساهمون