"تويتر" متهماً بدعم الإرهاب في السعودية

10 أكتوبر 2015
66 في المئة من سكان السعودية على وسائل التواصل(Getty)
+ الخط -
يقوم "تويتر" بدور البرلمان الشعبي في السعودية، حيث يستخدمه السعوديون للتعبير عن آرائهم في قضايا متعددة سياسية واجتماعية، وحتى على مستوى مراجعة الفكر الديني. إلا أن نبرة المطالبة بحجب تويتر تزايدت في الآونة الأخيرة، بحجة أن الموقع سهل للتنظيمات الإرهابية تجنيد عناصر جديدة، أو نشر أفكارها بين الشباب.

بحسب تقرير حديث صدر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، فإن نسبة استخدام شبكة الإنترنت في السعودية تواصل ارتفاعها بشكل مطرد خلال السنوات الماضية. ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية بقرابة 21 مليونا، أي ما يعادل 66 في المائة من عدد السكان. ساهم في ارتفاع نسب الاستخدام، الطلب على استخدام الإنترنت لتطبيقات التواصل الاجتماعي، والبرامج المرتبطة بها، بحسب الهيئة.

وقد تصدرت السعودية دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لموقع "تويتر"، حيث أفادت دراسة صادرة عن شركة "غلوبال ويب إنديكس" بأن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالميا
من حيث عدد مستخدمي تويتر. كما أشارت الدراسة إلى أن "مستخدمي شبكة الإنترنت من السعوديين، خاصة الشباب، يعتمدون على شبكات التواصل الاجتماعي كأداة للاتصال والتعبير عن الرأي والحصول على المعلومة".

وبحسب دراسة أجراها مؤخراً موقع Business insider، يتصدر السعوديون قائمة أكثر شعوب العالم تغريداً على "تويتر"، إذ يستخدم التطبيق ما نسبته 41 في المائة من مستخدمي الإنترنت في المملكة.

وفي مقال له بعنوان "تويتر.. هل هو من قواعد داعش؟!" يرى الكاتب تركي الدخيل أن تويتر أصبح قاعدة عسكرية للتجنيد، بقوله: "أكثر الوسائل التي يعتمد عليها التنظيم على الإطلاق هو تطبيق "تويتر" ولا تزال إدارة الموقع، ومالك التطبيق يراوحون مكانهم لجهة البدء بتفكيك هذه الخلايا التويترية "الداعشية" ويضيف الدخيل: "لا شك بأن تويتر صار قاعدة عسكرية للتجنيد". من ناحيته طالب محمد آل الشيخ في مقالة له، بوجود رقابة سعودية صارمة على تويتر، مستشهدا بالتجربة الصينية. ويرى آل الشيخ أنّ الحل لمواجهة داعش "لا يكون إلا بحجب تويتر وفيسبوك ويوتيوب".

في وقت سابق كذلك، وصف الكاتب مشاري الذايدي تويتر بأنه "ماسورة" لتجنيد الشباب، والحل هو إقفال هذه الماسورة، كما قال في مقالة له بعنوان "امنعوا تويتر من هذا". ويرى الذايدي أن "القمع السياسي" و"فقدان الحرية" ليست هي السبب وراء تمدد داعش، بل يعتبر هذا "هراء" ومنع تويتر هو الحل.

اقرأ أيضاً: 10 علامات تُعرّفك إلى المغرّد الداعشي

يعلق د. إبراهيم البعيز، المتخصص في الإعلام، لـ"العربي الجديد" حول جدوى مطالبات حجب تويتر، فيقول: "نحن نعيش في عالم متغير وبشكل متسارع، والفضل في ذلك يعود إلى الثورة التقنية وتداعياتها على قنوات الاتصال وشبكات التواصل باختلاف أشكالها وأنماطها.
التعامل مع هذا التغير يلزمه تغير في ثقافة اتخاذ القرار في مختلف المجالات، والإعلام لا يستثني من ذلك".

ويضيف البعيز: "وهذا يعني أننا تجاوزنا ثقافة (باب يجيك منه ريح سده واستريح). لذلك ليس من المنطق أن نفكر في إغلاق مواقع التواصل تلك، ليس فقط من باب استحالة ذلك، بل من باب إن استخدمها الإرهابي لنشر فكره الهدام، فالتربوي والمثقف يمكن أن ينافسه في استثمارها لنشر التنوير والتسامح والقيم الإنسانية المشتركة. أعتقد أن مجرد التفكير في إغلاقها هو إعلان بالهزيمة والعجز عن التعامل والاستفادة من هذه التقنية".

ويؤكد البعيز أن ما يتم تداوله حول مساهمة قنوات التواصل في استقطاب الشباب لمنظمات إرهابية مجرد انطباعات وخواطر لم تأخذ حقها في التفكير العلمي. ويقول: "لا اعتقد أن قنوات التواصل تسهم في استقطاب الشباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، لأنني لم أر حتى الآن دراسات علمية متواترة تؤكد ذلك، فكل ما نطالعه في وسائل الإعلام ونتداوله في حواراتنا العامة مجرد انطباعات وخواطر لم تأخذ حقها من التفكير العلمي".

يرى البعيز أن كثيراً من نظريات الاتصال تؤكد أن الإعلام لا يسهم كثيرا في تغيير الآراء والقناعات، بقدر ما هو يعزز القناعات والآراء القائمة. ويضيف: "تغيير القناعات – والتي يترتب عليها تبني اتجاهات وسلوك إرهابي – يتم في الغالب من خلال الاتصال الشخصي، لذا علينا أن نكون جادين في البحث عن أماكن التواصل الشخصي للإرهابيين مع هؤلاء الشباب الذين نزعم أنه مغرر بهم. علينا أن نجفف منابع الفكر الإرهابي ولا يقتصر تفكيرنا على ما نعتقد أنه وسيلة لنشره".

ويشير البعيز إلى أن كثيراً من الدول الغربية، وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة أنشأت مراكز دراسات متخصصة لمتابعة الفكر الإرهابي المتطرف، ولم يسبق لأي من هذه المراكز أن أوصت في الدراسات التي أنجزتها بإغلاق شبكات التواصل الاجتماعي، ويضيف: "بل العكس كانت تجد فيها منجما للكثير من المعلومات والمعطيات الهامة التي يمكن الاستفادة منها في التصدي لهذا الفكر الإرهابي استخباراتيا أو سياسيا أو ثقافيا".

هذا وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، في وقت سابق، وإثر الجدل حول علاقة تويتر بالتطرف، أن إغلاق تويتر ليس حلاً لمواجهة الإرهاب.


اقرأ أيضاً: كيف توغّل "داعش" في السعودية عبر "تويتر"؟
المساهمون