أطلقت "المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي" في سورية، البرومو (فيديو ترويجي) الرسمي لمسلسل "ترجمان الأشواق"، قبل أيام، لتعلن عرض المسلسل في رمضان المقبل على المحطات التابعة لها.
وسرعان ما عاد "ترجمان الأشواق" ليشغل صفحات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تضمنه من مشاهد توحي بعسكرة العمل وأدلجته، بما يتلاءم مع سياسة النظام. ولا سيما أنه تم الترويج للمسلسل خلال العامين الماضيين، على أنه يتضمن أفكاراً معارضة للنظام. العمل من تأليف بشار عباس، وإخراج محمد عبد العزيز.
إذ في السنة الماضية، وقبل شهر من بدء الموسم الرمضاني، أعلنت قناة "لنا" السورية إدراج مسلسل "ترجمان الأشواق" ضمن برنامجها التلفزيوني للموسم الرمضاني عام 2018، إلا أن العمل لم يتم عرضه بسبب منع الرقابة السورية له، وتبع ذلك حملة واسعة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، تدينُ قرار المؤسّسة بعدم عرض العمل.
واستثمرت المنصات الإلكترونية الداعمة لدراما النظام السوري قرار المنع، لتروّج للمسلسل، وتصنّفه على أنه "جريء سياسياً"، مستندة بذلك إلى قصة العمل التي تتحدث عن ثلاثة أصدقاء مؤمنين بالفكر اليساري، وواحد منهم معتقل سياسي سابق في مرحلة التسعينيات. وذلك ما دفع البعض لتصدير المسلسل على أنه معارض للنظام، لكسب الجمهور المعارض. ولكن هل المسلسل معارض بالفعل؟
في البداية، يجبُ التنويه بأنّ أي عملٍ تنتجه المؤسسة العامة، تقوم بقراءة نصّه مسبقاً، وعلى أساسه تقوم بإعطاء الموافقة للبدء بتصويره. وليس من المعقول أن تمنع المؤسسة عرض عمل كانت قد وافقت عليه بشكل مسبق، ولديها علم كامل بتوجُّهاته وأفكاره، وتكفّلت هي بنفقاته كاملةً! ولكن فكرة المنع ذكرها صنّاع المسلسل الذين حاولوا خلق الإثارة من خلال رسالة علنية لرئيس النظام السوري على موقع "فيسبوك"، عبّروا فيها عن "وطنيتهم" و"وطنية العمل".
إذ نشرت الكاتبة عنود الخالد، زوجة الممثل عباس النوري، منشوراً تطلب فيه من بشار الأسد التدخل لعرض المسلسل، لكونه "مسلسلاً اجتماعيّاً وطنيّاً يفضح قضايا الفساد"، على حسب تعبيرها.
ومع ذلك، فإنّ البعض اعتقد بأنَّ المسلسل يتناول أفكاراً لا تمثّل بروباغندا النظام. وأغلب الظن، أن ذلك يعود إلى الطريقة التي قامت بها المنصات الإلكترونية المسؤولة عن حملة الترويج، بتصدير المسلسل وحكاية المنع، من دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بـ"وطنيَّة العمل"، والسباق الذي تم ما بين صنّاع المسلسل والرقابة السورية، لإظهار الولاء والحرص على التبعية لـ"القائد الأوحد للبلاد".
اقــرأ أيضاً
وقد حاولت أن تبين فقط أن فكرة العمل تختلف عما تم تقديمه من إنتاج المؤسسة العامة سابقاً. بل إنها ركزت بحديثها عن المسلسل على حكاية اليساري السوري الذي كان معتقلاً، وأغفلت باقي القصص الأساسية في العمل، مثل قصة الشاب الوحيد الذي يؤدي دوره سعد مينة، والذي يضحّي بنفسه للالتحاق بالجيش العربي السوري والقتال بين صفوفه، بسبب إيمانه بهذه الأفكار، رغم أنه ليس مجبراً على هذه التضحية. وله عدد كبير من المشاهد برفقة تجمعات الجيش، وهو الأمر الذي يبدو واضحاً في "البرومو" الرسمي.
كما أغفلت هذه الحملات سرد تفاصيل حكاية شخصية أساسية أخرى بالعمل، وهي الشخصية التي يؤديها غسان مسعود، وهو رجل ينتهي به الحال بالتصوف والتواصل مع الجماعات الجهادية في سورية.
وبات واضحاً، أن هدف المؤسسة من المنع الذي تمّ العام الماضي هو تسويقيٌّ بحتٌ، إذْ تروّج أن المسلسل يتضمن أفكاراً تتوافق مع سياسات محطات خاصة عربية عدة، غير الراغبة بعرض مسلسلات تروي سرديات نظام بشار الأسد عما حدث في سورية، وخصوصاً بعد تراجع أسهم الدراما السورية في المحطات العربية في الأعوام الماضية، بسبب تخمتها بالرسائل السياسية المباشرة الداعمة للأسد وجيشه.
والغريب أن المنصات الإلكترونية الداعمة لدراما النظام السوري لا تزال تروّج للعمل بذات الطريقة، رغم أن المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أصدرت العام الماضي بياناً رسمياً نفت فيه منع عرض العمل لأسباب رقابية، وأعلنت أنه تم تأجيل عرضه للعام المقبل (الحالي)، بهدف التسويق له بشكل أوسع للمحطات العربية.
