"تسلا" مذعورة من تقليد أنظمتها في الصين

02 فبراير 2020
مصنع "تسلا جيغافاكتوري" في شانغهاي (Getty)
+ الخط -
تُبدي شركة "إن.آي.أو" NIO Inc الصينية لصناعة السيارات الكهربائية التي تحاول تقليد شركة "تسلا" Tesla الأميركية، تمسّكها بمزوّد اشتبك معه بشدّة مدير "تسلا" التنفيذي، إيلون ماسك، عام 2016.

فقد عمدت الشركة الناشئة "إن.آي.أو" إلى عقد اتفاق شراكة على مدى السنوات الثلاث الماضية مع شركة "موبيلاي" Mobileye، وهي مطوّر أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، استحوذت عليها شركة "إنتل" Intel Corp عام 2017 في صفقة بلغت قيمتها 15 مليار دولار، علماً أن مشكلة ماسك مع المزوّد كانت تتمحور حول استخدام صانعة السيارات الكهربائية "إن.آي.أو" تكنولوجيا "موبيلاي" لنظام السائق الآلي الخاص بشركة "تسلا".

وتزداد مباعث قلق ماسك، فيما تعمل الشركة الصينية الآن مع "موبيلاي" لتعزيز نظامها " NIO Pilot الذي يتضمّن أصلاً فرملة أوتوماتيكية للطوارئ وتغيير الممرات وغيرها من الميزات، على أن تضم النسخة الجديدة منه التكنولوجيا التي صممتها الشركتان لنظام تحكم ذاتي بالكامل، بما في ذلك أجهزة استشعار "ليدار" Lidar.
ومن شأن التعديلات الجديدة على نظام الشركة تحسين مدى نظام NIO Pilot وقدرته على استكشاف الأشياء، بما يجعل السيارات أكثر أماناً ويتيح لها التنقل في حركة مرور أكثر تعقيداً، وفقاً لتأكيد جيمي كارلسون الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس "إن.آي.أو" للقيادة الذاتية بعدما كان في السابق مهندساً لدى "تسلا" وعمل فيها على هذا النوع من الأنظمة، حسبما أوردت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية.

وفيما لم يُقدّم كارلسون جدولاً زمنياً لإتمام التعديلات، من المتوقع أن تساعد قاعدة البيانات التي أُنشئت الشركةَ المصنّعة التي تتخذ شانغهاي مقراً لها، في تحقيق هدفها الطويل الأجل المتمثل بتصنيع سيارات مستقلة بالكامل بحلول عام 2022، علماً أن إجمالي مبيعات "إن.آي.أو" قد بلغ 31913 مركبة حتى نهاية عام 2019، مع أن موديلاتها تتوافر داخل الصين فقط.


تأتي هذه التطورات فيما تتعرّض "إن.آي.أو" لضغوط متصاعدة في سوقها المحلية، حيث تباطأت مبيعات السيارات بسبب الغموض الذي يلف الاقتصاد الصيني وسياسة التعرفات الجمركية، ويتعزّز هذا الواقع مع تخفيض حكومة بكين دعم السيارات الكهربائية اعتباراً من عام 2019.

وتتعزّز المنافسة في السوق الصينية، حيث بدأت شركة "تسلا" تسليم أول سيارات "سيدان3" النموذجية المُنتجة في الصين منذ بضعة أسابيع، بينما تخطط شركتا "دايملر" Daimler AG و"بي.إم.دبليو" BMW AG الألمانيتان لإنتاج سيارات رياضية متعدّدة الأغراض تُصنَّع محلياً أيضاً.



كذلك، تواجه "إن.آي.أو" رياحاً مالية معاكسة، إذ إنها حذرت في ديسمبر/ كانون الأول 2019، من أنها لا تملك ما يكفي من النقود لمواصلة العمل عاماً آخر، حتى بعد تقليص آلاف الوظائف وعصر نفقات التسويق، مع أن أسهمها المدرجة في الولايات المتحدة ارتفعت 54% إلى 3.72 دولارات في 30 ديسمبر/ كانون الأول، بعدما أعلنت خسائر دون التوقعات في الربع الثالث، رغم أنها كانت لا تزال أقل بكثير من ذروة 10.16 دولارات بلغتها في مارس/ آذار الماضي.