"تيمقاد" في عمّان: عن أي جزائر يتحدّثون؟

10 يوليو 2017
(من الفيلم)
+ الخط -
يعود الجدل حول فيلم "تيقماد" (2016) للمخرج الجزائري فابريس بن شاويش (1960) بمناسبة عرضه في ختام الدورة الثالثة والعشرين من "مهرجان الفيلم العربي الفرنسي" مساء بعد غدٍ في عمّان، لما يحتويه "من إساءة وانتقاص للمجتمع يعكسان نظرة أوروبية سلبية له"، وفق وسائل إعلام جزائرية.

تركزت حملة الانتقادات على مشاهد عرضها العمل الذي يتناول قصة باحث في علم الآثار، فرنسي من أصل جزائري، يعود إلى أرض أجداده في منطقة "تيمقاد" قرب مدينة باتنة للقيام بعمليات تنقيب، فيصبح مدرباً لفريق القدم في القرية، فاعترض البعض على "تصوير الماعز يرعى داخل المدينة الأثرية"، أو "السخرية من نقوش وكتابات تاريخية"، وقد أثير عند عرض الفيلم لأوّل مرة في الجزائر الانتقادات نفسها لكن مرّت الأمور بسلام.

لم يلتفت المعترضون على الفيلم إلى أنه كحال معظم النتاجات المشتركة بين فرنسا والجزائر، التي قدّمت عديداً من المضامين تتفق مع الرؤية الاستعمارية، بل على العكس من ذلك يجري الترويج لهذه الأعمال على أنها تكتسب أفضلية في الإخراج أو شكل الصورة، كونها تمثّل فضاءً فرانكوفونياً تحرص المؤسسة الثقافية الرسمية على إظهار انتمائه إليه.

يعكس "تيمقاد" صورة نمطية عن "تخلّف" الجزائريين في تلك المناطق البعيدة عن العاصمة، حيث يظهرهم جهلاء وبدائيين، مقابل الاحتفاء ببطل الفيلم الجزائري الآتي من فرنسا حيث يعمل باحثاً في الأركيولوجيا، وتمثّل هنا كرة القدم التي تدور حولها أحداث الفيلم خلاصاً من الواقع المتردي حين تسنح الفرصة للاعبيها في السفر إلى فرنسا.

جميع السلوكيات التي يرصدها العمل تأتي لإثبات هذه الفرضية مع إبراز شكلٍ من الرثاء لأوضاع الناس الذين يخضعون للعادات البالية وفساد السلطة والأفراد على حد سواء، وهي تضاف إلى ما أُنجز سابقاً من سينما مشتركة تحاول أن تعيد إنتاج الماضي والحاضر ضمن تسوية تظهر تعاطف المستعمِر مع المستعمَر، ولا يقول الأخير سوى إن ما يعشيه اليوم ليس أفضل مما عاشه في الأمس.

المساهمون