وسرعان ما عاد "ترجمان الأشواق" ليشغل صفحات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تضمنه من مشاهد توحي بعسكرة العمل وأدلجته، بما يتلاءم مع سياسة النظام. ولا سيما أنه تم الترويج للمسلسل خلال العامين الماضيين، على أنه يتضمن أفكاراً معارضة للنظام. العمل من تأليف بشار عباس، وإخراج محمد عبد العزيز.
إذ في السنة الماضية، وقبل شهر من بدء الموسم الرمضاني، أعلنت قناة "لنا" السورية إدراج مسلسل "ترجمان الأشواق" ضمن برنامجها التلفزيوني للموسم الرمضاني عام 2018، إلا أن العمل لم يتم عرضه بسبب منع الرقابة السورية له، وتبع ذلك حملة واسعة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، تدينُ قرار المؤسّسة بعدم عرض العمل.
Facebook Post |
واستثمرت المنصات الإلكترونية الداعمة لدراما النظام السوري قرار المنع، لتروّج للمسلسل، وتصنّفه على أنه "جريء سياسياً"، مستندة بذلك إلى قصة العمل التي تتحدث عن ثلاثة أصدقاء مؤمنين بالفكر اليساري، وواحد منهم معتقل سياسي سابق في مرحلة التسعينيات. وذلك ما دفع البعض لتصدير المسلسل على أنه معارض للنظام، لكسب الجمهور المعارض. ولكن هل المسلسل معارض بالفعل؟
في البداية، يجبُ التنويه بأنّ أي عملٍ تنتجه المؤسسة العامة، تقوم بقراءة نصّه مسبقاً، وعلى أساسه تقوم بإعطاء الموافقة للبدء بتصويره. وليس من المعقول أن تمنع المؤسسة عرض عمل كانت قد وافقت عليه بشكل مسبق، ولديها علم كامل بتوجُّهاته وأفكاره، وتكفّلت هي بنفقاته كاملةً! ولكن فكرة المنع ذكرها صنّاع المسلسل الذين حاولوا خلق الإثارة من خلال رسالة علنية لرئيس النظام السوري على موقع "فيسبوك"، عبّروا فيها عن "وطنيتهم" و"وطنية العمل".
إذ نشرت الكاتبة عنود الخالد، زوجة الممثل عباس النوري، منشوراً تطلب فيه من بشار الأسد التدخل لعرض المسلسل، لكونه "مسلسلاً اجتماعيّاً وطنيّاً يفضح قضايا الفساد"، على حسب تعبيرها.
ومع ذلك، فإنّ البعض اعتقد بأنَّ المسلسل يتناول أفكاراً لا تمثّل بروباغندا النظام. وأغلب الظن، أن ذلك يعود إلى الطريقة التي قامت بها المنصات الإلكترونية المسؤولة عن حملة الترويج، بتصدير المسلسل وحكاية المنع، من دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بـ"وطنيَّة العمل"، والسباق الذي تم ما بين صنّاع المسلسل والرقابة السورية، لإظهار الولاء والحرص على التبعية لـ"القائد الأوحد للبلاد".
وقد حاولت أن تبين فقط أن فكرة العمل تختلف عما تم تقديمه من إنتاج المؤسسة العامة سابقاً. بل إنها ركزت بحديثها عن المسلسل على حكاية اليساري السوري الذي كان معتقلاً، وأغفلت باقي القصص الأساسية في العمل، مثل قصة الشاب الوحيد الذي يؤدي دوره سعد مينة، والذي يضحّي بنفسه للالتحاق بالجيش العربي السوري والقتال بين صفوفه، بسبب إيمانه بهذه الأفكار، رغم أنه ليس مجبراً على هذه التضحية. وله عدد كبير من المشاهد برفقة تجمعات الجيش، وهو الأمر الذي يبدو واضحاً في "البرومو" الرسمي.
كما أغفلت هذه الحملات سرد تفاصيل حكاية شخصية أساسية أخرى بالعمل، وهي الشخصية التي يؤديها غسان مسعود، وهو رجل ينتهي به الحال بالتصوف والتواصل مع الجماعات الجهادية في سورية.
وبات واضحاً، أن هدف المؤسسة من المنع الذي تمّ العام الماضي هو تسويقيٌّ بحتٌ، إذْ تروّج أن المسلسل يتضمن أفكاراً تتوافق مع سياسات محطات خاصة عربية عدة، غير الراغبة بعرض مسلسلات تروي سرديات نظام بشار الأسد عما حدث في سورية، وخصوصاً بعد تراجع أسهم الدراما السورية في المحطات العربية في الأعوام الماضية، بسبب تخمتها بالرسائل السياسية المباشرة الداعمة للأسد وجيشه.
والغريب أن المنصات الإلكترونية الداعمة لدراما النظام السوري لا تزال تروّج للعمل بذات الطريقة، رغم أن المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أصدرت العام الماضي بياناً رسمياً نفت فيه منع عرض العمل لأسباب رقابية، وأعلنت أنه تم تأجيل عرضه للعام المقبل (الحالي)، بهدف التسويق له بشكل أوسع للمحطات العربية.