الجبنة المصرية المعلبة باتت من أكثر المواد التموينية انتشاراً في غزة، ويبقى الفقراء هم أكثر الفئات إقبالاً عليها، خصوصاً مع العروض المتنوعة للمتاجر
جبنة "فيتا" المعلبة هي ملكة الموائد الغزية على الإطلاق، في الوقت الحالي، فبعدما سيطر زيت الزيتون والصعتر (الزعتر) طويلاً على تلك المائدة خصوصاً وجبة الإفطار، حلّت محلّهما، وامتدت إلى جميع الأوقات، بعدما ارتفع سعرهما، مقارنة بتلك الجبنة المستوردة من مصر.
يتراوح سعر علبة الجبنة بما بين 1 شيكل (0.30 دولار أميركي) و3 (0.90 دولار)، وهي بالنسبة للغزيين العاديين طعام إفطار وعشاء، أما بالنسبة للفقراء فهي طعام جميع الوجبات، إذ يمكنهم تحمّل شرائها وتحضيرها فوراً، وإن ملّ أطفالهم منها، فهي رخيصة مقارنة بالسلع الغذائية الأخرى.
اقــرأ أيضاً
في مخيم دير البلح، وسط قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، يتحدث أبو رشدي المناعمة، الذي يملك "دكان أبو رشدي" أنّ نحو ثلاثين أسرة في المخيم يعرفها تماماً، تعتمد على الجبنة، للإفطار والغداء والعشاء، كونها رخيصة جداً مقارنة بسلع أخرى كالأرزّ والعدس والفول. دكان أبو رشدي يشهد حركة شرائية غير عادية لهذا النوع من الجبنة منذ ستة أشهر، فهو يطرح عروضاً أسبوعية عليها عند شراء أكثر من علبتين، وهكذا يبيع كثيراً منها ويربح قليلاً. يقول المناعمة لـ"العربي الجديد": "الخبز متوافر في غالبية البيوت الغزية، وعلبة جبنة واحدة يمكن من خلالها إعداد ما لا يقلّ عن خمسة أرغفة (سندويشات)، لذلك هي تسدّ بعضاً من الجوع.
كثير من التجار يحدثونني عن زيادة المبيعات بشكل كبير، فاتفقنا أنّها باتت بالفعل غذاء الفقراء في قطاع غزة".
من جهته، يقول أحد أكبر تجار وموزعي المواد التموينية والطحين في غزة، أحمد أبو فول، إنّ صناديق معلبات الجبنة المصرية تدخل إلى قطاع غزة، من معبر كرم أبو سالم، بعدد 1000 صندوق كبير يومياً، وهي تعتبر أكثر البضائع استيراداً، لتأتي بعدها أكياس الطحين، ثم معلبات الفول ومعجون الطماطم (الصلصة) والمعلبات الأخرى. يتابع أبو فول، لـ"العربي الجديد": "الفارق بين العملة الإسرائيلية العاملة في غزة والجنيه المصري بعد تعويمه أمام الدولار الأميركي، فتح أمام التجار في غزة فرصة استيراد بضائع كثيرة وعلى رأسها التموينية الأساسية، ووجدنا مكسباً جيداً فيها، وهكذا كانت الجبنة المصرية في متناولنا أكثر من كلّ المنتجات المصرية الأخرى، لأنّها جيدة ورخيصة، على العكس من سلع أخرى تنافسها التركية الأكثر جودة وإن كانت المصرية أرخص. وبذلك، نوزع صناديق الجبنة المصرية يومياً على دكاكين ومتاجر القطاع". يضيف أبو فول أنّ المنازل الغزية كانت تتزين موائدها بالصعتر والزيت، لكن الصعتر يبلغ سعر الأوقية منه ما يصل إلى 8 شيكل (2.5 دولار) أما الزيت، فالليتر منه بـ25 شيكلاً (7 دولارات).
