"تراسل الفنون" لهدى الشوّا: الفنان المعاصر والأدب العربي

22 اغسطس 2020
عمل من "كُر وأنت حر" لفاطمة الحاج
+ الخط -

"تراسل الفنون" عنوان المحاضرة التي ألقتها الكاتبة المسرحية وكاتبة أدب الطفل هدى الشوا، وبثتها "منصة الفن المعاصر" في الكويت على قناتها في يوتيوب مؤخراً.

الكاتبة تناولت العلاقة بين الأدب العربي التراثي وبين الفنون البصرية من خلال نموذجين؛ الأول معرض "كر وأنت حر" للفنانة اللبنانية فاطمة الحاج، والذي تعيد فيه بناء سيرة الشاعر العربي عنترة بن شداد من خلال معلقته وأشعاره. 

والنموذج الثاني هو استعادة مقامات الحريري ورسومات يحيى الواسطي لها في تجربة "المقامة" للفنان اللبناني عبد القادري. 

الصورة
من "المقامة" لـ عبد القادري/ لبنان
من "المقامة" لـ عبد القادري

عن عمل الحاج، تقول الشوا إن الفنانة قدمت عنترة بصورة جديدة مختلفة عن تلك التي قدمها أبو صبحي التيناوي أو رفيق شرف، ففي رسومات الاثنين يظهر عنترة بكامل هندام الفروسية بالعتاد وبشاربه وقوته وعمامته، بينما قدمته الحاج عارياً شديد السواد بلا شارب ولا أي ملابس، قدمته كائناً فطرياً في لوحات بالأسود والأبيض. 

تقول الشوا إن الفنانة اعتمدت الأسود والأبيض لتظهر العتمة والنور، العنصرية والحرية، فرسمت مراحل حياة عنترة ضمن تدرجات هذين اللونين كوسيلة للتعبير عن الاستعباد والتمييز على أساس اللون في مقابل النور في نهايه اللوحات، وتضيف أن الفنانة عبر هذه الجدارية تشجع من يراها على قراءة مجددة لشعر عنترة والتعامل معه بمنظور جديد. 

يعبّر الأبيض والأسود عن الاستعباد والتمييز والحرية والظلم

أما النموذج الثاني، المرتبط بمقامات الحريري، فيُظهر من خلالها الفنان القادري الفرق بين الماضي والحاضر، لكنه يرسم الحاضر باللون الأسود والأبيض والماضي ملوناً، مقتبساً ومتمثلاً تجربة الرسم التي قدمها يحيى الواسطي للمنمنمات، بعد ظهور تنظيم "داعش" والفظائع التي ارتكبها وتدمير الفن الذي مارسه في العراق وسورية.

 ترى الشوا أن العودة إلى الفنون القديمة وإعادة تمثلها في الفن المعاصر، تؤكد أن الماضي يلهمنا ويساعدنا في إعادة قراءة الحاضر والتعبير عن اللحظة الراهنة. 

 

المساهمون