في منزل صغير في مخيم دير البلح، يعتمد نضال السهلي (43 عاماً) وهو ربّ أسرة مكونة من 6 أفراد على هذه الجبنة، وعندما يحصل على مبلغ كلّ ثلاثة أشهر، من مخصصات وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية للأسر الأشد فقراً يبتاع مواد تموينية مثل الطحين والأرز والجبنة المعلبة بكميات كبيرة لكي تكفيه لمدة شهر، وفي الظروف العادية يشتري كلّ أسبوعين 8 علب جبنة. يسميها السهلي "جبنة الفقراء". لا يخجل عندما يطلق على نفسه وصف فقير، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا أحد غير فقير في غزة، فالتاجر نفسه بات فقيراً، والموظف كذلك، والعامل حاله مثل حالي. صراعنا اليومي هو فقط لتأمين لقمة العيش، والجبنة تكفينا لطلاء الخبز الذي نخبزه في المنازل".
اقــرأ أيضاً
في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، يشتري السكان الجبنة نفسها من الدكاكين، منها دكان "بخيت" في سوق المخيم، الذي يبيعها مع عروض دائمة، ليصل العرض إلى ثماني علب بـ10 شيكل (3 دولارات) وهو أقل سعر في جميع أسواق القطاع. وهكذا يعتمد عليها رب الأسرة أحمد سمور (40 عاماً) له ولأبنائه الخمسة في المنزل. يلاحظ مالك المحل، إبراهيم بخيت، الإقبال غير العادي عليها، ويبيع 6 صناديق كبيرة في اليوم الواحد.
يجد سكان المخيم أنّ الجبنة تزيل عن كاهلهم مصاريف كثيرة، خصوصاً أنّها أرخص ثمناً من البقوليات التي باتوا لا يستطيعون تأمينها، كما يقول أحمد سمور. يضيف لـ"العربي الجديد": "عادة ما كانت وجبات الإفطار مؤلفة من زيت الزيتون والزعتر، خصوصاً مناقيش (معجنات) الصعتر، أما اليوم فلا زيت أو صعتر لدينا. العدس، حتى، بتنا غير قادرين على تأمين ثمنه، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد 14 شيكلاً (4.20 دولارات). وهكذا فإنّ الجبنة المصرية أكلة الفقراء في غزة، وهي تختلف عن الجبنة البلدية الفلسطينية، لكن ما بيدنا أيّ حيلة، فنحن نأكل لنسدّ جوعنا لا أكثر".
يتراوح سعر علبة الجبنة بما بين 1 شيكل (0.30 دولار أميركي) و3 (0.90 دولار)، وهي بالنسبة للغزيين العاديين طعام إفطار وعشاء، أما بالنسبة للفقراء فهي طعام جميع الوجبات، إذ يمكنهم تحمّل شرائها وتحضيرها فوراً، وإن ملّ أطفالهم منها، فهي رخيصة مقارنة بالسلع الغذائية الأخرى.
في مخيم دير البلح، وسط قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، يتحدث أبو رشدي المناعمة، الذي يملك "دكان أبو رشدي" أنّ نحو ثلاثين أسرة في المخيم يعرفها تماماً، تعتمد على الجبنة، للإفطار والغداء والعشاء، كونها رخيصة جداً مقارنة بسلع أخرى كالأرزّ والعدس والفول. دكان أبو رشدي يشهد حركة شرائية غير عادية لهذا النوع من الجبنة منذ ستة أشهر، فهو يطرح عروضاً أسبوعية عليها عند شراء أكثر من علبتين، وهكذا يبيع كثيراً منها ويربح قليلاً. يقول المناعمة لـ"العربي الجديد": "الخبز متوافر في غالبية البيوت الغزية، وعلبة جبنة واحدة يمكن من خلالها إعداد ما لا يقلّ عن خمسة أرغفة (سندويشات)، لذلك هي تسدّ بعضاً من الجوع.
كثير من التجار يحدثونني عن زيادة المبيعات بشكل كبير، فاتفقنا أنّها باتت بالفعل غذاء الفقراء في قطاع غزة".
من جهته، يقول أحد أكبر تجار وموزعي المواد التموينية والطحين في غزة، أحمد أبو فول، إنّ صناديق معلبات الجبنة المصرية تدخل إلى قطاع غزة، من معبر كرم أبو سالم، بعدد 1000 صندوق كبير يومياً، وهي تعتبر أكثر البضائع استيراداً، لتأتي بعدها أكياس الطحين، ثم معلبات الفول ومعجون الطماطم (الصلصة) والمعلبات الأخرى. يتابع أبو فول، لـ"العربي الجديد": "الفارق بين العملة الإسرائيلية العاملة في غزة والجنيه المصري بعد تعويمه أمام الدولار الأميركي، فتح أمام التجار في غزة فرصة استيراد بضائع كثيرة وعلى رأسها التموينية الأساسية، ووجدنا مكسباً جيداً فيها، وهكذا كانت الجبنة المصرية في متناولنا أكثر من كلّ المنتجات المصرية الأخرى، لأنّها جيدة ورخيصة، على العكس من سلع أخرى تنافسها التركية الأكثر جودة وإن كانت المصرية أرخص. وبذلك، نوزع صناديق الجبنة المصرية يومياً على دكاكين ومتاجر القطاع". يضيف أبو فول أنّ المنازل الغزية كانت تتزين موائدها بالصعتر والزيت، لكن الصعتر يبلغ سعر الأوقية منه ما يصل إلى 8 شيكل (2.5 دولار) أما الزيت، فالليتر منه بـ25 شيكلاً (7 دولارات).
في منزل صغير في مخيم دير البلح، يعتمد نضال السهلي (43 عاماً) وهو ربّ أسرة مكونة من 6 أفراد على هذه الجبنة، وعندما يحصل على مبلغ كلّ ثلاثة أشهر، من مخصصات وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية للأسر الأشد فقراً يبتاع مواد تموينية مثل الطحين والأرز والجبنة المعلبة بكميات كبيرة لكي تكفيه لمدة شهر، وفي الظروف العادية يشتري كلّ أسبوعين 8 علب جبنة. يسميها السهلي "جبنة الفقراء". لا يخجل عندما يطلق على نفسه وصف فقير، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا أحد غير فقير في غزة، فالتاجر نفسه بات فقيراً، والموظف كذلك، والعامل حاله مثل حالي. صراعنا اليومي هو فقط لتأمين لقمة العيش، والجبنة تكفينا لطلاء الخبز الذي نخبزه في المنازل".
في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، يشتري السكان الجبنة نفسها من الدكاكين، منها دكان "بخيت" في سوق المخيم، الذي يبيعها مع عروض دائمة، ليصل العرض إلى ثماني علب بـ10 شيكل (3 دولارات) وهو أقل سعر في جميع أسواق القطاع. وهكذا يعتمد عليها رب الأسرة أحمد سمور (40 عاماً) له ولأبنائه الخمسة في المنزل. يلاحظ مالك المحل، إبراهيم بخيت، الإقبال غير العادي عليها، ويبيع 6 صناديق كبيرة في اليوم الواحد.
يجد سكان المخيم أنّ الجبنة تزيل عن كاهلهم مصاريف كثيرة، خصوصاً أنّها أرخص ثمناً من البقوليات التي باتوا لا يستطيعون تأمينها، كما يقول أحمد سمور. يضيف لـ"العربي الجديد": "عادة ما كانت وجبات الإفطار مؤلفة من زيت الزيتون والزعتر، خصوصاً مناقيش (معجنات) الصعتر، أما اليوم فلا زيت أو صعتر لدينا. العدس، حتى، بتنا غير قادرين على تأمين ثمنه، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد 14 شيكلاً (4.20 دولارات). وهكذا فإنّ الجبنة المصرية أكلة الفقراء في غزة، وهي تختلف عن الجبنة البلدية الفلسطينية، لكن ما بيدنا أيّ حيلة، فنحن نأكل لنسدّ جوعنا لا أكثر".